اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الشيخ الخطيب: لبنان ليس قاصرًا عن حماية أرضه وموقف الحكومة شرعن العدوان على شعبه

إيران

الصحف الإيرانية: حسابات الموساد في إيران فشلت
إيران

الصحف الإيرانية: حسابات الموساد في إيران فشلت

68

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الخميس 07 آب 2025، بتحليل ورصد آليات تغيير الجمهورية الإسلامية في بعض آلياتها لإدارة الملفات المهمة والاستراتيجية، في سياق تعيين علي لاريجاني وتبديل نمط الاستراتيجيات الدبلوماسية، إلى جانب استمرار التحليل المعمق لأحداث حرب الـ12 يومًا، وبالخصوص الموقف الشعبي الذي كان له الدور الأبرز في إفشال حسابات الكيان الصهيوني.

إيران.. من إدارة الأزمات إلى إعادة تعريف الردع

في هذا الصدد، قالت صحيفة إيران: "بدأ العام الأول للحكومة الرابعة عشرة في وقتٍ كان فيه الهيكل الجيوسياسي للمنطقة يواجه موجةً من الأزمات الأمنية والعسكرية. ولعلّ الصراع المباشر بين إيران و"إسرائيل"، متمثلًا في حرب الاثني عشر يومًا، يُمثل نقطة تحول في السياسة الخارجية الإيرانية في العقود الأخيرة، إذ كانت المرة الأولى التي تدخل فيها الجمهورية الإسلامية في مواجهة عسكرية مفتوحة مع كيان كان يُعرف سابقًا بحرب الوكالة والردع غير المباشر".

وأضافت: "كان أحد التطورات المفاهيمية المهمة في أداء الإدارة الرابعة عشرة هو إعادة تعريف مكونات الردع في السياسة الخارجية، حتى الآن، كان الردع في الأدبيات الاستراتيجية الإيرانية يعتمد بشكل أساسي على عنصرين: القوة الصاروخية والعمق الاستراتيجي الإقليمي، ومع ذلك، كشفت الأحداث، وخاصة الحرب مع "إسرائيل"، بوضوح ضرورة استخدام نموذج ردع هجين"، مردفًة: "بعد انتهاء الحرب، برهنت الحكومة الرابعة عشرة أن الردع الفعّال لا يقتصر على القوة العسكرية فحسب، بل يجب أن يشمل أيضًا الردع الدبلوماسي (بفرض تكاليف سياسية على العدو من خلال بناء توافق إقليمي)، والردع الإعلامي (مواجهة الدعاية "الإسرائيلية" المحرضة على الحرب)، والردع الاقتصادي المؤسسي".

وتابعت الصحيفة: "على سبيل المثال، يشير الحضور النشط لوزير الخارجية في قمة بريكس بلس، والجهود المبذولة للانضمام إلى سلسلة المشاريع في مجال الطاقة والعبور الأوراسي، إلى أن جهاز السياسة الخارجية يتجه نحو منطق الردع المعقد والمتعدد الطبقات، ويُعرف هذا النوع من الردع في النظريات الحديثة للعلاقات الدولية باسم الردع بالتكامل أو الردع من خلال استمرارية الشبكة؛ أي أن الدولة المندمجة في نسيج التفاعلات السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية لن تكون هدفًا سهلًا للإجماع الدولي ضدها".

وشددت على أن: "العالم شهد في العام الأول من الإدارة الرابعة عشرة توترات وتطورات جيوسياسية بالغة التعقيد: من استمرار الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على النظام الدولي، إلى أزمة جنوب القوقاز، والاضطرابات في أفغانستان، والأزمات المزمنة في اليمن وسورية، والتحديات في الخليج العربي، لكن اللافت للنظر في السياسة الخارجية الإيرانية أنها في هذا السياق الحرج لم تكتفِ بتجنّب الغرق في مستنقع الصراعات، بل أصبحت في بعض الحالات فاعلًا مُثبّتًا للاستقرار، وعلى سبيل المثال، تشير الجهود المبذولة لتشكيل آلية القوقاز الرباعية بين إيران وروسيا وأرمينيا وأذربيجان إلى أن إيران تتجه نحو فاعل تنظيمي في النظام الإقليمي، من منظور نظري، يرتبط هذا التطور بتزايد القدرة على الصمود الجيوسياسي، وهو مفهوم يُفسّر في أدبيات العلاقات الدولية على أنه قدرة الدولة على احتواء الصدمات الخارجية واستعادة مكانتها الاستراتيجية بسرعة". 

وأوضحت: "في العام الأول من الحكومة الجديدة، أظهرت إيران قدرتها على تأدية دور فعّال في السيطرة على الأزمات دون مواجهة مباشرة. في السنة الثانية من الإدارة، يجب أن يتحرك الجهاز الدبلوماسي نحو سياسة خارجية إيجابية وتقدمية من خلال إعادة تعريف السرد الوطني للمصالح والتهديدات والقدرات، وفي هذا الاتجاه، يجب إعطاء الأولوية لإعادة ترتيب البنى المحلية، والاستثمار في الدبلوماسية الاقتصادية، والإفادة من قدرة الإيرانيين في الخارج في مجال الدبلوماسية الدولية. في النهاية، ما ميز السياسة الخارجية الإيرانية في السنة الأولى من الإدارة الرابعة عشرة هو الجمع بين الواقعية الاستراتيجية والمبادئ الأيديولوجية، وهذا المزيج من شأنه، إذا ما تم إدارته بشكل صحيح، أن يوفر نموذجًا دائمًا للحكم في عالم المستقبل المتعدد الأقطاب".

فشل حسابات الموساد

في سياق متصل، أكدت صحيفة وطن أمروز أنه "عندما نقول إن الكيان الصهيوني قد هُزم في حرب الاثني عشر يومًا المفروضة على إيران، فهذا ليس مجرد رد فعل عاطفي نابعًا من الوطنية، ففشل الكيان الصهيوني في تحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة والمحددة في هذه الحرب ليس مجرد بيان تحليلي، إذ تشير الحقائق والأدلة المتوفرة إلى سوء تقدير العدو للحرب مع إيران وأهدافه المحددة. ولعل أهم رسالة من حرب الاثني عشر يومًا هي ضعف الموساد في تقدير الخصائص الفكرية والسلوكية للمجتمع الإيراني، وإن هزيمة الموساد قضية بالغة الأهمية، وقد أصبحت مكلفة للعدو الصهيوني".

وأردفت: "منذ بداية الحرب، أعلن نتنياهو وشرح أهدافه من غزو الأراضي الإيرانية في مناسبات عديدة. والآن، بعد أكثر من 40 يومًا من وقف الأعمال العدائية، يُظهر الكشف التدريجي عن حقائق الحرب فشله التام في تحقيق هذه الأهداف. وعلى وجه الخصوص، أصبح مدى تحقيق هدفه الطموح المتمثل في تغيير النظام السياسي في إيران واضحًا تمامًا، إذ فور انتهاء الحرب، أصدر نتنياهو بيانًا يُعلن فيه انتصار الكيان الصهيوني في حرب الاثني عشر يومًا، إلا أن بيانه قوبل بردود فعل عنيفة من المحللين ووسائل الإعلام الذين أشاروا إلى حقائق الحرب وذكّروه بأن ادعاءاته لا أساس لها من الصحة".

ومؤخرًا، نشرت صحيفة التلغراف تقريرًا يكشف بعض الهجمات الإيرانية على قواعد عسكرية مهمة للكيان الصهيوني والخسائر الفادحة التي تكبدها العدو، وذكرت أنه عندما ينتهج نتنياهو سياسة الرقابة وإخفاء حقائق الحرب، فإن الحكم على نتائج هذه الحرب ومن هو الفائز الحقيقي فيها يصبح أكثر تعقيدًا، كما أظهرت أجندة الموساد لرضا بهلوي خلال حرب الأيام الاثني عشر المفروضة بوضوح أن موقف نتنياهو لم يكن مجرد عملية نفسية، وأنه كان يسعى حقًا لتغيير النظام الإيراني بفرض الحرب، وفقًا لوطن أمروز.

ولفتت الصحيفة إلى أن الموساد اعتقد أن المجتمع الإيراني يعاني انقسامات واسعة وعميقة، وأنه بمجرد تعرض إيران للهجوم ونشاط بعض عناصر المعارضة، يمكن للكيان الصهيوني أن يأمل تمامًا في تمرد وانعدام الأمن ومظاهرات احتجاجية في شوارع إيران ضد الجمهورية الإسلامية، لكن في الواقع، الواقع المغاير واضح تمامًا لدرجة أنه لا داعي للجدال. لقد قال الشعب الإيراني (لا) قاطعة لنتنياهو. 

وشددت الصحيفة على أن الحرب أثبتت لنتنياهو بوضوح أن تقديرات الموساد وتلميحات المعارضة الإيرانية عن رد فعل الشعب الإيراني على الحرب كانت خاطئة تمامًا. لا ينبغي الوقوع في فخ الادعاء بأن حرب الاثني عشر يومًا كانت مقدمةً لمشروع تغيير النظام السياسي في إيران، وأن الكيان الصهيوني يسعى الآن إلى تفعيل مراحل جديدة من الفوضى وانعدام الأمن في إيران لتحقيق هذا الهدف على المدى المتوسط؛ كلا! إن سلوك نتنياهو وتصريحاته تُظهر بوضوح أنه وضباط الموساد توقعوا حدوث فوضى وانعدام أمن خلال الحرب. ولذلك، لم يكتفوا بالحوار مع الشعب الإيراني، بل هاجموا أيضًا بعض المراكز المعنية بحفظ النظام والأمن في البلاد.

وأوضحت: "فإذا كانت الخلافات والانتقادات والاحتجاجات تُعدّ في نظر الموساد ونتنياهو تعميقًا للانقسامات الاجتماعية، وأن هذه القضية أصبحت فرصةً للتمرد على الجمهورية الإسلامية، فقد اتضح الآن أن هذا التهديد أصبح فرصةً لإيران. في الواقع، أصبح جزءًا مهمًا مما كان نتنياهو يعول عليه من قدرةٍ شعبيةٍ في إيران على تغيير النظام، قدرة اجتماعية مهمة للجمهورية الإسلامية. وبالتالي، تلاشى ما كان يتخيله العدو الصهيوني ويعدّه عاملًا أساسيًا في تغيير الجمهورية الإسلامية. وفي ظل هذه الظروف، كيف يستطيع رئيس وزراء الكيان الصهيوني أن يواصل الحديث عن السعي إلى تحقيق هدف تغيير النظام في إيران؟".

وختمت: "انتهت القصة؛ على الأقل لعشرين أو ثلاثين عامًا أخرى. كان يتطلع إلى الشباب الإيراني والأجيال الجديدة، والآن بات واضحًا أنه وقع في وهم، لذلك، من البديهي والطبيعي أن هدف الكيان الصهيوني هذا لم يتحقق خلال حرب الاثني عشر يومًا المفروضة، بل لا توجد أي أفق لتحقيقه".

مراجعة طهران للآليات الاستراتيجية

من جهتها، قالت صحيفة مردم سالاري: "أخيرًا، وبعد تكهنات وأخبار غير رسمية، صدر حكم علي لاريجاني، وعُيّن هذا الشخص المعتدل أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي، وقد انعكس هذا الخبر في وسائل الإعلام الأجنبية، فلطالما ارتبط اسم علي لاريجاني بالسلطة، وعلى مدار العام الماضي، انتشرت همسات حول إمكانية وجود علي لاريجاني في المجلس الأعلى للأمن القومي".

ويأتي هذا الإعلان بعد أن وافق المجلس الأعلى للأمن القومي، المسؤول عن قرارات السياسة الخارجية الرئيسة، على تشكيل مجلس جديد يسمى مجلس الدفاع الوطني، كجزء من إعادة هيكلة صنع القرار الاستراتيجي والدفاعي في جمهورية إيران الإسلامية، وفقًا لصحيفة مردم سالاري، وتعكس كلتا الخطوتين جهدًا أوسع نطاقًا من جانب مسعود بزشكيان والنخبة السياسية والعسكرية في الجمهورية الإسلامية لإصلاح آليات القيادة والسيطرة في أعقاب الضربات الجوية "الإسرائيلية" والأميركية على إيران.

الكلمات المفتاحية
مشاركة