خاص العهد

النائب جرادي لـ"العهد": النقاش حول السلاح لا يُختزل بخيارات مفروضة
جرادي لـ"العهد": السؤال الأساس هو كيف نحمي لبنان؟
أكد النائب الدكتور إلياس جرادي في تصريح لموقع العهد الإخباري، أنّ النقاش الوطني في القضايا المصيرية، وعلى رأسها مسألة السلاح، لا يمكن أن يُختزل بخيارات ضيقة تُفرض على اللبنانيين تحت ضغط خارجي أو إعلامي، معتبرًا أن السؤال الأهم الذي يجب أن يُطرح هو: "كيف نحمي لبنان؟".
وأوضح جرادي أنّ "طرح الأمور من منطلق ردود الأفعال أو ضمن معادلات مفروضة مسبقًا، يُفقدنا القدرة على التفكير الوطني المستقل"، وقال: "لا أحبّ أن أُستدرج إلى خيارات محدّدة، كأنّ الأمر محصور بين أن نشرب ماءً أو قهوة، فيما نحن بحاجة إلى خيار ثالث. كذلك في القضايا السيادية، لا يجوز أن نُحبس في زاوية خيارين، فالمطلوب مقاربة شاملة ومنطقية تنبع من واقعنا لا من الخارج".
وتابع: "الأسئلة الصحيحة هي التي تفضي إلى أجوبة صحيحة. نحن اليوم بحاجة إلى أن نطرح السؤال الجوهري: كيف نحمي لبنان؟ قبل أن نُناقش حصرية السلاح أو غيرها. فلبنان لا يزال تحت التهديد، هناك أراضٍ محتلة، أسرى، وطائرات العدو لا تزال تُحلّق فوق مدننا، والمخاطر تتزايد".
ورأى جرادي أنّ ما يُطرح من نقاشات لا يخرج في معظم الأحيان عن كونه رد فعل على ضغوط خارجية، مشيرًا إلى أنّ "الاعتداءات على لبنان لا تطاول فريقًا دون آخر، بل تستهدف الجميع، من الشمال إلى الجنوب، ومن البقاع إلى الساحل، وعلى مختلف الطوائف والمناطق".
وشدد على أن "المطلوب اليوم حوار داخلي وطني جامع، لا أن نُستدرج إلى مواجهة لا تخدم سوى مصالح الخارج"، مضيفًا: "نحن من دعاة الدولة القوية، بدستورها ومؤسساتها، لا الدولة التي تُبنى بردود الأفعال أو عبر فرض إملاءات من خارج الحدود".
وتوقف جرادي عند مسار العمل الحكومي والتشريعي، مشيرًا إلى أن "الكثير من القوانين تُقرّ تحت وطأة الضغوط الدولية، في حين يفترض أن تنبع من حاجاتنا الوطنية. نحن بحاجة إلى قوانين إصلاحية حقيقية، لا قوانين مشوبة بالشوائب تُفرض بحجّة الإصلاح".
وختم جرادي بالقول: "لا يجوز أن نُخضع أنفسنا لحوار مع الخارج ونرفض حوارًا داخليًّا، فهل يُعقل أن نتهرّب من النقاش مع شركائنا في الوطن ونذهب لنسترضي الخارج؟ المطلوب مقاربة واقعية، حوار وطني مسؤول، وإرادة داخلية تُعلي مصلحة لبنان فوق كل اعتبار".