لبنان

الشيخ قاسم: نرفض أنْ يهدّدنا أحد ولا نقبل تسليم سلاحنا للعدو "الإسرائيلي"
الأمين العام لحزب الله: حزب الله لا يتأثّر بالضغوطات لأنّ الحقّ معنا ولأنّ "إسرائيل" معتدية وأميركا معها
أكّد الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أنّ "لا علاقة لـ"إسرائيل" بأنْ تتدخّل في قضايا داخلية نعالجها معًا أو تشرف على اتفاقنا أو تراقب مفردات اتفاقنا"، رافضًا أنْ "يهدّدنا أحد بأنْ نتنازل لأنّنا لن نتنازل عن حقّنا"، قائلًا: "لا نقبل أنْ نُسلّم سلاحنا للعدو "الإسرائيلي".
وقال الشيخ قاسم، في الليلة السابعة من المجلس العاشورائي المركزي في مجمّع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، إنّ "هناك اتفاقًا معها ("إسرائيل") عبر الدولة اللبنانية بشكل غير مباشر"، داعيًا إلى أنّ "تلتزم "إسرائيل" باتفاقها الذي عقدته مع الدولة اللبنانية. أمّا ما يتعلّق بشؤوننا، نحن نعالجها، ولا علاقة للآخرين أنْ يتدخّلوا فيها".
وواصل قوله: "إذًا، على هذا الأساس نحن نعتبر أنّنا جند وأننا في هذا الطريق. الإمام الخميني (قدّس الله روحه)، في بعض خطبه كرّر مرّات عدّة أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي دولة صاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، دولة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، لماذا؟ لأنّ الخط الذي تعمل عليه، التوقّعات التي تتوقّعها، الانتظار الإيجابي في العمل الدؤوب من أجل الحق، حتى يتسلّم الراية ويكونون تحت رايته، فهذا كله عبارة عن العمل الذي سيقوم به الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف".
وأضاف: "ألا تسمعون (رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين) نتنياهو يقول: "نحن نغيّر الشرق الأوسط الجديد"؟ ماذا يعني "نغيّره"؟ يعني أنّهم يحاولون إعادة برمجته، إعادة صياغته، وربطه بهم. هؤلاء الذين يظنون بأنّ "إسرائيل" ليست لها علاقة بنا، بل لها علاقة بأولئك الموجودين في لبنان أو في فلسطين، مخطئون كثيرًا. وبالتالي، نحن نواجه خطرًا استراتيجيًا".
وقال الأمين العام لحزب الله: "توصيف الإمام الخميني (قدّس سرّه) للكيان "الإسرائيلي" بأنّه "غدة سرطانية" من أروع ما سمعت، لأنّه في الحقيقة هي غدة سرطانية تنتشر وتضرب كل الغدد السليمة وتؤثر على المسار وتخرب كل الوضع الإنساني والاجتماعي والمستقبلي للأجيال القادمة".
وتابع قوله: "وعدنا بالنصر الحتمي، وفي مرحلة من المراحل سيكون كبيرًا وعظيمًا وقبلها ستكون هناك محطّات نصر تتفاوت في مستوى النصر. نحن نؤمن بأنّ النصر الكامل الشامل المنتشر على مستوى الأرض سيحصل وقبله هناك انتصارات متعدّدة تحصل تباعًا".
وأضاف الشيخ قاسم: "نحن نواجه العدو الصهيوني ليس كمحتل فقط بل نواجهه كخطر استراتيجي على فلسطين ولبنان ومصر وسورية والأردن والمنطقة والعالم"، منبّهًا إلى أنّ ""إسرائيل" بنظرتها ورؤيتها وأدائها هي خطر حقيقي ليس فقط على المسلمين فحسب بل على المسيحيين واليهود وأميركا والعالم".
وذكّر بأنّ ""إسرائيل"، خاصة بعد اتفاق وقف إطلاق النار، هي المعتدية الدائمة وخرقته أكثر من 3700 مرة".
وأردف قائلًا: "لا نقبل أنْ نُساق إلى المذلّة ولا نقبل أنْ نُسلّم أرضنا ولا نقبل أنْ نُسلّم سلاحنا للعدو "الإسرائيلي". نحن جماعة لا نقبل بأنْ يهدّدنا أحد بأنْ نتنازل لأنّنا لن نتنازل عن حقّنا الذي كفلته الشرائع السماوية وقوانين العالم بأسرها. نحن جماعة تربّينا على نهج الحسين (ع) مع سيد شهداء الأمة السيّد حسن رضوان الله تعالى عليه، وآمنّا بهذا الخط وقدمنا التضحيات الكثيرة، كلّ تضحياتنا كانت تضحيات دفاعية، كلّ تضحياتنا كانت من أجل استمرارية مسيرتنا. لا يمكن أن نُسلّم ل"إسرائيل"، من كان مع الحسين لا يسلّم ل"إسرائيل". وبالتالي، أصواتنا تصدح عاليًا: هيهات منّا الذلّة. وليجرّبوا حظّهم.
وقال إنّ "الأميركيين يأتون ويقولون لنا: يجب أنْ تقدّموا لهم (للصهاينة) شيئًا لأنّهم ليسوا راضين. بعض الأوروبيين يأتون ويقومون بعمل زيارات، يقولون: والله الحق معكم، لكنْ نحن ماذا نستطيع أنْ نفعل مع "إسرائيل"؟ لا يوجد حل إلّا تلبّوها كما تريد؟"، معلّقًا على حديثهم بالقول: "لا، لا ينفع".
وأكّد الأمين العام لحزب الله أنّ حزب الله "لا يتأثّر بالضغوطات لأنّ الحقّ معنا ولأنّ "إسرائيل" معتدية وأميركا معها، وهي تخطّط دائمًا للاعتداء والتوسّع. هي التي تؤثّر على حياتنا وعلى وضعنا، يجب أنْ نقول لها لا وأنْ نواجهها".
وتوجّه الشيخ قاسم إلى الجرحى بالقول: "أَدخلوا إلى قلوبنا العزيمة واقتدوا بأبي الفضل العباس (ع) وأفتخر وأعتزّ بكم. لي الشرف أنْ نكون معًا في حمل راية حزب الله والمقاومة حتى النصر إنْ شاء الله، مضيفًا: "أنتم تاج الرؤوس وسنبقى معكم نستفيد من طاقاتكم وإمكاناتكم على خط الإسلام والولاية ومشروع الحق وخط المقاومة".