عين على العدو

رأى اللواء الصهيوني في الاحتياط يتسحاق بريك أن رئيس الأركان إيال زمير لا يقول الحقيقة للمستوى السياسي، ولا لقادته، ولا للجمهور بشأن القدرة على حسم حماس. وأضاف: "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي يهمه أمنه السياسي أكثر من أمن "الدولة"، يتشبّث بكلمات رئيس الأركان "كأنها أركان المذبح"، ويتعامل معه كـ"خبير" يمنحه الشرعية للاستمرار في طريقه المشين"، على حدّ تعبيره.
بريك، وفي مقال في صحيفة "معاريف"، أشار إلى أن المتشدّدين جميعهم ينضمون إلى هذا النهج، ولا تهمهم أعداد القتلى من مقاتلينا أو وضع الأسرى. وتابع: "يعلنون "كقطيع من الأغبياء" أنهم "لن يتوقفوا عن الحرب حتى يحسموا حماس". في طليعة هذا القطيع؛ يقف خمسة أشخاص: بنيامين نتنياهو، إسرائيل كاتس، إيال زمير، بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير. هؤلاء الخمسة "يقودون "إسرائيل" إلى طريق لا عودة منه". وأردف :"هذه مجموعة خرجت عن السيطرة، تشكل خطرًا على وجودنا هنا. هذه مجموعة بلا ضمير، والحرب بالنسبة إليهم يمكن أن تستمر "إلى ما لا نهاية" طالما أنها تتيح لهم الاستمرار في الحكم. لقد عرفوا من يختارونه؛ رئيس أركان رجل ضعيف، بلا عمود فقري متذلّل لسيده صاحب السمو رئيس الوزراء".
بريك لفت إلى أن: "هناك تناقضًا بين كلام رئيس الأركان في الكابينت وبين تصريحاته على الأرض. زمير يتحدث في الكابينت عن الحاجة إلى اتفاق خوفًا من خسائر فادحة عند دخول مدينة غزة، ويعارض إنشاء المدينة "الإنسانية" في رفح، ولا يرى في إنشائها أيّة فائدة سوى أنها ستغضب العالم كله ضدنا. لكن على الأرض؛ يصرّح بأمور مختلفة تمامًا. رئيس الأركان اللواء إيال زمير زار خان يونس؛ وأعلن: "الطرق كلها تؤدي إلى مكان واحد"، وأوضح خلال الجولة أن الهدف هو تحرير جميع الأسرى وحسم حماس".
بحسب بريك: "رئيس الأركان يفتقر إلى الشجاعة للجلوس أمام رئيس الوزراء وقول الحقيقة المُرة بأن الجيش لا يستطيع حسم حماس، ولا يمتلك القدرة على تحرير الأسرى بالقوة العسكرية، سواء بسبب نقص فادح في قوات المقاتلين أم لعدم القدرة على التعامل بشكل فعلي مع البنية التحتية تحت الأرض التي يتحصن فيها آلاف من عناصر حماس".
وأوضح بريك أن الحديث يدور عن خداع وافتقار للمسؤولية القيادية من أعلى مستوى لرئيس الأركان؛ لأنه :"بقراراته يزيد عدد القتلى والجرحى"، ويضلل الجمهور، حين يقدم عملية "عربات جدعون" أنها "النجاح الأكبر منذ بداية الحرب". كل ذلك من أجل تلميع طريقه غير المهني وغير المسؤول، ويدعم المستوى السياسي للاستمرار في حرب فقدت هدفها".
وقال: "في الاجتماع الثاني، والذي استمر ساعة ونصف، بين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لم يكن نتنياهو، كعادته، مستعدًا للتخلي عن سيطرة الجيش على محور موراغ الذي يفصل بين رفح وخان يونس، وعن إقامة المدينة الإنسانية في رفح. هذه المواقف منعت تحقيق اختراق في الاتفاق مع حماس، ثم وقف القتال في قطاع غزة. كما أجهضت إمكان اتفاق أوسع، بوساطة ترامب، مع الإيرانيين، كان سيؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة، ويفتح الأبواب لاتفاقيات إضافية مع الدول العربية التي كانت ستنضم أيضًا إلى اتفاقيات "أبراهام". سبب قرارات نتنياهو غير المفهومة وغير اللائقة بوضوح هو خوفه من أن يعلن الطرف المتشدد في ائتلافه، بقيادة بن غفير وسموتريتش، أن نتنياهو استسلم للضغط الأمريكي وحماس، وأنهم سيفككون حكومته. مصلحة نتنياهو الشخصية هي استمرار حكمه رئيسًا للوزراء بأي ثمن، تتغلب على المصلحة "الوطنية" لأمن "اسرائيل".
وخلص إلى أن: "خوف بنيامين نتنياهو من فقدان منصبه، وبالتالي فقدان عالمه ودفعه إلى الزاوية، يدفعه إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية؛ تذكّر بالمثل القائل "لتموت نفسي مع الفلسطينيين". هذه ظاهرة غير مسبوقة لـ"قيادة مهيمنة غير مسؤولة متعجرفة ومتغطرسة" تحت حكم بنيامين نتنياهو ورفاقه، تقودنا "نحو حتفنا، نحو دوامة لا مخرج منها". نأمل ألا يرفع ترامب قدمه عن دوّاسة الوقود، ويجبر نتنياهو على إنهاء الحرب في قطاع غزة ويفتح الأبواب لأفق جديد لـ"إسرائيل".