اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي رئيس مجلس الأمن القومي في كيان العدو: أدير حوارًا مباشرًا ويوميًا مع السلطات السورية

إيران

أبعاد الهزيمة الصهيونية ووحدة الشعب والنظام محور اهتمام الصحف الإيرانية
إيران

أبعاد الهزيمة الصهيونية ووحدة الشعب والنظام محور اهتمام الصحف الإيرانية

71

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الأربعاء 25 حزيران/يونيو 2025، بالانتصار الواضح الذي حققته الجمهورية الإسلامية على الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. وسعت الصحف لبيان أبعاد الهزيمة الصهيونية وكيف أنها لم تحقق شيئًا من أهدافها؛ بل وصُدمت بأمور أخرى من قبيل وحدة الشعب والنظام.

كيف ساعدت الدبلوماسية الميدان؟

بداية مع صحيفة "إيران" التي أشارت إلى أنّه: "في الساعات الأولى التي تلت عدوان النظام الصهيوني على الأراضي الإيرانية، رفع وزير الخارجية السيد عباس عراقتشي راية الدبلوماسية ودخل بثبات معترك السياسة الإقليمية والعالمية. اتّخذ الخطوة الأولى بالذهاب إلى جنيف، ووسط شائعات عن احتمال انضمام الأوروبيين إلى التحالف الأميركي ضدّ إيران، تمكّن من تغيير مسار التطورات بتوضيح العواقب الوخيمة لهذه المغامرة على أمن القارة الخضراء، ونقل الأوروبيين من حافة قرار خطير إلى المطالبة بحلول دبلوماسية".

وأضافت: "بعد ذلك، انتقل عراقتشي من جنيف إلى إسطنبول، حيث مثّل الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي فرصة لوزير الخارجية لتحذير الدول الأعضاء من التهديد المشترك الذي تشكله أعمال الحرب "الإسرائيلية" على الأمن الإقليمي، ولبلورة إجماع غير مسبوق للدفاع عن السلام ومواجهة العدوان من خلال مشاورات ثنائية ومواقف واضحة"، لافتةً إلى أنّه: "في غضون ذلك، لم يغفل عراقتشي التحدث إلى وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية، وسعى إلى استخدام منصات الدبلوماسية العامة لعكس شرعية الرد الدفاعي للبلاد. وبهذه الطريقة، أصبحت دبلوماسية الحرب الإيرانية، والمرتبطة بشكل وثيق بساحة المعركة، أداة فعالة".

وأردفت الصحيفة: "خلال المعركة الأخيرة مع الكيان الصهيوني، أظهرت الدبلوماسية الإيرانية وجهًا جديدًا وفعالًا، دبلوماسية اتبعت مسارًا ذكيًا وهادفًا منذ اللحظات الأولى للعدوان العسكري، بتنسيق كامل مع ساحة المعركة. عمل الميدان والدبلوماسية في علاقة وثيقة ومتكاملة، ما خلق مشهدًا من وحدة الإرادة الوطنية والدبلوماسية الفاعلة نادرًا ما يُرى في أمثلة مماثلة"، مشيرةً إلى أنّه: "في ظل التوترات الإقليمية، أبرزت دبلوماسية الحرب الإيرانية نجاحًا بارزًا على الساحة الدولية؛ ففي الأسبوعين الماضيين، تمكّن فريق الدبلوماسية في البلاد، بالذكاء واللباقة، ليس فقط من احتواء العدوان الوحشي للنظام "الإسرائيلي"، بل أيضًا منع الولايات المتحدة من الدخول في حرب شاملة ضدّ إيران".

وقالت: "كان هذا النجاح نتيجة الإفادة القصوى من المرافق الموجودة وإنشاء تحالفات فعالة، وكذلك تفكيك تحالفات العدو. وقال علي رضا مير يوسفي، وهو الباحث البارز في السياسة الخارجية، إن فنّ الدبلوماسية هو الإفادة القصوى من الفرص الموجودة وإنشاء تحالفات مع قوى أخرى وتفكيك تحالفات العدو. ويبدو أن فريق الدبلوماسية في البلاد كان له سجل مقبول في هذا الصدد في الأسبوعين الماضيين. وفي إشارة إلى الدور الشخصي لنتنياهو في الأزمة الأخيرة، أوضح مير يوسفي أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، والذي بدأ دراسته في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا واستمر في هارفارد، تأثر بشدة بنموذج تشرشل الرجل الذي استطاع إخراج الولايات المتحدة من عزلتها إلى خضم الحرب العالمية الثانية. لقد حاول نتنياهو أيضًا جرّ الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة مع إيران وتوجيه ضربات لها. لكن دبلوماسية إيران الذكية، مستخدمةً القوّة الصاروخية والتماسك الوطني والمرونة الاجتماعية والعسكرية، استطاعت منع هذه الخطة من التحقق".

وختمت صحيفة "إيران": "لقد أدت دبلوماسية إيران المكثفة في الحوار مع الحلفاء والخصوم، بما في ذلك الدول الأوروبية والمنطقة وروسيا، دورًا حاسمًا في الحد من نطاق الحرب. وأظهرت الرحلات المحفوفة بالمخاطر والمشاورات العديدة في ظل الحرب في البلاد أنه لولا هذه الجهود لكانت إيران قد تعرضت لضربات وأضرار أخرى. ما تحقق حتّى الآن هو وقف إطلاق نار هشّ قابل للانتهاك في أي لحظة، ولكنه يُظهر حتّى الآن نجاح دبلوماسية الحرب الإيرانية".

لماذا لم تحقق "إسرائيل" أهدافها؟

من جانبها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "ما هي الأهداف المعلنة التي بدأت بها الحرب، وما مصير كلّ هدف منها؟ حاول الكيان الصهيوني تحقيق عدة أهداف بالتوازي مع مزيج حاد من الاستخبارات والضربات العسكرية لتحقيق هدف نهائي واحد في نهاية المطاف، ألا وهو الإطاحة بالنظام السياسي". لافتةً إلى أن: "الهدف الأول للكيان كان منذ بداية الحرب هو إخراج الناس إلى الشوارع لدعم المعتدي. واستندت حسابات الكيان الساذجة إلى فرضية أنه إذا وجّهت ضربة ضدّ إيران، سيتولي الجواسيس "الإسرائيليون" والمنافقون الإرهابيون على الشوارع، وأن مشروع انعدام الأمن في اتّجاهي الانفصالية والفوضى في المدن سيزيد من ضغط الحرب بهدف تدمير النظام السياسي. بناءً على حساباته الطفولية، خطط العدوّ أنه سيتجاوز الناس النظام السياسي في شوارع طهران، وستتحقق أرضية لتغيير النظام من خلال مزيج من الفوضى والهجوم الأجنبي".

وأردفت: "فشل المشروع الأول فشلًا ذريعًا بسبب عدم إلمامه بروح الإيرانيين الوطنية ومقاومتهم العلنية للعدوان الأجنبي. لم ينزل الشعب الإيراني إلى الشوارع فحسب، أيضًا شارك في مشروع تعزيز الأمن بالتعاون مع قوات الأمن وإبلاغ جهات إنفاذ القانون عن الجرائم. في الوقت نفسه، عزز العدوان الخارجي المشاعر القومية الإيرانية بشكل كبير، ودعا الشعب إلى حرب شاملة حتّى يستسلم المعتدي".

وأضافت الصحيفة: "كان هدف الكيان الثاني المعلن هو تدمير البرنامج النووي الإيراني. وتُعدّ "إسرائيل" أيضًا خاسرًا كبيرًا في هذا الهدف، كان هجومها على منشآت نطنز ومفاعل آراك رمزًا لعجزها عن تدمير القدرة النووية الإيرانية. وقد وصل هذا العجز إلى حد اضطرّ  معه الكيان الصهيوني أخيرًا إلى طلب المساعدة من الولايات المتحدة لمهاجمة فوردو لتحقيق هدف ما"، مشيرةً إلى أنّه: "يُعدّ الهجوم على فوردو، بصرف النظر عن الأضرار المحتملة التي قد تلحق بالمنشأة أو مجمع القاعات أو اختراق الصواريخ، إحدى أكثر الضربات والهجمات عبثية في التاريخ. إن الهجوم على فوردو ليس فقط غير فعال، سيسوّغ أيضًا لإيران تقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبالتالي إلى زيادة مستوى الغموض النووي في البلاد".

ورأت أنّه: "باستهداف فوردو، سمح الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، من دون تدمير اليورانيوم أو الإضرار بمخزون البلاد النووي، للبلاد بزيادة غموض البرنامج النووي الإيراني وتقليل التعاون مع الوكالة. لذلك، فإن المستوى الثاني من الهجمات الذي أعلنه الكيان، أي البرنامج النووي الإيراني، لم يُحقق أي شيء يُذكر".

وتابعت صحيفة "وطن أمروز": "كان هدف العدو الثالث هو ضمان تدمير البرنامج الصاروخي الإيراني. وبنظرة سطحية وحسابات سريعة، ظنّ العدوّ أنه من خلال السيطرة النسبية على سماء الشريط الغربي من البلاد وقصف المدن الصاروخية، يمكنه أيضًا تحييد البرنامج الصاروخي الإيراني. وتُظهر الهجمات المفاجئة، في الأيام القليلة الماضية، واعتراف وسائل الإعلام الغربية والصهيونية العجز عن اعتراض الصواريخ الإيرانية، والضربات الناجحة والبارعة على الأراضي المحتلة، أن هذا الهدف كان بمثابة حلم".

ولفتت إلى أنّ: "فشل العدوّ في الحسابات العسكرية، في مجال الصواريخ، واضحٌ لدرجة أنه لجأ منذ أيام إلى الحرب النفسية، محاولًا إظهار سيطرته الوهمية على سماء إيران وتدمير منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية كعلامة على تحقيق هدفه؛ في حين أن تغيير إيران التكتيكي الواضح في وتيرة إطلاق الصواريخ منخفضة الصوت قد جعل سماء العدوّ بلا دفاع تقريبًا. لم تُقلل أجواء الكيان العاجزة من معدل اعتراض صواريخه فحسب، زادت أيضًا من دقة الإصابات في مراكز الكيان العسكرية والأمنية".

وقالت الصحيفة: "تُعدّ الضربات الصاروخية التي شنتها "إسرائيل"، في الأيام الثلاثة الأخيرة من الحرب، وحتّى وقف إطلاق النار، ذكرى تاريخية مؤلمة للـ "الإسرائيليين". وقد عطّلت الضربات المتقطعة والمؤلمة الحياة اليومية لمغتصبي الأراضي المحتلة لدرجة أنه منذ اليوم التاسع للحرب فصاعدًا، بدأت بوادر تراجع واضح في المرونة الاجتماعية بين المغتصبين الصهاينة. وقد أدى هذا الاضطراب في الحياة اليومية، إلى جانب التآكل النفسي بسبب أصوات صفارات الإنذار المتكرّرة، إلى جانب الاشتباكات اليومية على الملاجئ والزيادة الكبيرة في عدد الضحايا، إلى بدء عملية ضغط على حكومة العدو"، لافتةً إلى أنّ "عملية محاولة مغادرة الأراضي المحتلة والهجرة العكسية، والتي بدأت بشكل ملحوظ في اليوم الثالث من الحرب، كانت مؤشرًا على هذا التراجع في مرونة حكومة العدو الاجتماعية".

وأضافت: "لذلك؛ الجانب الآخر من المشروع "الإسرائيلي"، أي القضاء على القدرة الصاروخية الإيرانية، لم يكن ناجحًا فحسب، أيضًا القدرة الصاروخية الإيرانية أصبحت بوضوح إحدى أدوات الضغط على العدو".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ: "الجانب الآخر من خطة "الإسرائيليين" الخرقاء كان تدمير جميع الدفاعات الجوية الإيرانية وتحويل إيران إلى ممر مائي متعدد المسارات للطائرات المقاتلة والصواريخ "الإسرائيلية". وبسبب صدمة اليوم الأول وكثافة ضغط العدو الجوي على دفاعات إيران، أخطأ العدوّ في تقديره بأن دفاعات إيران قد دُمرت بالكامل؛ في حين أن الحرب لم تكن قد بلغت ساعاتها الأربع والعشرين الأولى بعد، حين استعادت دفاعات البلاد الجوية عافيتها بشكل ملحوظ ودخلت مدارها. كانت عملية التحسن هذه ودخولها مدارها ملحوظة للغاية ومخالفة لتوقعات العدو، لدرجة أن إحصائيات تدمير الطائرات المسيّرة المعادية وصواريخ العدوّ يمكن عدّها دليلًا على هذا الخطأ في التقدير".

معجزة الإيمان والوحدة

بدورها، كتبت صحيفة "رسالت": "لقت تمّت تسويتها بالأرض، ليس فقط المباني الإستراتيجية في بئر السبع والنقب وحيفا و"تل أبيب"، وليس فقط القاعدة الاجتماعية لنتنياهو القذر، وليس فقط الردع المغتصب، وليس فقط مصداقية الدفاع ذي الطبقات الستة، وليس فقط ادعاءات طائرات إف - 35 وهيرميس، وليس فقط أسطورة بقاء النظام، وليس فقط الصورة الزائفة لهزيمة محور المقاومة، وليس فقط وهم إمكان تدمير النووي والصاروخي الإيراني بغزو أجنبي، وليس فقط خوف الإيرانيين من الحرب". 

ولفتت إلى أنّ: "ما سُوّي بالأرض هو أهم بكثير من كلّ هذا، وأكثر جذرية للعدو، وأصعب هدمًا بالأرض. ما سُوّي بالأرض هو الفكرة الحمقاء القائلة بأن وحدة الأمة الإيرانية يمكن أن تتحطم بغزو أجنبي"، مشيرةً إلى أنّ هذه الفكرة الزائفة كانت: "أول بناء انهار على رؤوس جبناء العصر، ووضع حدًا لهذا الهجوم الجبان والعقيم وغير الناجح والمُهزوم". ووصف مكتب العلاقات العامة للحرس الثوري الإيراني، في بيان الموجة الثانية والعشرين من عملية الوعد الصادق 3، أنها درس تاريخي للعدو الصهيوني لا يُنسى".
 

الكلمات المفتاحية
مشاركة