مقالات

قامت قيامتهم على الاستقبال الحاشد الذي حصل في مطار بيروت الدولي للمناضل جورج عبد الله بعد 41 سنة من الاعتقال التعسفي في سجون أم الشرائع فرنسا وبضغطٍ أميركي صهيوني.
لم يستطيعوا تحمل هذا المشهد وانطلقت حناجرهم وأقلامهم تنشد القصيدة (التعليمة) أنه "إرهابي".
صفة "إرهاب" أصبحت على ألسنتهم تقال لاعتقادهم أنهم إذا أكثروا من استعمالها فستشوه الحقيقة وتصبح صفة واقعية.
أنظروا من يصف المناضل جورج عبد الله بـ"الإرهابي"، هذا المناضل الذي سجن بسبب نضاله ضدّ العدوّ الصهيوني. فكلّ من يعادي الصهاينة يصبح "إرهابيًا".
إنهم هم الذين ارتكبوا المجازر وقتلوا على الهوية وتعاملوا مع العدوّ الصهيوني طيلة فترة الحرب الأهلية ليقتلوا شريكهم في الوطن.
إنهم هم الذين اغتالوا طوني فرنجية وعائلته.
إنهم هم الذين استقبلوا شارون في بيوتهم التي جعلوها غرفة عمليات لاجتياح بيروت من قِبل الجيش الصهيوني.
إنهم هم الذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا.
إنهم هم الذين أدخلوا المواد السامة وطمروها في جرود جبيل.
إنهم هم الذين جعلوا من الحوض الخامس ومرفأ جونيه منطلقًا لتصدير المخدرات حيث أصبحت الشاليهات في منطقة جونية أوكارًا لكبار تجار المخدرات طيلة فترة الحرب الأهلية.
أنهم هم الذين شنوا حربًا على الجيش اللبناني وأعدموا ضباطه على جدران ثكنة صربا واعتقلوا ضباطًا آخرين ونكلوا بهم.
إنهم هم الذين اغتالوا العميد خليل كنعان أمام منزله.
إنهم هم الذين اختطفوا الدبلوماسيين الإيرانيين وتمت تصفيتهم على أيدي سفاحيهم.
إنهم هم الذين اغتالوا رئيس حكومة في طوافة تابعة للجيش اللبناني أُرسِلت إلى "إسرائيل" ليتم زرع العبوة فيها هناك.
إنهم هم الذين اغتالوا داني شمعون وعائلته.
إنهم هم الذين حاولوا اغتيال 3 ضباط من مغاوير الجيش اللبناني بدس السم في الطعام حيث تم نقلهم إلى فرنسا للمعالجة.
إنهم هم وبعد انتهاء الحرب الأهلية، الذين لحقوا بزوجة وطفل أحد الضباط الشهداء في الجيش اللبناني واغتالوهما.
إنهم هم الذين اغتالوا القريب منهم أكثر من البعيد. واللائحة تطول.
إنهم هم العنصريون الحاقدون المجرمون الإرهابيون، الذين يصفون المناضل جورج عبد الله بالإرهابي، هذا المناضل الذي أبقي معتقلًا رغم وجوب إطلاق سراحه.
ينعتون الآخرين بالإرهاب وهم أم الإرهاب وأبوه، ويفتخرون أن لديهم 15 ألف مقاتل للاقتتال الداخلي مع شريكهم في الوطن بينما لا يملكون "نقيفة" لقتال "إسرائيل" أو للتصدي للإرهاب.
يدعون أنهم "مقاومة لبنانية" وهم لم يطلقوا طلقة واحدة بوجه العدوّ "الإسرائيلي" الذي أصلًا يعتبرونه صديقًا ولا بوجه الإرهابي. فمقاومتهم كانت خلال 14 عامًا مجازر بحق أبناء وطنهم وحتّى بحق أبناء جلدتهم وبسلاح "إسرائيلي".
يريدون تزوير التاريخ وطمس الحقائق ونحن لا زلنا أحياء.
لكن هيهات ثمّ هيهات. الحقيقة ستبقى ساطعة مهما عربدوا ومهما حاولوا تشويهها. سيبقون هم الإرهابيين وسيبقى المناضلون مناضلين ولو كره الكارهون.