اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي 108 أيام من العدوان على غزّة.. شهداء في استهداف مدرسة تؤوي نازحين 

إيران

الصحف الإيرانية: منشآت التخصيب الإيرانية محمية بأقوى أنواع الخرسانة 
إيران

الصحف الإيرانية: منشآت التخصيب الإيرانية محمية بأقوى أنواع الخرسانة 

59

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 03 تموز 2025 بالإستراتيجيات التي تحكم العقل الإيراني، ونتائج الحرب عليه، وكيفية تبدل نظرته للصراع الإقليمي والعالمي. كما اهتمت برصد التحولات الإقليمية والترقب والحذر تجاه الأوضاع القائمة.

النهاية التاريخية لصبر إيران الإستراتيجي

وفي هذا السياق، قالت "صحيفة رسالت": "في طهران، يتأرجح التفكير الإستراتيجي بين قطبين رئيسيين، أحد الطرفين حذِر ومتأمل، مؤكدًا فضيلة الصبر الإستراتيجي، إذ يرى في حروب الاستنزاف وسيلةً لتدمير وهزيمة العدو، ومن هذا المنظور، يُطبّق العنف بوتيرة مُتحكّم بها لتجنب التصعيد مع أعداء إيران "الأقوياء" مع الحفاظ على القدرة على الصدمة والردع. وقد تبنّى حزب الله هذا النهج في لبنان؛ لكنّه لم ينجح كما كان متوقعًا، لأن "إسرائيل" كانت مستعدة لإلحاق عنف لا يُصدّق بحزب الله وتغيير قواعد اللعبة، فبإسقاط ثمانين قنبلة خارقة للتحصينات على أربعة مبانٍ شاهقة في بيروت - أي ما يعادل ثلاثة إلى أربعة أضعاف حجم الذخائر التي استخدمتها الولايات المتحدة خلال غزو العراق عام 2003 - تمكّنت "إسرائيل" من تدمير جزء كبير من صواريخ حزب الله الدقيقة واستهداف قيادته".

وأضافت: "في أعقاب هذه الأحداث، أصبح قطب ثانٍ من التفكير الإستراتيجي في إيران أكثر نشاطًا وصراحة؛ إذ يعتقد أن السبيل لمواجهة هجمات "إسرائيل" المتواصلة (بما في ذلك الهجمات المباشرة والتخريب ومحاولات الإطاحة بالحكومة الإيرانية) هو الرد بعنف وسرعة ودون سابق إنذار". 

وتابعت: "يبدو أن الدبلوماسية النووية قد ولت، ومن الصعب تخيّل اتفاق جديد، خاصةً في ظلّ زعم الرسائل العلنية الصادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو أن القدرة النووية الإيرانية قد دُمِّرت، ويكتنف الوضع الحقيقي للبرنامج النووي الإيراني ضبابٌ من الدعاية والمعلومات المتناقضة، في حين تزعم إيران أن برنامجها تضرر بشدة، ولكن من المفارقات أنها قد تُبالغ في تقدير حجم الضرر إذا قررت اتباع المسار السري نحو القنبلة، بينما تشير معلومات مُسرَّبة (ولكن مُسيَّسة للغاية) من وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال قيد التشغيل، على الرغم من أن البنتاغون يُعارض هذا التقييم. كما يشكك الخبراء في قدرة قنبلة " GBU - 57"، التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل، على ضرب منشآت يُقال إن عمقها يزيد عن 60 مترًا، ويُقال إن منشآت التخصيب الإيرانية تقع على عمق 80 مترًا تحت الأرض، وهي محمية بأقوى أنواع الخرسانة والفولاذ التي تُصدّ الغارات الجوية". 

وأردفت: "من اللافت أنه لا يوجد منافسون جادّون على السلطة في إيران، لذا إذا سقط النظام، يرى الإيرانيون احتمال نشوب حرب أهلية في سورية أو ليبيا نماذج قاتمة للمستقبل، وهناك الآن شعور متزايد بأن الخيار هو بين الحفاظ على الوضع الراهن أو تفكك البلاد، حالة من الفوضى المُسيطَر عليها بموافقة الولايات المتحدة و"إسرائيل"، حيث تُقسّم البلاد إلى فصائل إيرانية مُتحاربة، مدعومة من أجهزة استخبارات أجنبية، لقتل الإيرانيين الآخرين".

الدفاع لحماية الكرامة الوطنية

من جانبها، ذكرت صحيفة "إيران": "على مرّ تاريخها، كانت الأمة الإيرانية من الأمم التي لم تكن مصدرًا للعدوان ولم تسعَ للحرب من حيث المبدأ، ويُظهر استعراض الأحداث التاريخية أن إيران كانت هدفًا لعدوان الدول الأجنبية في أوقات مختلفة، وخاصةً في الحربين العالميتين الأولى والثانية، رغم إعلانها الحياد، ففي الحرب العالمية الأولى، أعلنت إيران نفسها دولة محايدة، لكنّها تعرضت للهجوم والغزو بسبب موقعها الجغرافي ومصالح القوى العظمى المشاركة في الحرب، وهذا يُظهر أن الإيرانيين أنفسهم لم يسعوا إلى الصراع والحرب، بل وقعوا ضحايا للسياسات العدوانية للدول الأخرى".

ولفتت إلى أنّ الوضع نفسه تكرّر في الحرب العالمية الثانية، ففي هذه الحرب، أعلنت إيران حيادها، لكنّها تعرضت للغزو مرة أخرى واحتلها الحلفاء، وتُفسر هذه الأحداث التاريخية لماذا أدرجنا في الحرب المفروضة الأخيرة تشكيل رابطة ثلاثية المحاور في إيران، وكانت هذه الرابطة قائمة على الدفاع لا العدوان.

وقالت: "تشكّلت هذه الرابطة ثلاثية المحاور بين الشعب والجيش والقيادة حول الدفاع عن الأرض والكرامة الوطنية، بينما وقف الإيرانيون خلف القوات المسلحة والقيادة للدفاع عن أنفسهم ومنع المساس بكرامتهم الوطنية، وقد تجلى هذا الانسجام والوحدة في قضية الدفاع جليًا بين جميع شرائح الأمة، ورغم اختلاف الآراء في البلاد حول قضايا كالخلافات السياسية أو القضايا الإقليمية، إلا أنه عند طرح قضية الدفاع، لا يوجد خلاف يُذكر بين الإيرانيين، فالجميع متفق على أن الدفاع عن الوطن أمرٌ حيويٌّ لا جدال فيه، وبالطبع، من بينهم فئاتٌ قليلةٌ تعتمد على الأجانب وتُفضّل مصالحها الخاصة على المصالح الوطنية. ويُعتبر هؤلاء مرتزقةً للأجانب، تتوقف حياتهم وموتهم على الدعم المالي والسياسي منهم. لكن الغالبية العظمى من الإيرانيين، المخلصين لهذه الأرض والمياه، مُجمعون ومتحدون ضدّ العدوان ويصدّون أي عدوان بقوة".

وأردفت: "تستند إستراتيجية البلاد الحالية أيضًا إلى هذا الرأي. وهذا يعني أن إيران لا تسعى إلى الحرب، بل تنتهج إستراتيجية ردعٍ لدرء شرور أعدائها. في حال وقوع شر أو عدوان من جانب أعدائها، ستتّخذ إيران إجراءات لوقف هذا العدوان. وإذا أوقف العدوّ عدوانه، ستوقف إيران إجراءاتها الرادعة. يُظهر هذا النهج بوضوح أن إيران لا تريد استمرار الحرب أو العدوان بأي شكل من الأشكال، وإنما تسعى فقط إلى الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها. في الواقع، كانت الأمة الإيرانية دائمًا، وستظل، في موقف دفاعي ومواجهة للعدوان، وفي هذا المسار، حافظت على وحدتها وتضامنها. هذه الرؤية هي أساس سلوك البلاد وسياساتها الأمنية والدفاعية، وتعبر عن إرادة الشعب الإيراني في حماية أرضه ومياهه وكرامته الوطنية".

أزمات الأمن الغذائي والاقتصاد الصهيوني 

من جهتها، أكدت صحيفة "وطن أمروز" أن انتصار الجمهورية الإسلامية الذي مثّل فصلًا جديدًا في معادلات القوّة الإقليمية، وكشف للعالم عن القوّة العسكرية للجمهورية الإسلامية، فرض عواقب اقتصادية واسعة النطاق على الكيان الصهيوني، منها الأبعاد الاقتصادية لهذه الهزيمة وعملية تدميره اقتصاديًا. 

وتابعت: "بعد العدوان السافر للعدو الصهيوني على إيران، شنّت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية ردًا قويًا ومدروسًا على مدى اثني عشر يومًا متتالية، وتعرّض الكيان الصهيوني لوابل من الضربات الصاروخية المكثفة من القوات المسلحة الإيرانية، والتي لم تُظهر فقط دقة الجمهورية الإسلامية وقوتها التكنولوجية، بل هزّت أيضًا بنية سلطته منذ البداية".

وقالت: "هذه الهجمات المُوجّهة والمدروسة، التي تجاوزت القواعد العسكرية، وضعت البنية التحتية الاقتصادية للكيان الصهيوني وموارد توليد الطاقة في صميم أهدافها، بينما يُعدّ تدمير البنية التحتية الاقتصادية للعدو وقوته المالية أحد الدوافع الرئيسية للمطالبة المُلحّة من قِبَل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بوقف إطلاق النار".

وأردفت: "ينعكس عمق هذه الضربات بوضوح أيضًا في التصريحات المتناقضة للمسؤولين الأميركيين، فدونالد ترامب، الذي أعلن بغطرسة قبل أسبوع من وقف إطلاق النار أننا لا نسعى إلى وقف إطلاق النار مع إيران، بل نحن نسعى إلى نصر كامل وكامل، ومن ثمّ اضطرّ  إلى الإدلاء باعتراف رسمي بعد وقف إطلاق النار، متفاجئًا بالضربات الشديدة من الجمهورية الإسلامية، قائلًا: "لقد تعرضت "إسرائيل" لضربة شديدة، خاصة في الأيام القليلة الماضية، تعرضت "إسرائيل" لضربة شديدة حقًا، ودمرت تلك الصواريخ الباليستية الكثير من المباني".

وتابعت: "يُظهر هذا التغيير البالغ 180 درجة في موقف ترامب عمق الكارثة التي حلت بالهيكل الاقتصادي والعسكري للكيان الصهيوني. لذلك، فإن إعادة قراءة ملموسة ودقيقة للضربات الاقتصادية التي شنتها القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية على الحياة الاقتصادية للكيان الصهيوني أمر بالغ الأهمية لفهم النقطة الحاسمة التي أجبرتهم على الركوع من أجل وقف إطلاق النار. إن الضربات الدقيقة والمستهدفة التي شنتها القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال معركة الأيام الاثني عشر لم تُحطم القوّة العسكرية لهذا الكيان الغاصب فحسب، بل هزت أيضًا بنيته الاقتصادية من جذورها. إن الاستهداف المدروس للمراكز الاقتصادية الحيوية والبنية التحتية للطاقة ومراكز التكنولوجيا ألحق بالاقتصاد الصهيوني أضرارًا لا يمكن إصلاحها، وستستمر آثارها لسنوات قادمة".

الكلمات المفتاحية
مشاركة