اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الهنود الحمر... "ترسانة" أميركا الدموية

مقالات مختارة

النزوح السوري الجديد إلى شمال لبنان: روايات مروّعة عن مجازر وخطف وسبي واغتصاب
مقالات مختارة

النزوح السوري الجديد إلى شمال لبنان: روايات مروّعة عن مجازر وخطف وسبي واغتصاب

99

جهاد نافع - صحيفة الديار

لم تتوقف موجة النزوح من الساحل السوري وحمص وريفها إلى شمال لبنان، حيث يتوزعون بين قرى عكارية وطرابلس والكورة وزغرتا والهرمل وبيروت وجبل لبنان.

قد تكون الموجة انخفضت نسبيًّا، إلا أنها متواصلة، وآخر الواصلين منذ أيام قليلة من ريف حمص الغربي، ومن تلكلخ ومحيطها، ومن بانياس وطرطوس وريفهما..

تصل العائلات تحمل ما خف وزنه، يعبرون النهر سيرا على الاقدام، يلاقيهم شبان متطوعون من قرى سهل عكار، يرافقونهم إلى منازل أقرباء، أو إلى تجمعات اعدت للنازحين في قاعات ومدارس ومساجد، وكلها باتت مكتظة بالنازحين من الطائفة الإسلامية العلوية الذين يحملون معهم روايات مذهلة عما تعرضوا له وتعرضت لها بلداتهم وقراهم، ولا تزال تتعرض وسط تعتيم اعلامي مشدد، ومنع التصوير على غرار ما كان يحصل سابقا.

عند الضفّة السورية من النهر الكبير، يتعرض النازحون الفارون من مسلسل المجازر، لأنواع من الخوات والابتزاز، وأبشع ما تعرض له آخر الواصلين منذ يومين هو حجم الشتائم والإهانة والتهكم والاذلال، مترافقا مع خوة تتراوح بين مئة إلى مئتي دولار عن الشخص الواحد، لكن أخطر ما في الامر، إذا كانت ضمن العائلة امرأة أو فتاة حسنة المظهر، فهنا الطامة الكبرى وفق ما رواه (علي. س).

الفارون مؤخرا، تحدثوا عن مجزرة حصلت في ريف بانياس، وعائلة روت كيف تم خطف شاب في وادي العيون، عثر عليه في مدينة حمص في اليوم التالي جثة هامدة..

عائلة روت كيف دخلت مجموعة في محيط تلكلخ، جمعت الأهالي في ساحة عامة، انتقت من بينهم فتيات وعمدت إلى تصفيات الرجال..

ناهيك بالاذلال والشتم والتكفير، كلّ ذلك دون وازع إنساني وأخلاقي.

رواية أخرى عن فقدان صبايا من مدينة الدريكيش، ومن ارياف حمص، يعثر عليهن في اليوم التالي مغتصبات ومرميات في الاحراج وهن في عمر الورود.

في طرطوس وحمص، قبل حلول الظلام بقليل، تغيب الحركة كلّيًّا في الشوارع التي تصبح فقط مسرحا لمسلحين ولمجموعات قيل انها غير منضبطة، ومن يخرج من بيته ليلا فقد لا يعود، ويعثر عليه لاحقا مذبوحا، ولا تزال عمليات الخطف والذبح مستمرة بلا هوادة، ودون انضباط، بل سمعت مجموعات مسلحة تتجول تعلن عن عزمها الانتقام، من كلّ علوي، وان المطلوب وفق تعبير مجموعات تسيطر على الشوارع (تنقية البلاد من الكفرة والمرتدين والرافضة من العلويين والمرشدية والدروز والشيعة والنصارى)، وان الهدف تهجيرهم لتحويل المجتمع السوري إلى مجتمع صافي الانتماء والولاء..

يؤكد نازح، أن ما يثير الاستنكار والاستغراب هو تجاهل المجتمع الدولي، وغيابه عما يحصل من مجازر يومية، بل يمكن وصف الوضعة بعمليات إبادة جماعية يومية، عدا سبي النساء وعمليات الخطف اليومية..

وان ما قيل عن تشكيل لجان تحقيق مجرد كلام اعلامي لم يلامس الحقيقة مرة واحدة..

النازحون في قرى سهل عكار، يعانون الامرين، لكن بلديات السهل عكفت على الاهتمام وفق قدراتها وإمكاناتها المحدودة، فوسط غياب كلي للأونروا المستقيلة من مهماتها، حسب وصف أحد أهالي سهل عكار، يلاحظ اهتمام الصليب الأحمر اللبناني، ومنظمة كاريتاس.

ويقول رئيس بلدية المسعودية علي العلي ان كاريتاس تزور النازحين يوميًّا تزودهم بوجبة غذائية وبربطات خبز، فقط للمقيمين في المجمعات والقاعات، دون المقيمين بمنازل لدى عائلات.

كما يزور الصليب الأحمر يوميًّا أماكن النازحين مزودًا اياهم بصناديق تغذية وادوية تنظيف.

ويوضح ان في المسعودية وحدها قرابة خمسة آلاف نسمة، في حين ان الرقم لدى المحافظة ذكر ان عدد النازحين يبلغ 7000 نازح.

يؤكد العلي ان هذا الرقم مغاير للواقع تماما.

ففي بلدة تلبيرة يؤكد رئيس البلدية عبد الحميد صقر، ان عدد النازحين في البلدة هو 390 عائلة، أي قرابة الفي نسمة.

الشيخ أحمد عاصي المتحدث باسم مكتب رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور أوضح ان آخر الأرقام للنازحين بلغت حوالى 24 ألفا في عكار، و23 ألفا في طرابلس، و15 ألفا في بعلبك الهرمل هذا غير الآف العوائل في بيروت والجنوب وجبل لبنان.

اي ان عدد النازحين من الساحل السوري تجاوز الستين الف نازح.

والعدد يرتفع كلما اشتدت عمليات القتل والذبح والسبي والمجازر والتهجير من القرى والبلدات التي تحولت بعضها إلى قرى مهجورة احرقت منازلها بالكامل.

النازحون توجهوا بالشكر إلى حاضنيهم في لبنان والى المؤسسات كافة التي هبّت للمساعدة، والى كلّ من يرعى النزوح، ويدرك ان التاريخ سيجل ان عمليات إبادة غير مسبوقة تحصل ضدّ طائفة هي مكون رئيسي في سورية...

كما أدانوا واستنكروا المجزرة البشعة التي استهدفت كنيسة مار الياس في حيّ الدويلعة بدمشق، وتأتي في إطار مسلسل الإبادة والتهجير الحاصة في سورية.

الكلمات المفتاحية
مشاركة