إيران

أعلنت القوات الإيرانية أن الهجوم الصاروخي الأخير على كيان الاحتلال نُفِّذ بصواريخ "فتاح" الفرط صوتية، ما يُظهر -بحسب البيان الإيراني - أن الجمهورية الإسلامية باتت تُحكم السيطرة على أجواء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار بيان صادر عن حرس الثورة الإسلامية إلى أن صاروخ "فتاح" من الجيل الأول يتمتع بميزات استثنائية، جعلت سماء الأراضي المحتلة تحت سيطرة إيران، في تطوّر يُعد رسالة مباشرة لـ "تل أبيب" والولايات المتحدة "المحرِّضة على الحرب".
ويُصنَّف "فتاح 1" ضمن فئة الصواريخ الفرط صوتية، إذ تصل سرعته إلى خمسة أضعاف سرعة الصوت (نحو 6100 كيلومتر في الساعة)، ويبلغ مداه 1400 كيلومتر، وهو مزود بقدرة على التخفي واجتياز أنظمة الرادار. ويعمل بمحرك ذي وقود صلب وفوهة متحركة في مرحلته الثانية.
ويتميّز هذا الصاروخ بإمكانية إجراء مناورات داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض، متجاوزًا جميع أنظمة الدفاع الجوي، وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأميركية عن فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية.
ويُعد "فتاح" من أحدث الصواريخ التي طورتها إيران، وقد كُشف عنه رسميًا في عام 2023. وبحسب المعطيات الرسمية، يتمتع الصاروخ بقدرة على اختراق الملاجئ، مما يجعله هدفًا بالغ الصعوبة في الرصد والاعتراض.
من جهته، أفاد مركز تحليل الإستراتيجيات والتقنيات بأن الميزة الأبرز للصاروخ تكمن في رأسه الحربي الفرط صوتي المناور، والمزود بمحرك صاروخي عامل بالوقود الصلب مع ناقل دفع موجَّه، ما يتيح له تغيير مساره خلال التحليق والتوجّه بدقة نحو هدفه.
إلى ذلك، بثت وسائل إعلام إيرانية مشاهد تُظهر إسقاط الدفاعات الجوية الإيرانية طائرة مسيّرة من نوع "هرمز"، تابعة لجيش الاحتلال، كانت تُنفّذ مهمّة عدائية فوق أجواء أصفهان.
وقد أقرّ جيش الاحتلال بسقوط الطائرة خلال مهمّة قتالية، مدّعيًا أنه يحقق في ما إذا كان ذلك نتيجة عطل تقني أو بسبب تصدي الدفاعات الإيرانية لها.
وفي السياق، أفادت صحيفة "هآرتس" الصهيونية بأن هذه هي المرة الأولى منذ عام 1948 التي تسقط فيها صواريخ على منطقة "بني براك" شرق مدينة "تل أبيب"، وهي منطقة يسكنها المتدينون الصهاينة. وذكّرت الصحيفة بأن حاخامات المدينة لطالما قالوا، إنها "محروسة بعلماء التوراة وكثرة المتدينين"، غير أن تلك المقولات سقطت مع الصواريخ الإيرانية، على حدّ تعبيرها.
كما أعلنت ما تُعرف بـ"مصلحة الضرائب" لدى كيان العدوّ أنها تلقّت أكثر من 22,900 اتّصال للمطالبة بتعويضات عن أضرار لحقت بالمباني والمركبات والممتلكات جراء الضربات الإيرانية، في وقت جرى فيه إجلاء أكثر من 5,000 مستوطن من منازلهم.
وفي تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نُقل عن مسؤول أميركي أن مخزون الاحتلال من صواريخ منظومة "حيتس" الدفاعية بات على وشك النفاد، وأن جيش الاحتلال لن يكون قادرًا على صدّ الصواريخ الإيرانية لأكثر من 12 يومًا من دون دعم أميركي مباشر. وأشار المصدر إلى أن أنظمة "الدفاع الإسرائيلية" قد لا تتمكّن من اعتراض موجات كبيرة من الصواريخ، نظرًا لاضطرارها إلى ترشيد الذخيرة.
وفيما سارع جيش الاحتلال إلى نفي ما ورد في التقرير، أكّدت الصحيفة الأميركية أنها تواصلت مع شركة الصناعات الجوية الصهيونية للحصول على تعليق رسمي، لكنّها لم تتلقَ أي رد.
وفي تقرير آخر، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية عن أضرار كبيرة لحقت بمعهد "وايزمان" للأبحاث، جراء الضربات الإيرانية، مشيرة إلى فقدان عينات ثمينة جُمعت من أنحاء مختلفة من العالم، وتوقّف أجهزة دقيقة خُصصت للأبحاث. وأضافت الصحيفة أن بعض الأضرار التي لحقت بالمعهد "لا يمكن إصلاحها".