عربي ودولي

السيد الحوثي: جهوزية عسكرية كبيرة جدًّا في اليمن ضد العدو "الإسرائيلي"
قائد أنصار الله: التخاذل العربي أسهم في ما وصل إليه الإجرام الصهيوني والرهان على المواقف الأوروبية رهان على سراب
أكّد قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أنَّ "هناك جهوزية واسعة وعسكرية كبيرة جدًّا في" اليمن ضد العدو "الإسرائيلي"، موضحًا أنَّ "الإعلان عن المرحلة الرابعة من الحصار البحري على ملاحة العدو "الإسرائيلي" هو خطوة ضرورية نتيجة الوضع الذي وصل إليه قطاع غزة"، معتبرًا أنَّ "التخاذل العربي أسهم في ما وصل إليه الإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني"، وجازمًا بأنّ "الرهان على المواقف الأوروبية هو رهان على سراب".
وأشار السيد الحوثي، في كلمته الأسبوعية الخميس 31 تموز/يوليو 2025، إلى أنَّ "الإعلان عن المرحلة الرابعة التي تعني استهداف سفن أيِّ شركة تتعامل مع العدو "الإسرائيلي" وتنقل له البضائع، سيتمُّ طالما تمكَّنت القوات المسلحة من الوصول إليها"، مؤكِّدًا أنَّ "المسؤولين الصهاينة يعترفون بالهزيمة بعد إجبارهم على إغلاق ميناء "أم الرشراش" (ميناء إيلات)، وكذلك وسائل الإعلام الغربية".
وتطرَّق إلى الأنشطة اليمنية المساندة لغزة، معتبرًا أنَّ "هناك نشاطًا واسعًا وقيِّمًا لعلماء اليمن"، متمنيًا أنْ "تستفيد جميع البلدان العربية والإسلامية من هذا النموذج". وفي حين أشاد السيد الحوثي بمسيرة "جامعة صنعاء" التي خرجت لمناصرة الشعب الفلسطيني"، تساءل: "لماذا لا تتحرَّك الجامعات في مختلف العواصم العربية؟".
وحذَّر "كلَّ من تُسوِّل له نفسه الوقوف مع العدو "الإسرائيلي" من أدوات الخيانة والغدر والإجرام"، مشدِّدًا على أنَّ "موقف الشعب سيكون حازمًا تجاههم".
ورفض قائد أنصار الله منطق التنصُّل الذي تمارسه بعض البلدان من مساندة غزة، قائلًا: "لا يجوز الانخداع بخدعة الهُدَن، ولا بالمساعدات الجوية، فالعدو مستمرٌّ في القتل والتجويع، والحل الحقيقي في المواقف الصادقة والعمل الجاد لمواجهة العدوان وفضحه ومقاومته".
واعتبر أنَّ "عنوان المظلومية الكبرى في القطاع هم الأطفال"، مشيرًا إلى أنّ "مظلوميتهم الرهيبة جدًّا تكشف عن حجم الخذلان الدولي والعربي"، مضيفًا: "العدو بلغ حدَّ استهداف النساء في أثناء الولادة"، منبهًا إلى أنَّ "الكيان الصهيوني يتفنَّن في التهجير والتجويع والقصف لمناطق يُزْعَم أنَّها آمنة".
وانتقد السيد الحوثي بشدَّة ما تُسمَّى "المساعدات الجوية"، معتبرًا أنَّها "خدعة تضليلية ومصيدة موت، حيث يُقتل الفلسطينيون عند ذهابهم لاستلامها، خصوصًا في ما يسمّيه العدو "المناطق الحمراء"". وأوضح أنّ "المساعدات الجوية لا تسد رمق جائع، بل هدفها اللعب بكرامة الإنسان الفلسطيني، وكان من الممكن إدخالها برًّا بكل يُسْر"، كاشفًا عن "قيام جنود العدو بإتلاف كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية"، ومحذًرا من أنّ "استهداف الزراعة والبُنى التحتية يأتي في إطار خطة لتدمير كامل مقوّمات الحياة في غزة".
وقال: "الموقف الشعبي العربي متأثّر بالموقف الرسمي، وفي معظم البلدان هناك قرار رسمي بتجميد أيّ موقف شعبي"، جازمًا بأنّ "التخاذل العربي أسهم بلا شك في حجم ومستوى ما وصل إليه الطغيان والظلم والإجرام اليهودي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني".
وذكَّر بأنَّ "الطائرات "الإسرائيلية" التي تلقي القنابل الأميركية على الشعب الفلسطيني تتحرَّك معتمِدة على الوقود من النفط العربي، والطائرات "الإسرائيلية" تتحرَّك بنفط العرب والدبابات "الإسرائيلية" تجتاح وتقتل أبناء غزة بالنفط العربي".
وأشار السيد الحوثي إلى أنَّ "أجواء النظام السعودي ومطاراته مفتوحة بشكل مستمر للعدو "الإسرائيلي"، ولم يتوقَّف هذا المستوى من التعاون لخدمة العدو".
ولفت الانتباه إلى أنّ "النظرة إلى "الإسرائيليين" بعين الحقيقة كمجرمين متوحّشين سيّئين تقلق العدو "الإسرائيلي"، موضحًاً أنّ "العدو "الإسرائيلي" يحاول أنْ ينشط في حرب دعائية يسعى عبرها إلى تجميل وجهه القبيح والإجرامي جدًّا، البشع للغاية، لكنّه فاشل".
وذكَر أنّ "أنظمة عربية وإسلامية تسعى إلى تعويض ما ينقص العدو نتيجة الحصار في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، وأنظمة عربية تصنّف المجاهدين في قطاع غزة بالإرهاب دون ذنب سوى أنّهم يدافعون عن شعبهم وكرامتهم ومقدّساتهم"، مشيرًا إلى أنّ "أنظمة عربية مستمرّة في السماح بالسياحة المتبادلة مع العدو "الإسرائيلي" ضمن أشكال العلاقة والتعاون". كما اعتبر أنّ "السلطة الفلسطينية لا توفّر لشعبها أيّ مستوى من الحماية، بل تتعاون مع العدو "الإسرائيلي" حتى في اختطاف المجاهدين".
واعتبر السيد الحوثي أنّ "الرهان على المواقف الأوروبية هو رهان على سراب، فالدولة الفلسطينية وفق ما يقدِّمها الغرب هي عبارة عن كيان على جزء ضئيل جدًا من أرض فلسطين، منزوع السلاح، لا يملك المقوّمات الحقيقية للدولة".
وإذ بيّن أنّ "حديث البريطاني والفرنسي عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سببه الوضع القائم في قطاع غزة الذي يمثّل فضيحة مخزية لهما"، استهجن موقف بريطانيا "التي تقول، إنّها عازمة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنّها في الوقت نفسه تقدِّم السلاح وكل أشكال الدعم للعدو "الإسرائيلي"، لافتًا الانتباه إلى أنّ "فرنسا وألمانيا تقدّمان أيضًا كلّ أشكال الدعم للعدو "الإسرائيلي"، وتبيعان للعرب الوهم وتمارسان الخداع المكشوف".