اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الإعلامية رنا جوني .. الأم لطفل رضيع لم تترك النبطية طوال أيام العدوان

عربي ودولي

رسالة إيرانية إلى البابا: فظائع غزّة لا تُحتمل وتتنافى والقيم الدينية والإنسانية
عربي ودولي

رسالة إيرانية إلى البابا: فظائع غزّة لا تُحتمل وتتنافى والقيم الدينية والإنسانية

آية الله نوري همداني في رسالته إلى البابا: فظائع غزّة تتنافى والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والدينية كافة
105

قدّم سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الفاتيكان رسالة المرجع الديني آية الله حسين نوري همداني إلى البابا ليون الرابع عشر، وهو زعيم الطائفة الكاثوليكية في العالم، أكد فيها أنّ ما يحدث من فظائع في غزّة أمرٌ لا يُمكن تصوّره بأي معيار ديني أو إنساني أو أخلاقي، ويتنافى والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والدينية والقانون الدولي كافة.

وجاء في الرسالة: "كما تعلمون، إن كرامة الإنسان، أي شرفه وعظمته وقيمته الجوهرية، هي أحد المفاهيم الأساسية في الأديان السماوية. لقد أكدت جميع الديانات الإبراهيمية على مكانة الإنسان السامية، وعدّته كائنًا ذا قيمة جوهرية وقدرات روحية، خلقه الله تعالى على نحو خاص. وتؤكد جميع الديانات السماوية مبادئ المساواة والحرية والمسؤولية وحقوق الإنسان، وترفض بشدة التمييز العنصري والإثني والطبقي".

وأضافت الرسالة: "من البديهي أنّ الديانات السماوية، على اختلاف معتقداتها، تشترك في تأكيدها على كرامة الإنسان الأصيلة. فهذه الكرامة ليست أساس حقوق الإنسان فحسب، هي أيضًا أساس التفاعل الأخلاقي والإنساني بين أتباع الديانات المختلفة. وفي عالم يتزايد فيه العنف والتمييز، يمكن أن تكون العودة إلى هذا المبدأ المشترك طريقًا مرغوبًا فيه للتعايش السلمي والتفاهم بين الأديان.

وتابعت: "كما تعلمون، غزّة أرض محاصرة، وأصبحت اليوم رمزًا لمظلومية الإنسان في وجه القمع والظلم. بينما يشهد العالم موت الأطفال والنساء والرجال الأبرياء يوميًا بسبب الجوع والعطش ونقص الدواء، أحدث الكيان الصهيوني كارثة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر بمواصلته حصار غزّة ومنع دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية. هذا السلوك مرفوض ومدان تمامًا، ليس فقط من منظار إنساني، أيضًا من منظار ديني وأخلاقي وقانوني دولي".

وأكدت الرسالة أنّ: "الإسلام دين رحمة وإنسانية، وإيذاء الأبرياء، وخاصة الأطفال والنساء، مُدان بشدة. في تعاليم المسيح، تُعدّ مساعدة الجياع والمحتاجين واجبًا إلهيًا. كما تُشدد التوراة على العدل والإحسان للآخرين. من منظار الأديان السماوية، يُعدّ حرمان الناس من الطعام ظلمًا فادحًا يخالف إرادة الله".

وأردفت: "من منظار الأخلاق الإنسانية والضمير الواعي، يُعدّ حصار مئات الآلاف من الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال، والضغط عليهم والاعتداء عليهم بوحشية ومنعهم من الحصول على الغذاء والدواء خطأً لا يُغتفر. الأخلاق الإنسانية مبنيّة على كرامة الإنسان الأصيلة. كلّ إنسان بريء، بصرف النظر عن جنسيته أو دينه أو عرقه، يستحق حياة كريمة. إن حرمان شعب من الطعام والماء والدواء عمدًا جريمة ضدّ الضمير الإنساني، وإنكارٌ للمبادئ الأساسية للتعايش الإنساني. إن معاملة الكيان الصهيوني لاهل غزّة ليست غير أخلاقية ولا إنسانية فحسب، تُشكل أيضًا جريمة حرب وفقًا لوثائق القانون الدولي المُعتمدة".

وتابعت: "معاملة الكيان الصهيوني الظالمة واللاإنسانية لأهل غزّة، بمنعه دخول الغذاء والإمدادات الحيوية للقطاع، تُمثل انتهاكًا صارخًا للمبادئ الدينية والإنسانية والأخلاقية والقانون الدولي. هذا العمل لا يستحق إدانة عالمية فحسب، يستحق أيضًا ملاحقة دولية وعقابًا دوليًا. من واجب جميع الأحرار ومنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الدينية ودول العالم ألا يلتزموا الصمت إزاء هذه الجريمة، وأن يكونوا صوتًا لأهل غزّة المُضطهدين.

ولفتت إلى أنّ: "ما يحدث في غزّة أمرٌ لا يُصدق بأي معيار ديني أو إنساني أو أخلاقي، إذ يموت عشرات الأطفال يوميًا بسبب القحط والمجاعة، وهي إبادة جماعية واضحة تؤلم قلب كلّ إنسان حر. في ظل هذه الظروف المروعة، لو كان أنبياء الله، موسى (عليه السلام) وعيسى (عليه السلام) ومحمد (ص) حاضرين، هل كانوا سيتحمّلون كلّ هذه المعاناة والكارثة؟ أم كانوا سيكتفون بمشاهدة هذه الأحداث العنيفة وغير الإنسانية من دون أي رد فعل؟ نأمل أن يتخّذ جانبكم والقادة الدينيون الآخرون إجراءات فعّالة ومؤثرة لمنع هذا النوع من الجرائم ضدّ الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني".

في الختام، اقترح آية الله همداني على الديانات الإبراهيمية، إضافة إلى إدانتها لإساءة استخدام الدين أداةً لخلق المآسي المذكورة آنفًا - استمرار 80 عامًا من الجرائم بذريعة إقامة دولة يهودية على يد الصهاينة المجرمين- أن تستخدم كامل طاقاتها لحظر وإدانة استخدام القوّة والعنف من جهة، وتعزيز السلام والإنسانية من جهة أخرى، في إطار واعٍ وعالمي.

الكلمات المفتاحية
مشاركة