عربي ودولي
شهدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عام 2025 تطوّراتٍ هامةً أكدت مرةً أخرى على عزم إيران وشعبها في المضي قدمًا في مسار الازدهار والتطور، والتمسك بالعزة والاستقلال والاتحاد في هذا المسار.
وفي أول يومٍ من عام 2025، وفي كلمته بمراسم ذكرى استشهاد الحاج قاسم سليماني والحاج أبي مهدي المهندس ورفاقهما، شدّد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي على أن النصر النهائي هو حليف المؤمنين، وأكد قائلًا: "بالطبع، النصر حتميٌّ كذلك، ويجب ألّا يتوقف المشهد عند هذه الجولة وهذا التحرك الحالي للباطل".
لقد بيّن الإمام الخامنئي خلال كلماته هذا العام المسارَ لأبناء الشعب الإيراني والشعوب الحرة في العالم؛ هذا المسار الذي سيكون نتيجته النصر والتطور والعزة والاستقلال، ولا سيما كلمات سماحته خلال عملية "الوعد الصادق 3"، التي كانت تعبيرًا عن قوة وعزة إيران الإسلامية في مواجهة أعدائها.
السياسة الخارجية وكسر العزلة
بدأ هذا العام بالتوقيع الرسمي لاتفاقية التعاون الإستراتيجي بين إيران وروسيا بحضور الرئيسين الإيراني مسعود بزشكيان والروسي فلاديمير بوتين، وكان عامًا نشطًا بالنسبة لإيران في مجال تعزيز علاقاتها الدولية؛ من زيارات كبار مسؤوليها إلى مختلف الدول والمشاركة في القمم والمؤتمرات الدولية، إلى استضافتها للمؤتمرات وزيارات زعماء الدول لطهران. الأمر الذي أفشل كلّ مساعي أعداء إيران، ولا سيما الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، في فرض العزلة على طهران. بل كان عامًا حافلًا بالنشاطات الدبلوماسية في مجال تعزيز العلاقات مع دول الجوار والمنطقتين الإسلامية والعربية.
إنجازات اقتصادية وعلمية
أما اقتصاديًا وعلميًا، فقد استمرت إيران في تحقيق الإنجازات على يد شبابها من خلال افتتاح المشاريع الاقتصادية الكبرى لتحقيق الاكتفاء الذاتي. وشهدنا تطوّراتٍ نوعيةً في مجالات الطب، والصناعات الحديثة، والتكنولوجيا عالية الدقة، وكذلك الاستمرار في تعزيز العلوم النووية الإيرانية؛ حيث أُنجزت هذا العام - رغم اعتداءات العدوّ الصهيوني - تطوّراتٌ في مجال الأدوية النووية الخاصة بالأمراض المستعصية وأجهزة التشخيص عالية الدقة. كما شهد هذا العام نموًا في الشركات المعرفية وارتفاعًا في الإنتاج العلمي، مما عزز مكانة إيران كقوةٍ علميةٍ إقليمية.
القدرات الدفاعية والفضاء
في العلوم الدفاعية، عززت الجمهورية الإسلامية قدراتها العسكرية من خلال إنتاج أسلحةٍ متطورةٍ، وشهدت تعاونًا دفاعيًا وثيقًا عبر الزيارات الثنائية وإقامة المناورات الدولية المشتركة، وآخرها مناورات دول منظمة "شانغهاي" في إيران.
واختتمت إيران إنجازاتها العلمية بإرسال ثلاثة أقمارٍ صناعيةٍ معًا، وهي أقمار (كوثر المتطور، وظفر - 2، وبايا)، التي تهدف إلى تقديم خدماتٍ متنوعةٍ تشمل الاتّصالات والتصوير الفضائي والتطبيقات البحثية، مما يعكس توجه إيران لتكثيف حضورها في الفضاء لصالح التنمية الوطنية.
الرياضة والشباب
رياضيًا، كان هذا العام عام الإنجازات الكبرى؛ من الصعود إلى كأس العالم لكرة القدم حتّى الحصول على المرتبة الأولى في بطولاتٍ عالميةٍ وآسيويةٍ في رياضاتٍ مختلفةٍ (نساءً ورجالًا)، مما يعكس دعم الشباب الإيراني في هذا المجال.
الوعد الصادق 3 وبشارة الفتح
كان عام 2025 بامتياز عام "الوعد الصادق 3" وبشارة الفتح؛ فعندما شن العدوّ الصهيوني وداعمه الأميركي هجومًا إجراميًا استشهد خلاله عددٌ من القادة والعلماء النوويين والمواطنين، ظنوا أنهم يستطيعون تحقيق مآربهم. ولكن سرعان ما فاجأهم الشعب الإيراني وقواته المسلحة بقيادة الإمام الخامنئي بعقابٍ شديدٍ؛ حيث كانت أجواء فلسطين المحتلة من الشمال إلى الجنوب تحت سيطرة الصواريخ الإيرانية التي استهدفت قواعد العدوّ ومراكزه الإستراتيجية، وجعلت المستوطنين يعيشون 12 يومًا في الملاجئ. وعندما جاء الأميركي ليدعم الصهيوني، كان رد إيران كبيرًا عبر عملية "بشارة الفتح" باستهدف أكبر قاعدةٍ للعدو الأميركي في المنطقة.
أظهرت عمليتا "الوعد الصادق 3" و"بشارة الفتح" قوة إيران العسكرية ودقتها، مما أجبر العدوّ في النهاية على طلب وقف إطلاق النار. لقد خلق الشعب الإيراني بكلّ طوائفه حالةً من الاتحاد والوحدة الوطنية، ليبشر عام 2025 بمستقبلٍ أكثر إشراقًا تستمر فيه إيران في طريق الاستقلال والعزة والتطور.