عين على العدو

قالت المراسلة السياسية، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، موران أزولاي إن رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو غادر، بين يومي الخميس والجمعة، الولايات المتحدة عائدًا إلى "إسرائيل"، في ختام زيارة استغرقت أربعة أيام، التقى خلالها مرتين في البيت الأبيض بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكان محور اللقاءات هو المفاوضات بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
بحسب أزولاي، مع أن واشنطن و"تل أبيب" عبّرتا، في بداية الزيارة، عن تفاؤل بإمكان التوصل إلى اتفاق في وقت قصير نسبيًا، وربما بحلول نهاية الأسبوع، إلا أن التفاؤل أصبح الآن أكثر حذرًا.
مسؤول صهيوني كبير قال لشبكة CBS الأمريكية إن الأمر قد يستغرق 20 يومًا إضافية للتوصل إلى اتفاق.
أزولاي نقلت عن مصادر صهيونية مطلعة على التفاصيل قولها إن الخلاف الأساسي ما يزال قائمًا بخصوص انتشار قوات الجيش "الإسرائيلي"، وطريقة الانسحاب من غزة.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الجانب "الاسرائيلي" قدّم خريطة جديدة تتضمّن تقليص الوجود في محور "موراغ"، والذي كان نتنياهو قد وصفه سابقًا بأنه "محور فيلادلفي 2"، إلا أن المصادر أكدت لــ"أزولاي" أن الفجوات ما تزال قائمة، ويوجد الآن في الواقع جمود بسبب الخلاف بخصوص محور "موراغ".
كذلك نقلت عن مسؤول صهيوني كبير أن حماس تصر على انسحاب كامل لقوات الجيش الإسرائيلي إلى محور "فيلادلفي"، بينما الجانب "الإسرائيلي" مستعدّ لتقليص وجوده؛ لكنه يصرّ على بقاء القوات في محور "موراغ"، والذي يفصل بين خان يونس ورفح، للحفاظ على السيطرة على منطقة رفح؛ حيث تأمل "إسرائيل" في إقامة "مدينة إنسانية" للفلسطينيين، على حدّ تعبيرها.
وأشارت الى أن مسألة إنهاء الحرب ما تزال قائمة: فقد صرح نتنياهو بأنه فور بدء وقف إطلاق النار – إذا تم التوصل إلى اتفاق – سيبدأ التفاوض على إنهاء الحرب بشكل كامل، لكنه أصر مجددًا على أن أي اتفاق مستقبلي سيتطلب "استسلامًا" من حماس لشروط "إسرائيل"، بما في ذلك تجريد القطاع من الأسلحة وإنهاء حكم حماس، وفقًا لزعمه.
وألمح نتنياهو في بيانه إلى تفاهمات توصل إليها مع ترامب، ولم تُكشف بعد، قائلًا: "ما اتفقت عليه، بيني وبين الرئيس ترامب، بخصوص مواضيع تتعلق بغزة والمنطقة وحتى خارج المنطقة، سيُروى لاحقًا".
أزولاي لفتت إلى أنه ليس من الواضح ما الذي تتضمّنه تلك التفاهمات مع ترامب، لكن في محيط رئيس الوزراء بدأ المعنيون يدركون أن بعض هذه التفاهمات قد يكون من الصعب تنفيذها في ظل وضع نتنياهو السياسي، والذي يعود الآن إلى معالجة الأزمات السياسية في ائتلافه، سواء مع سموتريتش وبن غفير اللذين يهددان بإسقاط الحكومة في حال ما يسمّيانه "صفقة استسلام"، أم مع الأحزاب الدينية التي تطالب بقانون إعفاء من التجنيد.
ولتفادي قيام سموتريتش بخطوات متطرفة قد تزعزع استقرار الائتلاف أكثر مما هو عليه حاليًا؛ حرص رئيس الوزراء على التحدث معه عدة مرات خلال الزيارة، بما في ذلك خلال الساعات الأخيرة. أما مع بن غفير، فمن غير المرجح أنه تحدث إليه خلال الزيارة، على ما تورد أزولاي.
وتخلص إلى أن مسؤولين سياسيين يقولون إن نتنياهو يحاول، في الأساس، "كسب الوقت" وتمديد دورة الكنيست الصيفية حتى نهايتها.