إيران

تطرق رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف إلى قانون إلزام الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال إن القانون في هذا المجال واضح وشفاف، وأي تحرك جديد بخصوص تعليق التعاون مع الوكالة يجب أن يتم بناءً على القانون.
وفي الجلسة العلنية للمجلس، أشار قاليباف إلى تشكيل منظمة تحسين الكفاءة بموجب المادة 46 من الخطة السابعة، وأوضح أن هذا الأمر من القضايا المهمة التي يُتابعها رئيس الجمهورية عن كثب، ونأمل أن يُتابَع موضوع منظمة تحسين الكفاءة بجدية حتى لا نصل مجددًا إلى فصل الشتاء مع تكرار بعض المشكلات. وأكد ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل هذه المنظمة لضمان الجاهزية.
الجريمة الإرهابية العمياء في زاهدان كانت انتقامًا من الشعب
وفي كلمته قبل جدول الأعمال، قدّم رئيس مجلس الشورى الإسلامي تعازيه للشعب الإيراني بمناسبة مرور أربعين يومًا على استشهاد عدد من المواطنين، بينهم قادة بارزون وعلماء أعزاء.
وأشار إلى أن العصابة الإجرامية الصهيونية أثبتت مجددًا من خلال هذا العمل الإرهابي أن "الإرهاب" صفة ملازمة لها، فهي لا تفرّق بين عسكري ومدني، كبير أو صغير، رجل أو امرأة.
وأضاف: "هذا الكيان غير الشرعي، الورم السرطاني في جسد العالم الغربي، والذي يرتكب حاليًا إحدى أكبر الفظائع في غزة، يجب أن يُوقَف في أقرب وقت قبل أن يُغرق المنطقة والعالم في مزيد من الفوضى".
وأكد قاليباف أن الشعب الإيراني وجه خلال هذه الأربعين يومًا صفعة قاسية للعدو بوحدة لا مثيل لها، وأن العدو الآن يسعى للانتقام من الشعب الإيراني الصامد والمظلوم من خلال الحرب الاقتصادية والعمليات النفسية.
وأشار إلى أن الوقت قد حان لقادة ومسؤولي البلاد، خصوصًا في المجال الاقتصادي، لتولي زمام المبادرة. وقال إن الحفاظ على تماسك الشعب واستمرار هذا "الدفاع المقدس الوطني" يتطلب برنامجًا اقتصاديًا وطنيًا تم التصديق على قوانينه في الخطة التنموية السابعة.
وأوضح قاليباف أن آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، حدّد في رسالة توجيهية سبع مهام استراتيجية، من بينها مسؤوليات الأجهزة التنفيذية، والتي تتمثل في "الجدية، والمتابعة، وإنجاز مهام البلاد.
وأضاف أن معالجة اختلال التوازن في مجال الطاقة، سواء في الكهرباء والغاز أو المياه، من المهام العاجلة والأساسية للحكومة، ويجب متابعتها بجدية خلال الأيام والأسابيع القادمة. وركّز على أولويتين: الأولى أن يطمئن الناس بأن الحكومة تتبع برنامجًا عقلانيًا ومنسجمًا بعيدًا عن السياسات الصادمة، والثانية أن تكون أولى ثمار التوفير وزيادة الكفاءة من نصيب الناس أنفسهم، مما يعزز الدعم الشعبي للسياسات الجديدة.
وقال قاليباف إن الشهيد سليماني كان يؤكد دائمًا أن في كل تهديد فرصة عظيمة، وأن اختلال التوازن في الطاقة يمكن أن يتحول إلى محرّك قوي لاقتصاد البلاد إذا عُولج في الوقت المناسب وبشكل مدروس وشعبي.
ولفت إلى أن حل أزمة الطاقة سيساهم في رفع كفاءة الموارد الوطنية، وتعزيز أمن الطاقة، ومنع انقطاع التيار عن الصناعات، وزيادة التصدير والعائدات بالعملة الصعبة، ما سيؤدي مباشرة وغير مباشرة إلى زيادة القوة الشرائية وتحسين آفاق إيران.
وشدد على أهمية الاستمرار في تقديم القسائم الإلكترونية في وقتها، وحل مشكلاتها مثل قاعدة البيانات وتصنيف الشرائح، لأن هذه الإجراءات الداعمة تخفف الأضرار الاقتصادية على الشرائح الأقل دخلًا في المدى القصير.
كما نوه بدور الصناعات الكبرى في دفع عجلة تقدم البلاد، وقال إنها أظهرت، من خلال مواصلة الإنتاج والحفاظ على سلسلة الإمداد خلال الأيام الصعبة، أنها جنود الخط الأمامي في الدفاع عن الوطن. ودعا الحكومة والبنك المركزي إلى تقديم أقصى دعم ممكن لهذه الصناعات باستخدام الأدوات المتاحة، مشيرًا إلى أن قانون تمويل الإنتاج والبنية التحتية الذي أُقر في البرلمان الحادي عشر يوفر أرضية قانونية ممتازة لتحقيق ذلك.
وأكد قاليباف أن تمويل خطوط الإنتاج والمشاريع التطويرية لهذه الصناعات يجب ألا يواجه أي عقبة، لأن مفتاح حل مشكلات البلاد هو الإنتاج، والصناعة هي في طليعة هذا الإنتاج.
وفي إشارة إلى الجريمة الإرهابية الأخيرة في جنوب شرق البلاد، قال قاليباف إن هذه الجريمة كانت انتقامًا من شعب موحد وقف في وجه الاعتداءات العسكرية للصهاينة والأمريكيين. وأضاف أن استشهاد الطفل نويد، ابن السبعة أشهر، في حضن والدته، مثال آخر على مظلومية الشعب الإيراني.
وأكد أن القوات المسلحة والأمنية في إيران، كما تعاملت بحزم مع الإرهابيين في زاهدان، ستواجه بكل حزم باقي المتورطين وأعوانهم.