إيران

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 10 آب 2025 بالأوضاع والأحداث العالمية، ابتداء من الحدث المهم وهو حصول الولايات المتحدة على ممر زنغزو لمدة 99 عامًا.
كذلك ركّزت الصحف على تحليل الازمة العالمية الممتدة من اوروبا إلى روسيا نتيجة الهيمنة الاميركية والتدخلات السلطوية لها في كل الشؤون العالمية.
قلب المشاكل العالمية المستقبلية
بداية، مع صحيفة "مردم سالاري" التي جاء فيها:"وقّع زعيما أرمينيا وأذربيجان، خلال زيارتهما البيت الأبيض، نصًا يدعو إلى السلام واستئناف العلاقات التجارية وفتح الحدود بينهما. كان هذا الاتفاق ظاهريًا خطوة نحو السلام، لكن ترامب كان يسعى إلى استغلال هذه الفرصة السانحة. ركّز ترامب جهوده بشكل رئيسي على المصالح الاقتصادية والسياسية لواشنطن في القوقاز، وتحديدًا من خلال عقد إيجار ممر زانغزور لمدة 99 عامًا من قِبل الولايات المتحدة.
ووفقًا لهذا الأمر، سيتم تنفيذ خطة إنشاء ممر زانغزور مع تغييرات في الاسم والملكية. كان من المفترض سابقًا أن تُنفّذ هذه الطريق من قِبل جمهورية أذربيجان وتركيا على الأراضي الأرمينية، ولكن تم تغيير اسمها الآن إلى ترامب".
وفي هذا السياق، قال حشمت الله فلاحت بيشه، الخبير في الشؤون الدولية، إن الحادث الذي يحدث في زنغزور هو إنجاز آخر لسياسات عزلة إيران. وقد غذت مجموعة من الأشخاص من داخل إيران إلى إسرائيل والولايات المتحدة سياسة العزلة هذه. وأشار إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى حصار استراتيجي لإيران وتدمير القدرات الجيوسياسية لإيران.
وأضافت "إذا فرض الأمريكيون مصالحهم على شروط حسن الجوار بين إيران وأذربيجان وأرمينيا، فسنشهد تشكيل تحدٍّ تاريخي، بمعنى آخر، ستجني أمريكا، مثل المستعمرين السابقين، فوائدها الخاصة، لكن المساهمة الوحيدة لدول المنطقة ستكون تحديًا يتعلق بالجيوسياسية، وبالطبع الجغرافيا الاقتصادية".
الدبلوماسية الألاسكية
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز":" أخيرًا، أدت تهديدات ترامب وإقناعه لروسيا، إلى جانب التقدم العسكري للجيش الروسي في شرق أوكرانيا، إلى اتفاق على اجتماع جعل مسؤولي كييف قلقين بشأن مصير البلاد ومستقبلها. دونالد ترامب، الذي حاول، بعد فشله في الوفاء بوعوده بإنهاء الحرب الأوكرانية في يوم واحد وبمكالمة واحدة، وفرض السلام الذي يريده على جانبي الحرب من خلال التهديد والتخريب وإضعاف الروس، أصبح أخيرًا على دراية بالحقائق الميدانية للحرب الأوكرانية ويبدو أنه قرر قبول بعض مطالب الجانب الروسي. لذلك، أعربت مصادر أوكرانية عن قلقها بشأن الاجتماع المحتمل بين بوتين وترامب في ألاسكا وتراقب الوضع عن كثب".
وتابعت "هذا هو أول اجتماع رسمي بين الزعيمين منذ عودة ترامب إلى السلطة، وينصب تركيزه الرئيسي على استكشاف سبل التوصل إلى حل طويل الأمد للحرب الأوكرانية. وقد تم اختيار ألاسكا كمكان للاجتماع، والذي يعتبر خيارًا منطقيًا سياسيًا وأمنيًا نظرًا لموقعها الجغرافي وقربها من روسيا. كما أثيرت إمكانية عقد اجتماعات لاحقة على الأراضي الروسية".
وأردفت "أثيرت قضية اجتماع بوتين-ترامب في وقت تبنى فيه الرئيس الأمريكي سابقًا مواقف صارمة وغير مسبوقة ضد الرئيس الروسي وأعلن عن إنذار نهائي لمدة 12 يومًا لموسكو؛ تم التخلي عن الإنذار قبل نهايته، وخلال زيارة ستيف ويتكوف، المستشار الأمريكي والمبعوث الخاص إلى موسكو، أُرسلت مقترحات وإشارات إلى موسكو لعرضها على الرئيس الروسي. ويبدو أن نتيجة هذه المقترحات والإشارات هي اجتماع مُقرر عقده بين زعيمي القوتين العسكريتين العالميتين".
وختمت "دفعت الحقائق الميدانية والضغوط السياسية ترامب إلى تعديل مواقفه وقبول بعض مطالب موسكو، بينما يحاول زيلينسكي، محذرًا من الحلول الميتة، ربط شرعية أي اتفاق بالوجود النشط لأوكرانيا؛ كما في الحالة السابقة، ونتائج اجتماع الرياض، الذي فشل في النهاية في التوصل إلى نتيجة بسبب معارضة أوكرانيا والدعم الأوروبي لزيلينسكي. لهذا السبب، لا يُعدّ اجتماع ألاسكا اختبارًا لقدرة الدبلوماسية الأمريكية والروسية على إنهاء الحرب فحسب، بل يُعدّ أيضًا معيارًا لقياس مدى الالتزام بوحدة أراضي أوكرانيا وحقها في تقرير المصير".
ظل التقشف على أوروبا
صحيفة "رسالت" بدورها ركّزت الشأن الأوروبي فقالت:" حذر المحللون الاقتصاديون والاجتماعيون في الاتحاد الأوروبي من أزمات جديدة في القارة الاوروبية بسبب تبني سياسات التقشف. إن المتهم الرئيسي في الأزمات الاقتصادية المستقبلية في الاتحاد الأوروبي ليس سوى فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية: شخص اعتقد منذ البداية أنه لا بد من الاستسلام للابتزاز الاقتصادي والتجاري الاميركي ولم يقدم أدنى مقاومة لحرب التعريفات الجمركية التي شنتها واشنطن.
بحسب الصحيفة، كان نتاج ونتيجة وجهة نظر فون دير لاين هو إبرام اتفاقية رادعة وسلبية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفقًا لهذه التعريفة، وافقت أوروبا على فرض تعريفات جمركية رسميًا بنسبة 15 في المائة على معظم صادراتها إلى الولايات المتحدة، وفي المقابل، ستسمح لمعظم السلع المستوردة من الولايات المتحدة بدخول الدول الأوروبية دون أي تعريفات أو ضرائب.
من المؤكد، تُكمل الصحيفة، أن هدف التغييرات الجديدة هو تعظيم قدرة أوروبا على التكيف مع الشروط الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب. وقد أدرك مواطنو مختلف دول منطقة اليورو هذه الحقيقة المريرة تحت تأثير ما كُشف عنه من اتفاقيات علنية وخفية بين بروكسل وواشنطن في خضم حرب التعريفات الجمركية.
وتابعت "صيغة الأوروبيين في هذه المرحلة واضحة: تبسيط الأزمة التي فرضوها هم والولايات المتحدة على مواطني منطقة اليورو، المزارعون هم الفئة الرئيسية التي ستتأثر بالميزانية العامة الجديدة للاتحاد الأوروبي. لاكتساب القدرة على التكيف مع التكاليف التي تفرضها الولايات المتحدة، يُعيد الأوروبيون تنظيم هيكل الميزانية حول ثلاثة محاور رئيسية: التنافسية، والبحث، والابتكار. في غضون ذلك، سيكون دمج الصناديق التقليدية المتعلقة بالزراعة، والتماسك الاجتماعي، والسياسات الاجتماعية هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا بالنسبة لبروكسل".
ووفق الصحيفة، صرّح العديد من المحللين الاقتصاديين بأن الأزمات القادمة في القارة الاوروبية هي نتيجة اتفاقية التجارة الأخيرة بين بروكسل وواشنطن بشأن التعريفات الجمركية. ورغم إظهار الوحدة بين الدول الأعضاء الأوروبية، يدرك المواطنون جيدًا أن الخلافات ستنشأ عند طرح اتفاق نهائي مع الولايات المتحدة. لا تزال فرنسا ملتزمة بموقفها الصارم ضد الولايات المتحدة، وتدعو إلى استخدام جميع الخيارات، بما في ذلك أداة الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإكراه، حيث تسمح هذه الأداة للاتحاد الأوروبي بإلغاء تراخيص الملكية الفكرية وامتيازات الشركات الأجنبية، بما في ذلك شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة. لكن من غير المرجح أن تسمح أدوات واشنطن في الاتحاد الأوروبي، بمن فيهم فون دير لاين (رئيسة المفوضية الأوروبية)، باستخدام هذه الأداة ضد الولايات المتحدة!".