لبنان

فيّاض: مشروع المواجهة مع العدو والتصدي للهيمنة الأميركية بلغ مرحلة متقدمة
حزب الله وأهالي بلدتي حولا وشقرا أقاموا حفلًا تكريميًا للشهيد أحمد غازي علي
رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فيّاض أننا نعيش أيامًا تاريخية ومفصلية من عمر الأمة ووضع المنطقة، ومشروع المواجهة مع العدو "الإسرائيلي" والتصدي للهيمنة الأميركية بلغ مرحلة متقدمة، سَيقرر في ضوء نتائجها حقائق كثيرة تتصل بمستقبل المنطقة العربية - الإسلامية.
وفي كلمة له خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد أحمد غازي علي من بلدة حولا، في النادي الحسيني لبلدة شقراء الجنوبية، قال فيّاض: "لقد دخل الأميركيون أخيرًا الحرب بصورة مباشرة ضد الجمهورية الإسلامية، مع أنهم كانوا قد فعلوها من الناحية العملية منذ البدء من موقع الشراكة مع "الإسرائيلي"، على مستوى التسليح النوعي والمعلومات الاستخبارية والغطاء السياسي والتخطيط المشترك، وقد وضعت أميركا كل إمكاناتها وقدراتها في خدمة العدوانية "الإسرائيلية"".
وأشار فيّاض إلى أننا أمام صنف من القيادات، في أميركا و"إسرائيل"، لا تكتفي بممارسة القتل والإجرام والاغتيال وحروب الإبادة وتسويغها بعقل بارد، أيضًا تنقلب على أي اتفاقيات والدوس على أي ضمانات وعدم الالتزام بأي قواعد أو حدود. وهذا حصل مع انقلاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاتفاق النووي مع إيران في العام 2015، على الرغم من كل النصائح التي وجهت له، والتي أكدت التزام إيران الصارم بما اتفق عليه، وهذا ما حصل أيضًا مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو عندما التزمنا بوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، إلا أنه لم يلتزم به، بل تجاوز كل ما تم الإتفاق عليه دوليًا، فسقطت كل الضمانات الدولية وغير الدولية، ولم تعنِ لهم شيئًا على الإطلاق.
وتابع فيّاض: "في الواقع، إن ما تتعرض له إيران من حرب عدوانية "إسرائيلية" - أميركية هو حلقة متقدمة، في سلسلة جرى التحضير لها على مدى سنوات طويلة، والآن يتحدث "الإسرائيلي" عن أن اغتيال شهيد الأمة سماحة السيد حسن نصر الله شكّل الركيزة الأساسية في هذا المشروع".
ولفت فيّاض إلى أن الأعداء يتطلعون إلى إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية، وليس فقط ضرب قدراتها النووية والصاروخية، والعدو إذا تمكّن من منعنا من العودة إلى قرانا فسيمضي في ذلك، وإذا تمكّن من اقتلاعنا من أرضنا، فسيغتنم هذه الفرص أيضًا.
وشدد فيّاض على أنه ليس بوسع أي كان، سواء أكان كيانًا أم فردًا أم مجتمعًا، عندما يتعرض وجوده لخطر، إلاَّ أن يدافع عن وجوده وعن حقوقه ومصالحه. ومن هنا يجب على أهلنا ومجتمعنا أن يعوا هذه الحقيقة جيدًا، فنحن لسنا في موقع الاعتداء على أحد، إنما في موقع الدفاع عن النفس والوجود.
وقال فيّاض: "في هذه الحرب؛ انسجمت الجمهورية الإسلامية مع شعاراتها وعقيدتها السياسية وخطاب ومواقف قادتها منذ تأسيسها ولغاية الآن، وهي التي جعلت من الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني برنامجها الأساسي، ودفعت من أجل ذلك أثمانًا باهظة من العقوبات الاقتصادية وصولًا إلى هذه الحرب، ولم تتراجع".
وتابع فيّاض أن إيران، والتي سيسجل التاريخ أنها البلد الوحيد في العالمين العربي والإسلامي من نقل المعركة إلى قلب كيان العدو، ودكت صواريخها عاصمته ومدنه ومنشآته الحيوية، وجعلت بعض أحيائه ومدنه مشابهًا لمنظر وحالة خان يونس ورفح- على حد تعبير أحد الضباط الصهاينة- قيادةً ودولةً ومجتمعًا، لا يمكن أن تتساهل مع من يعتدي عليها أيَّا كان، وكل من اعتدى عليها سيدفع ثمنًا.
وأضاف فيّاض: "لقد أخطأ الصهاينة في حساباتهم، وورطوا الأميركيين معهم، وأدخلوا المنطقة في مسار متفجِّر وفي حالٍ من التداعي وعدم الإستقرار، من الصعب التنبؤ في مدياتها ونتائجها، لقد أدخل العدو "الإسرائيلي" نفسه والأميركي في نفق مسدود، لن يكون الخروج منه سهلًا على الإطلاق".