لبنان

العلامة الخطيب: للوقوف خلف الموقف الرسمي ومنع نيل العدو مكاسب عجز عنها في الميدان
شدّد رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على ضرورة "منع ارتدادات الحدث السوري المؤسف على أوضاع لبنان الداخلية وعلى العلاقات بين مكوّناته العزيزة".
أكّد رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، أنّ "التجربة أثبتت وبشكل واضح، أنّ الصمود في وجه الضغوط يأتي دائمًا بالنتائج الإيجابية، وأنّ الرضوخ والاستجابة السهلة تزيد من شهيّة العدو بطلب المزيد".
واعتبر العلامة الخطيب، في خطبة الجمعة يوم 25 تموز/يوليو 2025، أنّه "ليس أمام اللبنانيين سوى الوقوف معًا خلف الموقف الرسمي الموحَّد؛ للحفاظ على وحدة الكيان واستقلاله ومنع العدو من الحصول على مكاسب عجز عن تحقيقها في الميدان، وذلك بمنع ارتدادات الحدث السوري المؤسف على أوضاع لبنان الداخلية وعلى العلاقات بين مكوّناته العزيزة"، مشدّدًا على "ألّا نكون إلّا أداة خيرٍ نسعى بما أمكن إلى تضييق دائرة آثارها السلبية، سواءً في سورية العزيزة أم في لبنان الحبيب".
ونوّه بـ"الموقف اللبناني الصلب والموحَّد أمام الضغوط الأميركية الهادفة إلى تركيع لبنان واستسلامه الكامل لمطالبه [الجانب الأميركي]، عبر التهديد العملي بإعلانه التخلّي عن مسؤولياته في تطبيق الاتفاق الأممي وبطلب منه، ثم بإطلاقه التصريحات الوقحة بضم لبنان إلى بلاد الشام، إضافةً إلى التهديد بإطلاق يد العدو بتوسيع الحرب، وإطلاق حملة تهويل إعلامية لنشر الذعر بين اللبنانيين بقصد تحويل الرأي العام اللبناني إلى أداة ضاغطة على الدولة اللبنانية ما لم يلتحق لبنان بركب التطبيع والاستسلام المذل". واستدرك بقوله: "لكنّ صمود الشعب اللبناني إلى جانب المسؤولين، وما حصل من تطوّرات، أطاح بالصورة البشعة التي حاول تجميلها وأحبط هذا المسعى الخبيث".
وأسف العلامة الخطيب لـ "التغوّل في النهج الخاطىء والانخراط في مخطط الأعداء"، سائلًا من يرتكبون الجرائم في سورية: "ألم يقل لكم نبيّكم [محمد (ص)] كما يروي لكم محدّثيكم : «لا ترجعوا بعدي كُفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض». فهل رجعتم كفارًا حتى استحللتم دماء المسلمين، في الوقت الذي كان عليكم أنْ تدافعوا عن إخوانكم في فلسطين الذين يُقتَلون ويموتون وهم يتضوّرون جوعًا وعطشًا، ورأيتم قتل من يدافع عنهم أولى من قتال أعدائكم؟". وأضاف: "بل ذهب بعضكم إلى أكثر من ذلك تبريرًا لاستحلال دمائهم، أنْ دعا إلى التحالف معه [الكيان الصهيوني]؛ لأنّ لهما عدو مشترك هم المسلمون الشيعة؟ وإذا كان منكم من يتّخذ المسلمين الشيعة أعداءً فهل الفلسطينيون أعداء لكم أيضًا؟".
وتابع العلامة الخطيب متسائلًا: "فأيُّ حقد هو هذا الحقد؟ وأيّ عقل هو هذا العقل الذي يدير ويحكم هذا التفكير ويتمسّك بافتراءات كاذبة تُفترى على المسلمين الشيعة؛ ليُبرّر بها نهجه الذي يتغطّى بهذه الحجج الباطلة؟".
وبيَّن أنّ "المشكلة الحقيقية هي في مقاومة العدو "الإسرائيلي"، وهو السبب الذي يُعاقَب عليه الشعب الفلسطيني، وذنبه أنّه لم يقبل بالذل والهوان وترك أرضه لتكون "ريفييرا" يستثمرها الرئيس الأميركي، وهم (..) يريدون إجباره على قبول الهزيمة الذليلة وترك أرضه للعدو، وتبرير ذلك باختراع عدو أخطر بزعمهم، هم المسلمون الشيعة بدايةً، ثم عُمّم على بقية المكوّنات الأخرى التي تُدفَع دفعًا لترتمي في حضن العدو"، فـ"فأيّ خدمة أكبر تُقدَّم للعدو من هذه الخدمة؟ بل أيّ ضربة يوجّهها هؤلاء إلى من يدّعون أنّهم يدافعون عنهم وهم إخواننا السنّة؟ فهي مؤامرة على السنّة وعلى الأمة بجميع مكوّناتها. فأيّ مهزلة هذه المهزلة وهي مهزلة أصبحت مكشوفة؟"، بحسب العلامة الخطيب.
كما توجّه العلامة الخطيب إلى الأمّة الإسلامية بسؤال: "هل أنتم حقًّا عاجزون عن القيام بأيّ عمل تنقذون به ماء وجوهكم أمام التاريخ والمستقبل يا أمة الملياري مسلم؟ لقد ناديناكم وكنتم مليارًا والآن أصبحتم مليارَيْن، فهل تحتاجون إلى المزيد من الأعداد؟ وهل بَقِيَ هناك من وقت وزمن؟ وهل هي مسألة عدد أم مسألة معرفة أم مسألة الشّجاعة في اتخاذ القرار؟".