إيران

وقّع كبار المسؤولين في إيران وباكستان، الأحد 3 آب/أغسطس 2025، بحضور قادة البلدين، 12 وثيقة تعاون في مجالات متعددة تشمل العلوم والتكنولوجيا، النقل والترانزيت، الاقتصاد والتجارة، السياحة والزراعة.
جاء ذلك في إطار البرنامج الرسمي لزيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى باكستان، حيث تم توقيع الوثائق بهدف تسهيل وتمهيد طريق تنمية التعاون الثنائي. وستوفر الوثائق الموقعة إطارًا لتسهيل تبادل المعرفة، وتطوير القدرات التجارية، وتعزيز التفاعلات بين الشعبين، وتعزيز التآزر الإقليمي بين البلدين.
وعُقد اجتماع مشترك لوفود رفيعة المستوى من إيران وباكستان، برئاسة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، في إسلام آباد بعد توقيع وثائق التعاون.
وفي هذا الاجتماع، أعرب بزشكيان عن تقديره لكرم ضيافة المسؤولين الباكستانيين ودعمهم الثابت خلال الحرب الأخيرة، مؤكدًا على أهمية تعزيز الوحدة والتماسك بين الدول الإسلامية، وقال: "كان العدو يأمل أن تدخل جماعات معادية البلاد مع العدوان لإحداث الفوضى، لكن حكمة الدول المجاورة أحبطت هذا المخطط. لطالما رأت جمهورية إيران الإسلامية باكستان الصديقة والشقيقة إلى جانبها في أوقات الشدة".
وأعرب بزشكيان عن "أسفه إزاء الهجمات الواسعة النطاق ضد سكان غزة، ووصف تصرفات وتقاعس أولئك الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان بأنها متواطئة مع المجرمين".
وأكد الرئيس الإيراني "عزم جمهورية إيران الإسلامية على تحقيق هدف التبادل التجاري مع باكستان الذي يبلغ 10 مليارات دولار"، وأعلن عن قرب انعقاد لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين، وقال: "سيتحقق السلام والأمن عندما تصبح العلاقات العلمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين البلدين ملموسة".
كما دعا بزشكيان إلى "مواجهة جادة للجماعات الإرهابية في المناطق الحدودية"، واعتبر "واجب علماء الدين في توضيح المخاطر الفكرية والعقائدية لهذه الجماعات بالغ الأهمية".
بدوره، أعرب شهباز شريف عن "سروره بزيارة الرئيس الإيراني إلى باكستان"، معتبرًا "الجمهورية الإسلامية الإيرانية جارًا وشقيقًا لباكستان"، معربًا عن "أمله في أن تُضفي هذه الزيارة أجواء السلام والتقدم على الحدود الطويلة بين البلدين".
وأدان رئيس الوزراء الباكستاني عدوان النظامَين الصهيوني والأميركي على الأراضي الإيرانية، مشيدًا بـ"شجاعة والتزام واحترافية القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، معربًا عن تعازيه في استشهاد كوكبة من القادة العسكريين والعلماء والشعب الإيراني.
وأكد شهباز شريف، وقوف الشعب الباكستاني إلى جانب الشعب والحكومة الإيرانية خلال الحرب الأخيرة، مشددًا على استمرار هذا الدعم، وقال: "إن أرض باكستان لن تكون أبدًا في متناول أي جهة تتخذ إجراءات ضد إيران، والسلام في إيران يعني السلام في باكستان".
وأشار إلى هدف زيادة التبادل التجاري بين إيران وباكستان إلى 10 مليارات دولار، مشيدًا بالقدرات المتنوعة في مجالات الزراعة والمنسوجات والأغذية والفواكه، باعتبارها مهمة للتعاون المشترك، ومؤكدًا على ضرورة تسريع تنفيذ خارطة الطريق الاقتصادية بين البلدين، معلنًا استعداد بلاده لتطوير الأسواق الحدودية، وإنشاء منطقة حرة مشتركة، وإلغاء نظام الحصص التجارية، وحل المشكلات المصرفية، وتطوير تجارة المقايضة.
كما أشار إلى دعم الشعب الباكستاني الكامل للقضية الفلسطينية، ووصف جرائم الكيان الصهيوني بأنها غير مسبوقة في التاريخ.
وتُعدّ هذه الزيارة الإيرانية الرسمية إلى باكستان محطة مفصلية في العلاقات التاريخية بين طهران وإسلام آباد. وتأتي هذه الزيارة في وقت تقترب فيه الدولتان من الذكرى الثامنة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما؛ وهي علاقات بدأت بالاعتراف المتبادل وتجاوزت حتى الآن العديد من المنعطفات والتقلبات.