اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي عنصريةٌ حاقدةٌ خبيثةٌ  

إيران

الصحف الإيرانية: غزّة بلا خبز والعالم بلا شعوب
إيران

الصحف الإيرانية: غزّة بلا خبز والعالم بلا شعوب

79

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 28 تموز 2025 بالسياسات الإيرانية الإقليمية، والمساعي المستمرة لبناء تعاون إقليمي محكم، كما اهتمت بالحرب الصهيونية على غزّة والإبادة بالتجويع ورفعت الصرخة في وجه المنظمات المعنية.

موازنة السياسة الإقليمية

كتبت صحيفة إيران: "يعتقد البعض أن زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لباكستان وأفغانستان في وقتٍ لاحقٍ لحرب الـ 12 يومًا تحمل رموزًا سياسية ودبلوماسية مهمة. إن باكستان وأفغانستان، بغضّ النظر عن حرب الـ 12 يومًا، مهمتان لإيران، لعدة أسباب: أولًا، هاتان الدولتان جارتان مباشرتان لإيران. أي أنه عندما تفتح إيران نافذةً على الخارج، تجد نفسها مباشرةً في إقليم سيستان وبلوشستان وأفغانستان وباكستان. ثانيًا، أي تهديد أو فرصة للدول يأتي أساسًا من الجيران، لذا يجب أيضًا دراسة باكستان وأفغانستان من منظور التهديدات والفرص. ثالثًا، تتميّز علاقة إيران بباكستان وأفغانستان بخصائص ثقافية واجتماعية وحضارية وتاريخية وهوياتية محدّدة. تميّز هذه الخصائص جودة علاقة إيران بهذين البلدين مقارنةً بجيرانها الآخرين، سواء في الشمال الغربي أو الغرب أو الجنوب. بمعنى آخر، هناك اختلاف جوهري في موقف إيران تجاه باكستان وأفغانستان مقارنةً بالمناطق الأخرى؛ لأن نفس النوع من النظرة المتبادلة يُلاحظ أيضًا من باكستان وأفغانستان تجاه إيران". 

"[...] باختصار، تدفع هذه السياقات والخصائص إيران إلى الاهتمام بهاتين الدولتين، وبمناطقها الشمالية الشرقية والشرقية عمومًا. وللأسف، لم يُولَ هذا الأمر الاهتمام الكافي حتّى الآن.
المؤكد هو أنه كانت لدينا تصورات خاطئة سابقًا عن علاقات إيران مع باكستان وأفغانستان، وبعض هذه الأخطاء كانت منّا. ورغم بعض الصعوبات التي تواجهها علاقات إيران مع أفغانستان وباكستان، إلا أن هاتين الدولتين موثوقتان ويُعتمد عليهما في المواقف الصعبة بفضل روابطهما الوثيقة. يمكن لزيارة السيد بزشكيان لهذين البلدين أن تُحقق إنجازات مهمّة في الوضع الراهن، وأن تُرسل رسالة مهمّة إلى الولايات المتحدة و"إسرائيل"".

"[...] عندما أجرت باكستان تجربة نووية وحظرها العالم، هنأت إيران باكستان عبر إرسالها وزير خارجيتها إلى إسلام آباد، واعتبرت قدرتها النووية بمثابة القدرة النووية للعالم الإسلامي. وحتّى حرب الاثني عشر يومًا، كانت باكستان الدولة الوحيدة التي أعلنت صراحةً وقوفها إلى جانب إيران، وكان لأفغانستان في عهد طالبان موقف مماثل. خلال الحرب مع العراق في أواخر القرن الماضي، سحبت إيران معظم قواتها من حدودها الشرقية ونقلتها نحو حدودها الغربية والعراق، وهذا يدل على ثقة إيران واطمئنانها تجاه حدودها الشرقية. إن علاقة إيران بجيرانها الشرقيين علاقة هوية لا تشهد تقلبات جوهرية تحت أي ظرف من الظروف، لكن علاقات إيران بجيرانها الغربيين ودول جنوب الخليج العربي، بما أنها ليست هوية، لا يمكن أن تكون مستقرة ودائمة، أو على الأقل علاقات عميقة وصادقة".

"[...] في عالم اليوم، تشكّل الدول سياستها الخارجية بناءً على إستراتيجية الإحاطة؛ وتعني الحماية والدبلوماسية الديناميكية والحفاظ على مسافة متوازنة. لماذا يتبعون هذه الإستراتيجيات؟ لأن الفترة الحالية هي فترة حساسة، وإذا كانت دولة تنتمي إلى كتلة واحدة، فقد تكون عرضة لغضب  كتلة أخرى. لذلك، يجب القول إن حرب الـ 12 يومًا ليست مجرد حرب بين إيران و"إسرائيل"، بل لها أيضًا معنى على مستوى النظام الدولي؛ أي أنه من خلال إضعاف إيران، تسعى الولايات المتحدة في الواقع إلى إضعاف الصين، ومن خلال إضعاف إيران، تسعى أوروبا إلى إضعاف روسيا. بمعنى آخر، من وجهة نظر الولايات المتحدة، فإن إيران هي محور جيوسياسي يقع تحت سيطرة الصين، ويجب إزالة هذا المحور من سيطرة الصين حتّى يتم إضعاف هذا البلد".

غزّة بلا خبز والعالم بلا شعوب

كتبت صحيفة رسالت: "في عالم اليوم، يمكن سماع الألم أحيانًا من خلال الإحصائيات. حيث يُقتل الناس ليس بالرصاص ولكن بالجوع. غزّة هي صورة واضحة لإبادة جماعية ولكن مستمرة هذه الأيام؛ إبادة جماعية تتميّز بالصمت العالمي، وموقعة بتقاعس الدول الإسلامية، ومراقبة باردة من الرأي العام".

ووفقًا للتقارير الرسمية الصادرة عن المنظمات الدولية، فإن "أكثر من 96٪ من سكان قطاع غزّة في حالة حرجة من الأمن الغذائي، وحوالى نصف مليون شخص على وشك المجاعة. عمليًا، حذرت اليونيسف من أن 71000 طفل و17000 أم بحاجة إلى علاج عاجل لسوء التغذية، وفي الأيام القليلة الماضية فقط، مات العشرات من الأشخاص - معظمهم من الأطفال - من الجوع.
هذا هو الوجه العاري للكارثة في قلب أرض يراها العالم كلّ يوم في وسائل الإعلام الخاصة به. ومع ذلك يبدو أنه لا يرى شيئًا".

"[...] والأكثر إيلامًا من ذلك هو الغياب التام لغالبية الدول الإسلامية؛ تلك الدول التي تحمل اسم الإسلام، لكنّها لا تُصدر سوى بيانات إدارية عن غزّة. لو اتّحدت الدول الإسلامية، هل كانت غزّة ستبقى وحيدة؟ هل كان الخبز سيظل سلاحًا للقتل؟ اليوم في غزّة، لا يحدث الموت في الخنادق، بل في طابور الطعام. اليوم، لا تُرتكب المجازر في شوارع الحرب، بل في ظلّ لامبالاة العالم. وهذا أفظع من أيّ جريمة: حيث تُصبح اللامبالاة تواطؤًا، الآن هو الوقت المناسب ليُعيد الناس التفكير في الإنسانية، ليُسمِعوا صوت غزّة، ليُخفّفوا الضغط من خلف شاشات الهواتف المحمولة ويُحوّلوه إلى سلوك حقيقي في الشوارع، وفي المنظمات.

نحن مسؤولون، ليس فقط كمسلمين، بل كبشر. وغدًا، عندما يكتب التاريخ هذه الأيام، سيسألنا: ماذا فعلتم عندما كانت غزّة تتضوّر جوعًا؟ هل كنتم تتفرّجون فقط؟".

الدفاع الوطني عن الأنظمة الذكية

كتبت صحيفة وطن أمروز: " كشفت التطورات الأمنية الأخيرة، والهجوم الإجرامي الذي شنه النظام الصهيوني على البنية التحتية الحيوية للبلاد لمدة 12 يومًا، بوضوح، عن ضرورة مراجعة أنظمة المعلومات المتعلّقة بالعقارات والنقل والخدمات اللوجستية. في عالم اليوم، حيث تُصمّم التهديدات الأمنية عمدًا باستغلال ثغرات البيانات ونقاط الضعف في سلامة المعلومات، ازدادت أهمية دور الأنظمة الذكية الوطنية كركائز للدفاع السلبي. 

[...] يمكن لتحديث أنظمة المعلومات وربط البيانات عبر الذكاء الاصطناعي، مع تعزيز الأمن الاجتماعي، أن يوفر بنيةً حصينة ضدّ تأثير الأعداء. وينبغي إدراج هذه الإصلاحات بجدية على جدول أعمال وزارة الطرق والتنمية المدنية، وفقًا لقوانين زيادة إنتاج المساكن، وتنظيم سوق الإيجارات، وخطة التنمية السابعة، بحيث يُسهم توضيح مجال العقارات والنقل في الحد من احتمالية وقوع أعمال إرهابية من قِبل أعداء البلاد، وتعزيز أمن المواطنين.

يُظهر مجمل الأدلة والتحليلات أن نقاط الضعف التقنية والقانونية والإدارية في أنظمة المعلومات في مجال الطرق والتنمية الحضرية قد وفّرت منصةً للانتهاكات الأمنية والاقتصادية من قِبل الأعداء؛ فالأنظمة التي يُمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في ضمان الأمن القومي كان أداؤها محدودًا وغير فعّال في ظل غياب الهياكل الذكية وترابط البيانات. 

[...] من الضروري أن تُقلّل وزارة الطرق والتنمية الحضرية من نفوذ العدوّ من خلال تحديث البنية التحتية للبرمجيات، وتعزيز أمن المعلومات، واستخدام تقنيات جديدة كالذكاء الاصطناعي، مع ضمان استمرارية الأنظمة التابعة لها، وتمهيد الطريق لتحسين الأمن القومي على جميع المستويات. إن مستقبل أمن البلاد يعتمد على الشفافية واستمرارية البيانات والمشاركة الشاملة للمنظمات والمواطنين".

الكلمات المفتاحية
مشاركة