إيران

رفعت أكثر من 200 منظمة مجتمع مدني إيرانية، اليوم الأحد، تقريرًا شاملًا إلى الأمم المتحدة يتناول الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها "إسرائيل" بحق الأطفال في إيران خلال عدوانها العسكري الذي بدأ في 13 حزيران/يونيو 2025 تحت مسمى “عملية الأسد الصاعد”. ووجّه التقرير إلى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ولجنة حقوق الطفل، والممثلين الخاصين للأمين العام المعنيين بالعنف ضدّ الأطفال وبالأطفال في النزاعات المسلحة.
وبحسب التقرير، فإن الهجمات "الإسرائيلية" استهدفت منشآت نووية وعسكرية ومدنية في طهران ومدن إيرانية أخرى، وأسفرت عن مقتل المئات بينهم عشرات الأطفال والنساء، إلى جانب إصابة الآلاف وتهجير السكان وتعريض الأطفال لمخاطر جسدية ونفسية جسيمة. وأشار التقرير إلى أن استهداف المنشآت النووية يهدّد الأمن الإقليمي ويعرض المدنيين لخطر الإشعاع النووي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل.
وأكدت المنظمات أن الهجمات "الإسرائيلية" تنتهك ميثاق الأمم المتحدة (المادّة 2/4) الذي يحظر استخدام القوّة ضدّ سيادة الدول، كما تنتهك مبادئ التمييز والتناسب والحماية في النزاعات المسلحة، خاصة بعد استهداف مستشفى للأطفال، ومبانٍ سكنية، ومنشآت حيوية مدنية، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 20 طفلًا في ضربة جوية واحدة في طهران.
ووثّق التقرير أسماء عدد من الأطفال الشهداء من بينهم: علي رضا زينالي (مع شقيقته ووالده)، حجة الإسلام نيرومند وعائلته، الطفلة باران إشراقی (9 سنوات)، الطفل ريان قاسميان (شهران)، الطفل سهيل كاتولي (11 عامًا)، والطفلة تارا حاجيميري (8 سنوات) وغيرهم من الضحايا الذين سقطوا جراء القصف المباشر على المناطق السكنية.
وذكّرت المنظمات في تقريرها أن توقيت الهجمات جاء متزامنًا مع الامتحانات النهائية للعام الدراسي، مما أدى إلى تعطيل العملية التعليمية وحرمان آلاف الأطفال من حقهم في التعليم، كما تسبب النزوح الواسع بفقدان الأطفال لشبكات الدعم النفسي والاجتماعي الأساسية، وفاقم من معاناتهم النفسية والاجتماعية.
ودعا التقرير الأمم المتحدة إلى اتّخاذ خطوات عاجلة، تشمل:
• إدانة الهجمات بشكل صريح كجرائم حرب وانتهاكات جسيمة لاتفاقية حقوق الطفل.
• فتح تحقيقات دولية مستقلة لضمان المحاسبة على هذه الانتهاكات، ودعم جهود المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.
• فرض حظر أسلحة وعقوبات على "إسرائيل"، كما أوصى خبراء أمميون سابقون.
• توفير الدعم الإنساني العاجل للأطفال المتضررين عبر منظمات مثل اليونيسف، مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي العاجل للضحايا.
وختمت المنظمات تقريرها بنداء جاء فيه: "إيران، أرض الحضارة والسلام، ليست هدفًا للحرب. أطفال إيران ليسوا وقودًا لصراعات إقليمية عدوانية، وعلى المجتمع الدولي مسؤولية حماية أرواحهم ومستقبلهم".