خطاب القائد

هنّأ آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي الشعب الإيراني بـ"الانتصار على الكيان الصهيوني المزيّف الذي هزم وسحق تحت ضربات الجمهورية الإسلامية وأصبح منهارًا تقريبًا".
وقال سماحته في كلمة متلفزة: "مع كل هذا الضجيج ومع كل هذه الادعاءات كاد النظام الصهيوني أن ينهار ويسحق تحت ضربات الجمهورية الإسلامية".
وأكد أن نظام الولايات المتحدة دخل بشكل مباشر الحرب لأنه شعر أن الكيان الصهيوني سينهار بالكامل اذا لم يتدخّل"، مشدّدًا على أن "العدوان الأميركي لم يحقّق أيّ إنجاز وهنا أيضًا انتصرت الجمهورية الإسلامية ووجهت صفعة مُحكمة لأميركا".
وفي ما يلي النص الكامل للخطاب المتلفز للإمام الخامنئي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام والتحية للشعب الإيراني العزيز والعظيم
أولاً، أحيِّي ذكرى الشهداء الأبرار الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة؛ من القادة الشهداء والعلماء الذين كانوا بحقّ من الكفاءات الثمينة للجمهورية الإسلامية، وقد خدموا هذه الأمة بإخلاص، وهم اليوم - بإذن الله - يتلقّون أجرهم من ربّ العالمين.
وأرى من الواجب أن أقدّم التهاني لهذا الشعب العظيم، وهناك ثلاث تبريكات أخص بها الشعب الإيراني:
أولاً: التهاني بالنصر على الكيان الصهيوني الزائف.
الكيان الصهيوني، بكل صخبه وضجيجه، وبكل ادعاءاته، سُحق فعلياً تحت ضربات الجمهورية الإسلامية.
لم يخطر ببالهم أن يتلقّوا ضربات بهذه القوة من جانب إيران، لكن ذلك تحقق بفضل الله.
نحمد الله أن ساند قواتنا المسلحة، فتمكّنت من اختراق دفاعاتهم الطبقية المعقدة، وأمطرت مواقعهم المدنية والعسكرية بصواريخ متطورة حتى سُوّيت العديد من تلك المواقع بالأرض.
هذه من أعظم نِعم الله؛ وهي رسالة واضحة لهذا الكيان: الاعتداء على الجمهورية الإسلامية له ثمن باهظ.
وهذا النصر يعود لجيشنا وشعبنا الذي أنشأ هذه القوات، وساندها، وقوّى يدها للقيام بهذا العمل الكبير.
ثانياً: التهاني بانتصار إيران على النظام الأميركي.
الولايات المتحدة دخلت الحرب مباشرة، لأنّها رأت أن الكيان الصهيوني على وشك الانهيار الكامل، فسعت لإنقاذه، لكنها فشلت.
هاجموا منشآتنا النووية – وهذا في حدّ ذاته قابل للملاحقة القضائية في المحافل الدولية – لكنهم لم يحققوا شيئاً يُذكر.
الرئيس الأميركي بالغ كثيراً في وصف ما حصل، ما يدلّ على أنهم بحاجة لهذه المبالغة.
الجميع فهم أن الحقيقة مغايرة تماماً لما قاله.
لم يصلوا إلى أهدافهم، بل لجؤوا للتضخيم لإخفاء الحقيقة.
الجمهورية الإسلامية انتصرت أيضاً في هذا الميدان، وردّت بضربة قاسية على أميركا عبر استهداف قاعدة "العُديد" الأميركية المهمة في المنطقة، وألحقت بها أضراراً.
هؤلاء الذين ضخّموا ما فعله الأميركيون، هم أنفسهم من قلّلوا من شأن الرد الإيراني، مدّعين عدم حدوث شيء، بينما الحقيقة أنّ حادثاً عظيماً وقع.
وكون إيران قادرة على استهداف المراكز الأميركية متى اقتضى الأمر، فهذه ليست مسألة صغيرة.
وإذا تكررت الاعتداءات، فإنّ كلفة العدو ستكون فادحة.
ثالثاً: التهاني على الوحدة الوطنية الرائعة للشعب الإيراني.
بحمد الله، وقف شعبنا البالغ تعداده نحو تسعين مليوناً، صفاً واحداً، صوتاً واحداً، كتفاً إلى كتف، دون أيّ تفرقة في الأهداف أو الشعارات، دعموا قواتهم المسلحة بكل وضوح، وهذا النهج سيستمر بإذن الله.
لقد أظهر الشعب الإيراني عظمته وتميّزه في هذه اللحظة التاريخية، وأثبت أنه عندما تتطلب الحاجة، سيُسمع من هذه الأمة صوت واحد.
وبحمد الله، هذا ما تحقق.