اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الاحتلال يُكثّف غاراته على غزّة.. 80 شهيدًا خلال 24 ساعة

إيران

الصحف الإيرانية: مجموعة السبع أم مجموعة الحرب؟
إيران

الصحف الإيرانية: مجموعة السبع أم مجموعة الحرب؟

60

اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 28 حزيران 2025 بالتطوّرات الأخيرة بعد الحرب الإيرانية-الصهيونية، حيث كتبت الصحف بعض المراجعات حول العلاقات مع الغرب، وأيضًا ركّزت على التعتيم الإعلامي حول مسألة الضربة النووية والعمى الأميركي تجاه مصير البرنامج النووي الإيراني.

العزلة الاستراتيجية لإيران: خيارٌ أم مصير؟

كتبت صحيفة إيران: "في قلب منطقةٍ تُعادُ رسمُ خريطتها يوميًا بالدماء والنفط والتنافس، سلكت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسارًا مختلفًا؛ مسارًا يُطلق عليه البعض العزلة الاستراتيجية؛ إيران ليست دولةً معزولةً ولا غافلةً عن التطوّرات العالمية، بل على العكس، لا تزال صامدةً في قلب أزمات الشرق الأوسط ومعادلاته الأمنية. ولكن السؤال المطروح أمامها: هل هي حقًا وحيدةٌ وتحتاج إلى إعادة صياغة حساباتها الاستراتيجية؟

يعتقد مُنظّرو العزلة الاستراتيجية أنّ إيران لا يُمكن أن تكون جزءًا من فلك التحالفات الكبرى للقوى العالمية، ليس بسبب أخطاءٍ سياسية، بل بسبب خصائصها الهيكلية كاللغة الفارسية والمذهب الشيعي وموقعها الجغرافيّ الخاص. من وجهة نظرهم، لا تعتبر القوى الكبرى في المنطقة إيران جزءًا من مشاريعها الاستراتيجية. ونتيجةً لذلك، تُجبر إيران على الاعتماد على نفسها واتباع نهج القوّة من الداخل، من خلال تعزيز قوّتها الداخلية وزيادة شرعيتها الشعبية.

على عكس التّصوّر الشائع عن العزلة الاستراتيجية كشكلٍ من أشكال العزلة، يرى المحلّلون الإيرانيون فيها فرصةً للعمل المستقلّ في المنطقة. ويعتقدون أنّ التجربة التاريخية لإيران، منذ عهد القاجاريّين وحتى يومنا هذا، حافلةٌ بخيانة القوى العظمى؛ من روسيا وبريطانيا إلى أمريكا الحالية، وحتى روسيا والصين. ومن هذا المنطلق، لا يمكن لإيران الاعتماد على الآخر أبدًا، لأنّ الآخر دائمًا ما يُبرم الاتفاقات ويَنقضها وفقًا لمعاييره الخاصة.

لكن هذه الرؤية تواجه أيضًا أسئلةً أكثر أهمّية: هل العزلة خيارٌ أم قدر؟ هل يمكن التغلّب على الرفض الواعي للدخول في تحالفات إقليمية ودولية؟ والأهمّ من ذلك، هل حان الوقت لإعادة النظر في عقيدة السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

في هذا الصدد، يعتقد البعض أنّ السياسة الخارجية لا تُصمَّم بناءً على حتمية الجغرافيا، بل على خيارٍ طويل الأمد؛ خيارٌ لا يعتبر العزلة أزمةً، بل موقعَ قوّة.

غير أنّ أساتذةً آخرين يعتبرون العزلة الاستراتيجية نموذجًا لفهم سلوك إيران الإقليمي، ويعتقدون أنّ السياسة الخارجية لكل دولةٍ هي انعكاسٌ للاستراتيجية الكبرى لتلك الدولة في الساحة الجيوسياسية؛ أي الاستراتيجيات التي تتشكّل وفقًا للموارد والقدرات والقيود القائمة".

العمى النووي

كتبت صحيفة وطن أمروز: "تكثّفت النقاشات والتحقيقات حول وضع البرنامج النووي الإيراني بشكلٍ ملحوظ بعد الهجمات الأميركية على فوردو، وخاصةً في الولايات المتحدة، حيث يُتّهم ترامب، وفقًا لتقارير إعلامية عديدة في البلاد، بشنّ هجومٍ استعراضيّ على فوردو. وقد برز هذا الاتّهام لترامب لدرجةٍ أنّه لم يكتفِ بالرد عليه مرارًا، بل أجبر رئيس أركان الجيش الأميركي على اتخاذ موقفٍ ضد هذه الاتهامات من قِبَل وسائل الإعلام الغربية، من خلال بثّ مقاطع فيديو مختلفة تتعلّق ببنية ووظيفة القنابل الخارقة للتحصينات.

السؤال المهمّ هو: ما هي الاحتمالات التي مثّلها الضرر الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية في فوردو، بغضّ النظر عن حجمه، على إيران بشكلٍ أساسيّ؟ أو إلى أيّ مدى منع هذا الضرر إيران من مواصلة أنشطتها النووية؟

للإجابة على هذا السؤال، من الأفضل مراجعة نصٍّ نَشره مؤخرًا ريتشارد نيفيو، مهندس العقوبات على إيران، والشخصية البارزة المُقرّبة من الديمقراطيين، والذي يمتلك بياناتٍ جيدة حول هذه القضية بفضل سنواتٍ من الصراع مع الملف النووي الإيراني. في هذا التقرير، يُقرّ نيفيو بأنّه، بغضّ النظر عن حجم الضرر، لا بدّ من القول إنّ المنشآت النووية الإيرانية قد تضرّرت إلى حدٍّ ما، ولكن لم يحن الوقت بعد لتقييم مدى تأثير هذا الضرر على البرنامج النووي الإيراني.

ويُقرّ في هذا التقرير بأنّ هذه العملية الأميركية قد تُمثّل إنجازًا من منظورٍ عسكريّ، لكن هذا النجاح التكتيكي لا يُجيب على الأسئلة المفتوحة حول إنجازات هذا القصف، وكم من الوقت ستستغرق إيران لاستعادة قدرتها النووية. لذلك، يعتقد نيفيو أنّ عملية القصف هذه قد تُمثّل إنجازًا عسكريًا مهمًّا للولايات المتحدة، ولكن لا يُمكن حتى الآن إيجاد صلةٍ مباشرة بين هذا الإنجاز العسكري وإمكانية استعادة الملف النووي الإيراني؛ إذ إنّ نجاح العملية العسكرية الأميركية لا يُجيب بالضرورة على جميع الأسئلة حول القدرة النووية الإيرانية.

ومن أهمّ النقاشات المتعلّقة بالبرنامج النووي الإيراني مصير الموادّ المُخصّبة. حتى لو تمّ تدمير المواقع الحالية، كتب مهندس عقوبات إيران في التقرير: السؤال الأكبر هو ما إذا كانت احتياطات إيران من اليورانيوم المُخصّب بنسبة 60% لا تزال موجودةً ويمكن الوصول إليها؟ تشير التقارير الحالية إلى أنّ هذه المواد مدفونة تحت أنقاض الهجمات الأميركية والإسرائيلية في فوردو وأصفهان، لكن الإيرانيين دفنوا الكثير من اليورانيوم في أعماق الأرض لحمايته من الهجمات الأمريكية على وجه التحديد، وهناك تقارير تفيد بأنّ إيران نفسها أغلقت بعض مداخل الأنفاق في أصفهان لحمايتها من القصف. إذا ظلّت بعض هذه الاحتياطات سليمة، فما على إيران سوى سحبها. لذلك، لم يكن للهجمات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية أيّ تأثيرٍ على مصير الموادّ المُخصّبة في البلاد حتى الآن". 

مجموعة السبع أم مجموعة الحرب؟

كتبت صحيفة رسالت: "في الأسبوع الماضي، وفي خضمّ عدوان النظام الصهيوني الهمجيّ وغير الشرعيّ على أرض بلادنا المقدّسة، توجّه قادة القوى الصناعية العالمية إلى منطقة جبال روكي في كندا للمشاركة في قمة مجموعة السبع، لتبادل وجهات النظر حول آخر التطوّرات في مجال العلاقات الدولية. انعقدت هذه القمة في وقتٍ كان العالم يواجه فيه أزماتٍ مزمنة وواسعة النطاق، وكان القاسم المشترك بين جميع هذه الأزمات هو التلاعب السافر من قِبَل الغرب.

إنّ القاسم المشترك للسياسات الخارجية للولايات المتحدة وكندا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا هو الدعم المطلق لخلق أزماتٍ استراتيجية في مختلف أنحاء العالم اليوم. وقد انطبقت هذه القاعدة أيضًا على المعركة الأخيرة بين النظام الصهيوني البغيض وبلدنا الحبيب. إنّ التعاون الأمني واللوجستي والسياسي لأعضاء مجموعة السبع مع تل أبيب ليس مسألةً يمكن إنكارها تحت تأثير الاعتبارات الإعلامية والدعائية.

كما كان متوقّعًا، لم تكن ثمرة هذه القمة ونتيجتها سوى نفخةٍ اصطناعية للنظام الصهيوني المكروه، وتشجيعه العلنيّ على ارتكاب المزيد من الجرائم في إيران. لا شكّ أنّ ما يجمع أعضاء مجموعة السبع سنويًا لمواجهة مختلف الأزمات هو عدم تبنّي حلٍّ عمليّ وواقعيّ لإرساء الاستقرار والسلام في النظام الدولي، [...] ولا شكّ أنّ هذه الدول لن تُرسل إشارةً لكبح جماح وحشية النظام الصهيوني في المنطقة وفي الحرب مع إيران، لأنّها هي نفسها جزءٌ من دائرة العنف والعدوان هذه. وتؤكّد تجارب السنوات الماضية هذا الادّعاء. فقد أدّى تدخّل مجموعة السبع في حرب غزّة وأوكرانيا في كلّ مرةٍ إلى إعادة إنتاج الأزمات الأمنية والعسكرية في هذين المعسكرين.

في الاجتماع الأخير، لم تتخذ الدول الأعضاء في مجموعة السبع أيّ إجراءٍ على الإطلاق لكبح الإجراءات اليائسة للنظام الصهيوني غير الشرعي في مواجهة إيران، بل على العكس، طالبت إيران بحماية أمن الجهة المعتدية (النظام الإسرائيلي سيّئ السمعة).

[...] ربّما كان الإنجاز الوحيد لهذا الاجتماع هو بعض الصور التذكارية بين قادة الدول السبع المتأزّمة في مجال العلاقات الدولية: دولٌ لم تفكّر قطّ في العمل معًا من أجل مصلحة دول العالم منذ منتصف القرن العشرين. أفضل قرار يمكن أن تتخذه هذه المجموعة في اجتماعها القادم هو تغيير اسم "مجموعة الدول السبع" إلى "مجموعة الحرب"، تُجمع دول العالم على أنّ هذا الاسم مناسبٌ لمثل هذه المجموعة". 
 

الكلمات المفتاحية
مشاركة