عين على العدو

قال المحلل السياسي في القناة "12 الإسرائيلية" عميت سيغل إلى أنّ: "الإسم الذي شغلنا في اليوم الأخير لم يُذكر ولو مرة واحدة في المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية)، ومع ذلك، يحاول نتنياهو السير على جسر ضيق جدًا"، لافتًا إلى أنّ "سموتريتش قال أمام الكاميرا إنه لا يثق برئيس الوزراء في أنه لن يوقف العملية العسكرية من أجل صفقة جزئية، ومن ثم سيتوقف الزخم كله. نتنياهو يصرّ على عدم التصريح صراحةً في المؤتمر الصحفي بما سيفعله إذا كانت هناك صفقة جزئية. وإذا بحثنا جيدًا، يمكن أن نفهم ضمنيًا أن وجهته نحو صفقة كاملة".
وأضاف: "في المؤتمر الصحفي، قال نتنياهو فعليًا إن "إسرائيل" تنوي حسم حماس، وإن ذلك سيحدث أسرع مما يظن الجميع. ومع ذلك، حتى إذا أغلق الباب أمام الصفقة الجزئية – فإنه لا يقفله بإحكام".
من جانبها، قالت المحللة السياسية الصهيونية دانا فايس إنّ "في أقوال رئيس الوزراء نتنياهو ثغرة منطقية. حتى بعد سنتين من الحرب، يقول رئيس الوزراء للجمهور (المستوطنين) إنه إذا توقفت الحرب، فإن "مجزرة" 7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى) يمكن أن تتكرر، وحماس، التي تحاربها "إسرائيل" منذ وقت طويل، يمكن أن تهدّد بنفس القدر. مرة أخرى يكرر القول إنه الآن ينوي حسم حماس وإسقاطها، لكن السؤال هو: ماذا ينوي أن يفعل الآن ولم يفعله من قبل، وبأي جيش سيفعل ذلك؟".
وأردفت: "تطرق رئيس الوزراء في أقواله إلى تصريح في بداية الحرب أدلى به "مسؤول أمني كبير" قال إن "إسرائيل" لن تنجح في إعادة أي أسير إلى الوطن. هذا المسؤول هو رئيس الأركان هرتسي هليفي، وقد قال ذلك في اللحظات الأولى من المجزرة، حين لم تكن هناك خريطة لعدد الأسرى أو من يحتجزهم"، مشيرةً إلى أنّه "وبعد ذلك مباشرة، أصر هليفي، مثل وزير "الأمن" (الحرب) حينها يوآف غالانت وآخرين، مرارًا على المضي نحو صفقة. نذكّر أيضًا أن هدف الحرب المتمثل في خلق ظروف لإعادة الأسرى أُدرج في أهداف الكابينت فقط في 16 تشرين أول/أكتوبر، وأصر رئيس الوزراء على عدم تسميتهم "أسرى" بل "رهائن"".
وتابعت فايس: "أما بخصوص تجنيد قوات الاحتياط، ففي البداية اندفع الجيش وقرر استدعاء مئة ألف جندي احتياط حتى من دون الرجوع للمستوى السياسي. وبعد ذلك جرى نقاش وتم توسيع الاستدعاء"، لافتةً إلى أنّه "من المهم التذكير الآن أيضًا: "إسرائيل" عملت سابقًا في غزة. كنا في الأماكن نفسها، وحتى حينها أُعلن أننا على بُعد خطوة من النصر وأن "إسرائيل" تنوي حسم حماس"، مؤكّدةً أنّه "في المحصلة، يجب على "مواطني إسرائيل" أن يسألوا أنفسهم: ما الذي سيحدث هذه المرة ولم يحدث سابقًا؟ وكيف يمكن أن نكون بعد كل هذا الوقت ما زلنا في النقطة نفسها؟".
بدوره، لفت محلل الشؤون الدينية والسياسية يئير شيركي إلى أنّ "أبرز ما في المؤتمر الصحفي لنتنياهو هو الإحساس بأننا رأيناه من قبل، ليس مرة ولا مرتين. يشمل ذلك الحديث عن المعقل الأخير، وعن الحسم، وعن الرغبة في الحسم، وعن أجواء الاستوديوهات، وعن جهات أمنية غامضة لم ترغب في التحرك"، موضحًا أنّ "قصة تلميح نتنياهو إلى أن العالم وربما "إسرائيل" نسوا 7 أكتوبر ليست مسألة فتور، بل لأننا كنا في هذه النقطة من قبل. سمعنا هذه الأقوال سابقًا. نتنياهو لا يقدم إجابة مقنعة عن سبب كون رفح في الماضي هي المعقل الأخير، واليوم غزة هي المعقل الأخير. ولم يُجب عن سؤال ما إذا كانت كتائب حماس قد حُسمت أم لا".
وأضاف: "أمر آخر درامي برأيي هو السؤال الذي يتجنب نتنياهو الإجابة عنه: هل سيتجه إلى صفقة جزئية أم صفقة كاملة؟ يتحدث عن 20 من أسرانا، لكن هناك خارج القاعة عائلات 50 أسيرًا: 30 جثة و20 على قيد الحياة. أفترض أن الجميع يفهم أن وقت الأحياء أقصر، لكن الالتزام ما زال بإعادة الخمسين جميعًا".
من جهته، قال المحلل العسكري نير دفورى إنّ "أحد الأمور المركزية التي سمعناها في المؤتمر الصحفي مساء أمس هو مرة أخرى التصريح بأن "إسرائيل" ستتجه إلى "حسم" حماس. هذه عودة إلى نفس النقطة التي كنا فيها من قبل: في أي مرحلة من المراحل، لم يكن هناك لحظة خططنا فيها كدولة وكحكومة للاستكمال السياسي، الخطوة التي اليوم لم يعد أحد يريد الحديث عنها، وهي "اليوم التالي"، لذلك، هناك مرحلتان لكل هذا الحدث: خطوة عسكرية، من المفترض أن تتبعها خطوة سياسية مكمّلة. مرة بعد مرة لم نفعل هذا الشيء، وهذه الحكومة لم تجرؤ حتى على المحاولة. ولهذا، من الذي يضمن لنا بالضبط أن مدينة غزة هي بالفعل المعقل الأخير؟".