اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

ترجمات

المصلحة الأميركية تقتضي الضغط على
ترجمات

المصلحة الأميركية تقتضي الضغط على "إسرائيل" لعدم إفشال صفقة غزة

61

حذّر باحثان في "مجموعة الأزمات الدولية" من أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها مجددًا أمام فشل سياسي في الشرق الأوسط إذا لم تمارس ضغوطًا حقيقية على "إسرائيل" لعدم تقويض اتفاق غزة الأخير.

وفي مقالة نُشرت في مجلة Foreign Affairs، اعتبر الباحثان جوست هيلترمان وناتاشا هول، أن التوقعات بتحقيق "سلام مستدام" أو توفير إغاثة حقيقية للفلسطينيين، قد تنتهي مجددًا بـ "خيبة أمل"، ما لم تتخذ واشنطن خطوات جادة لكبح جماح "إسرائيل" التي أثبتت مرارًا استعدادها لتقويض أي مسار دبلوماسي لا يخدم مصالحها المباشرة.

وقال الكاتبان: إن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي عاد إلى البيت الأبيض، بدا مصممًا على تجاوز "إرث" إدارة بايدن في الشرق الأوسط، وسعى منذ بداية ولايته الجديدة إلى اتباع نهج مغاير شمل: فتح قنوات اتصال مباشرة مع حركة حماس، استئناف المفاوضات النووية مع إيران، التوصل إلى هدنة مع أنصار الله، ورفع بعض العقوبات عن سورية"، وفق تعبيرهما.

كما أشارا إلى أن "الإدارة الأميركية أبدت رغبتها في توسيع اتفاقيات "أبراهام" لتشمل السعودية وربما سورية، ضمن سعيها لفرض توازن إقليمي أكثر استقرارًا"، على حد قولهما.

بيد أن الكاتبين يؤكدان أن "إسرائيل" واصلت تقويض المبادرات الأميركية، سواء عبر التصعيد العسكري أو من خلال الضغط السياسي داخل واشنطن. ولفتا إلى أن "إسرائيل" أفشلت المفاوضات مع طهران عبر تنفيذ هجمات متكررة على أهداف إيرانية، وأيضًا من خلال دفع إدارة ترامب للانخراط في هذه الهجمات، بما في ذلك ضرب منشآت نووية.

كما اتهمت المقالة "إسرائيل" بأنها كثّفت من ضغوطها العسكرية على الحكومة السورية، في الوقت الذي كانت فيه واشنطن "تسعى لمنحها فرصة استقرار سياسي واقتصادي"، بحسب تعبير الكاتبين.

وفي السياق نفسه، أدان الكاتبان الهجوم "الإسرائيلي" على قطر، واصفَين إيّاه بأنه "عمل متهور"، مؤكدَين أن الدوحة تُعد حليفًا أميركيًا مركزيًا، تستضيف مقر "القيادة الوسطى" الأميركية، وتؤدي دورًا محوريًا في الوساطة بين "إسرائيل" وحماس، فضلًا عن دورها في أزمات إقليمية متعددة.

واعتبر الباحثان أن هذا الهجوم على قطر شكّل نقطة تحوّل دفعت واشنطن إلى السعي الجاد نحو إنهاء الحرب على غزة، غير أنهما حذّرا من أن الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة بين "إسرائيل" وحماس "لا يزال هشًّا"، وقد ينقلب عليه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في أي لحظة.

وبحسب المقال، فإن نتنياهو قد يستأنف العمليات العسكرية بعد إطلاق الأسرى الفلسطينيين، أو يُعرقل إدخال المساعدات الإنسانية لغزة، بهدف إرضاء معسكره اليميني المتطرف، والحفاظ على موقعه السياسي.

كما لم يستبعد الكاتبان أن يُقدم نتنياهو على هجوم جديد ضد إيران، "ليس بالضرورة بدافع أمني"، بل بهدف تحويل الأنظار عن إخفاقاته في غزة، وإظهار "الحسم" أمام جمهوره الداخلي.

وحذّر الكاتبان من أن استمرار اعتماد "إسرائيل" على القوة العسكرية كأساس للسياسة الخارجية، يضع الولايات المتحدة أمام خطر الانجرار إلى صراعات لا ترغب بها، لا سيما وأن "إسرائيل" تمارس سياسة تقوم على إرباك الخصوم وإنتاج الفوضى، ثم جرّ واشنطن خلفها.

وأوضحا أن واشنطن مهددة بأن تُستدرج مجددًا إلى معركة لا تتوافق مع أولوياتها، سواء إذا خرق نتنياهو الاتفاق، أو إذا انهارت مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة غزة.

وشدّد الكاتبان على ضرورة أن تدرك الولايات المتحدة أن مصالحها طويلة الأمد تختلف عن مصالح "إسرائيل"، مشيرَين إلى أن الأخيرة لطالما قوّضت السياسات الأميركية في الشرق الأوسط.

ودعَوَا إلى "كسر هذه الديناميكية الخطرة، عبر ممارسة ضغط فعلي على "إسرائيل" لدفعها إلى الالتزام بمسار يخدم الاستقرار الإقليمي"، محذرين من أن الصفقة الحالية بشأن غزة قد تتحوّل إلى مبادرة أميركية فاشلة جديدة، إذا لم تُضبط السياسات "الإسرائيلية" المنفلتة".

وأضاف الكاتبان، أن هذا التباين ليس جديدًا ولا مثيرًا للجدل، لكنه أصبح واضحًا ومكشوفًا بشكل غير مسبوق خلال العامين الأخيرين. وأكّدا أن "كثيرين في واشنطن كانوا يعتقدون أن اتفاقيات مثل كامب ديفيد وأوسلو قد أدخلت "إسرائيل" في اصطفاف إستراتيجي مع الولايات المتحدة، لكن الواقع كشف عكس ذلك".

هذا، وانتقد الكاتبان الفشل الأميركي المتكرر في التصدي الحقيقي لسياسات الاستيطان "الإسرائيلي" التي قضت تدريجيًا على إمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. وأكّدا أن سيطرة اليمين "الإسرائيلي" المتطرف بدّلت تعريف "المصلحة الإسرائيلية" ليصبح أكثر عدوانية، وأكثر تضاربًا مع السياسة الأميركية المعلنة.

كما اعتبرا أن "ما جرى بعد السابع من أكتوبر كشف عمق الفجوة بين الحليفين"، حيث بدا أن "إسرائيل" قادرة على فرض أجندتها الخاصة، فيما تكتفي الولايات المتحدة بردود أفعال "خجولة"، حتى عندما يتعارض ذلك مع مصالحها بعيدة المدى.

وأشارا إلى أن الهجمات على إيران أظهرت مدى قدرة "إسرائيل" على دفع الولايات المتحدة إلى تنفيذ عمليات عسكرية تخدم أجندتها فقط، في ظل دعم غير مشروط من إدارة ترامب حتى الآن.

وحذّرا في الختام من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى تورّط أميركي جديد في إيران، اليمن، أو غزة، داعيَين إلى وقفة جادة تعيد تعريف العلاقة مع "إسرائيل" بما يخدم مصالح الولايات المتحدة، لا حسابات نتنياهو السياسية.

الكلمات المفتاحية
مشاركة