إيران

بقائي: إيران تؤكّد ضرورة الحفاظ على استقلال لبنان ووحدة أراضيه والدفاع عن نفسه
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: نؤكّد حق لبنان الثابت في الدفاع عن نفسه والصمود أمام الکیان الصهيوني
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعیل بقائي، إنّ "موقفنا من التطوّرات الأخيرة بشأن سلامة أراضي لبنان ووحدته واستقلاله موقف ثابت ومؤكَّد، ولطالما أكّدنا ضرورة الحفاظ على استقلال لبنان وسلامة أراضيه وحق هذا البلد في الدفاع عن نفسه ضد شرور الکیان الصهيوني".
وأضاف بقائي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، الاثنین 11 آب/أغسطس 2025: "ندرك أنّ العيش بجوار كيان محتل لا يعرف حدودًا وقیودًا في ارتكاب العدوان والجرائم يخلق ظروفًا صعبة، وقد أثبتت التجربة أنّنا وقفنا إلى جانب الشعب اللبناني للدفاع عن نفسه ضد انتهاكات وحدة أراضيه وسيادته الوطنية، ولطالما كانت القضية الرئيسة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الدفاع عن الاستقلال الوطني وسلامة أراضي لبنان".
وتابع قائلًا: "تجربة العيش في هذه المنطقة تثبت لنا أنّه لا یمکن کبح جماح الکیان الصهيوني إلّا بتزويد الدول بالقدرات اللازمة للدفاع عن نفسها. ولذلك، نؤكّد حق لبنان الثابت في الدفاع عن نفسه والصمود أمام الکیان الصهيوني. هذا الحق هو حق ثابت لكل دولة، بما فيها لبنان".
واستدرك بقوله: "إنّ ممارسة هذا الحق الثابت لا يمكن أنْ تتم دون توافر القدرات العسكرية والأسلحة، ونؤمن بأنّ القرارات في هذه القضايا شأن داخلي لبناني، وعلى شعب هذا البلد، مع مختلف مكوِّنات المجتمع اللبناني، تحديد مصالح وطنه من خلال الإجراءات القانونية والمعتَمدة، والعمل على الأساس نفسه".
وحول موقف إيران ممَّا أُشيع عن نشر نص التفاهم المتعلّق بممر القوقاز في وسيلة إعلام فرنسية مؤخًّرا، قال بقائي: "لطالما كنا وسنکون على اتصال وثيق بدول الجوار في منطقة جنوب القوقاز. تربطنا علاقات طيّبة مع كل من جمهورية آذربيجان وجمهورية أرمينيا، ونثمّن علاقات الصداقة القائمة على حسن الجوار والمنفعة المتبادلة، ولقد دأبنا على التواصل مع هذه الدول بشأن التطورات التي قد تؤثّر بشكل مباشر أو غير مباشر في مصالح الجمهورية الإسلامية الإیرانیة".
وأشار إلى أنّ "القضية الرئيسة المتمثِّلة في إبرام اتفاقية سلام ليست جديدة؛ وقد شجَّعنا الجانبَيْن على تسريع توقيع اتفاقية السلام في محادثات سابقة"، معتبرًا أنّ "اتفاقية السلام هذه يمكن أنْ تشكِّل نقطة تَحوُّل في إرساء السلام والاستقرار في جنوب القوقاز".
ولفت الانتباه إلى "عقد مشاورات رفيعة المستوى اليوم وغدًا بين مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإیرانیة وجمهورية أرمينيا للاطّلاع على الوضع عن كثب، ولمشاركة آرائنا ومخاوفنا معهم، إذا لزم الأمر".
وفي ما يتعلّق بزيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى العراق، أعلن عن أنّ "أحد أهداف هذه الزیارة هو الانتهاء من التفاهم الأمني بين البلدين"، مذكَّرًا بأنّه "في وقت سابق، تمّ التوقيع على نص هذه الوثيقة الختامية ومحضر الاجتماع المتعلِّق بها".
وأردف قائلًا: "بطبيعة الحال، ستكون المشاورات بشأن التطورات الإقليمية؛ بهدف دراسة القضايا التي قد تؤثِّر في أمن كلٍّ من البلدين على جدول الأعمال. وزيارة لبنان تأتي في إطار جهود الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرامية إلى الحفاظ على السلام والأمن في منطقة غرب آسيا".
وردًّا على سؤال حول زيارة نائب المدير العام لـ"الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، ماسيمو أبارو، إلى إيران: أشار بقائي إلى بدء محادثاته اليوم، قائلًا: "يبدو أنّه سيلتقي أيضًا مسؤولين من وزارة الخارجية، ومن السابق لأوانه التنبُّؤ بنتائج هذه المحادثات في الوقت الحالي؛ لأنّ القضايا المطروحة تقنية ومعقَّدة".
وبيّن أنّه "لا يوجد مثال مماثل لاستهداف منشأة نووية سلمية تابعة لبلد ما، تخضع لرقابة الوكالة على مدار 24 الساعة، والوكالة لا تُبدي الردّ المعقول والمنطقي اللازم، ولا تُصدر الإدانة المتوقعة، ومن هذا المنطلق نشكو من أداء الوكالة".
وذكَر أنّ "هذا الاجتماع سيركِّز على مناقشة كيفية مواصلة التفاعل بين إيران والوكالة، مع مراعاة أحداث الأسابيع الأخيرة، وخاصةً عدوان الکیان الصهيوني والولايات المتحدة على المنشآت النووية السلمية الإيرانية، وكذلك قرار مجلس الشورى الإسلامي بشأن التفاعل بين إيران والوكالة".
وتعليقًا على ادّعاء وزير الخارجية الأميركي مايك روبيو بأنّ العدوان على المنشآت النووية الإيرانية كان يهدف إلى منع تحول الصراع بين الکیان الصهیونی وإيران إلى حرب إقليمية شاملة: قال بقائي: "من الواضح جدًّا أنّ هذا ادّعاء سخيف ومضحك"، مخاطبًا الإدارة الأميركية بالقول: "أنتم تقدّمون عذرًا سخيفًا لتبرير انتهاك صارخ للقانون، واعتداء على سلامة أراضي بلد، وانتهاك للسيادة الوطنية الإيرانية، وهذا غير مُبرَّر بأيّ حال من الأحوال".
وبشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة: أوضح أنّها "مستمرّة عبر وسطاء"، مضيفًا: "نتبادل الرسائل حول قضايا مختلفة، من خلال مكتب رعایة المصالح الأميركية عند الحاجة وإذا لزم الأمر، وكذلك من خلال الدول التي تبادلت الرسائل في بعض الحالات خلال العام الماضي، ولكنْ حتى الآن لم يُتخذ قرار بشأن إجراء مفاوضات".
كما رفض ادّعاء استضافة النروج للجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
وردًّا على سؤال حول موعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بالكامل مع مصر، أجاب بقائي: "أجرينا اتصالات مستمرّة ووثيقة مع مصر بشأن القضايا الثنائية والإقليمية خلال هذا العام، ولاحظتم أنّ مصر لعبت دورًا مهمًّا في إيجاد إجماع إقليمي ضد العدوان العسكري الذي شنَّه الكيان الصهيوني على إيران، لذلك، تواصلنا مع مصر مستمر".
وقال: "في مجال العلاقات الثنائية، كما أعلن وزير الخارجية الإيرانية؛ عباس عراقتشي، توصَّلنا إلى التفاهمات اللازمة؛ ولكنّ القرار النهائي بشأن هذه القضية يعود إلى الطرفين في نهاية المطاف، وقد أعلنا عن أنّنا لسنا في عجلة من أمرنا في هذا الصدد ولدينا حاليًّا علاقات مع مصر، ومكتب رعایة مصالحنا في القاهرة ومكتب رعایة المصالح المصرية في طهران نشطان".
وعن إجراءات الحظر الأميركية على إيران وتأثيرها في العلاقات الاقتصادية مع الصين، أكّد أنّ "هذا الإجراء غير مُبرّر بأيّ حال من الأحوال"، قائلًا: "علاقتنا مع جمهورية الصين الشعبية متينة. وسيتّخذ كلا البلدين قرارًا في هذا الصدد بناء على مصالحهما، وسيواصلان علاقاتهما الطيبة".
وبخصوص لقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "ليس لدينا رأي في اجتماعات الآخرين. المهم هو التركيز على متابعة مصالحنا ومصالح منطقتنا، ونحن على تواصل مع أصدقائنا الروس بشأن القضايا المدرَجة على جدول أعمال علاقاتنا الثنائية ومشاوراتنا متعدِّدة الأطراف، بما في ذلك القضية النووية".
من جهة أخرى، نبّه بقائي إلى أنّ "استخدام أوروبا ما تُسمّى "آلية الزناد" (آلية لإعادة فرض عقوبات من مجلس الأمن على إيران) كتهديد للضغط على إيران لن يسفر عن نتائج"، مشدّدًا على أنّه "إذا أرادت أوروبا أنْ تلعب دورًا بناءً وفعّالًا وموثوقًا به في عملية المفاوضات النووية، فعليها مراجعة نهجها".