عربي ودولي

توالت الإدانات الدولية للهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة شرق العاصمة السورية دمشق، مساء الأحد، وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 22 شهيدًا ونحو 60 جريحًا، معظمهم من المصلّين الذين كانوا يشاركون في القداس الإلهي.
ودوّى الانفجار الذي نفّذه انتحاري باستخدام حزام ناسف، داخل الكنيسة خلال تجمع المصلين، ما خلّف دمارًا كبيرًا في القاعة الرئيسة، وسُجّلت إصابات بين الكهنة والعائلات بينهم أطفال ونساء.
ونسبت السلطات السورية الهجوم إلى تنظيم "داعش"، فيما لم يعلن التنظيم الإرهابي رسمياً مسؤوليته عن العملية.
من جهتها، أعربت البطريركية الأرثوذكسية في دمشق عن "حزنها العميق"، مؤكدةً أن "الدم السوري المسيحي امتزج بالدم السوري المسلم في معركة الدفاع عن الوطن، ولن تنجح أية قوى ظلامية في بث الفتنة".
إدانات عربية
وامتدت الإدانات إلى خارج الحدود السورية، حيث عبّرت دول عربية وإسلامية وأجنبية عن تضامنها مع سورية وشعبها. فقد أدانت الإمارات العربية المتحدة "الهجوم الإرهابي الجبان"، وقدمت تعازيها للحكومة السورية ولعائلات الضحايا، مؤكدة "رفضها القاطع لأي استهداف لدور العبادة".
وفي السياق ذاته، أدانت دولة قطر التفجير ووصفته بأنه "جريمة نكراء ضد أبرياء يمارسون شعائرهم الدينية"، مشددة على ضرورة احترام حرمة أماكن العبادة في كل الظروف.
كذلك أصدرت سلطنة عُمان بياناً عبّرت فيه عن استنكارها للهجوم، داعية إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب.
وأعربت اليونان عن "قلق بالغ"، مشيرة إلى أن الكنيسة المستهدفة تتبع لطائفة ترتبط بها ثقافياً ودينياً.
من جهتها، أدانت فرنسا الاعتداء، معتبرة أنه "يستهدف النسيج الديني السوري، ويؤكد الحاجة إلى حل سياسي يُعيد الأمن إلى سورية ويحفظ حقوق الأقليات".
وعلى الصعيد الدولي، أدان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان ديمتريس الهجوم واعتبره "انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني"، داعياً إلى "تحقيق فوري وشفاف"، كما حثّ على تعزيز حماية المدنيين ومؤسساتهم الدينية.
الرئاسة اللبنانية بدورها أصدرت بياناً عبر فيه الرئيس جوزاف عون ورئيس البرلمان نبيه بري عن تضامنهما مع دمشق، ووصفا الهجوم بـ"العمل الإرهابي الجبان"، معزين الشعب السوري وأسر الشهداء.
كما أعربت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سورية عن إدانتها للهجوم، معتبرة أنه "جزء من حملة ممنهجة تستهدف التعدد الثقافي والديني في سورية"، داعية إلى رصّ الصفوف في وجه التهديدات الإرهابية.