فلسطين

وحدة سرية صهيونية تعمل لتبرير استهداف الصحافيين الفلسطينيين وقتلهم
ترتكز الوحدة إلى الخطة التالية: "هناك على الفور جهود للعثور على صحافي واحد قد لا يكون بريئًا تمامًا، كما لو أنَّ ذلك يجعل قتل الـ20 الآخرين "مقبولًا"".
كشف تحقيق أجرته مجلة "+972" وموقع "لوكال كول" الصهيونيَّان عن تشغيل ""الجيش" الإسرائيلي"" وحدة خاصة سرية في الاستخبارات العسكرية تُعرف باسم "خلية إضفاء الشرعية"، مهمّتها جمع معلومات من قطاع غزة بهدف تحسين صورة "إسرائيل" دوليًّا، وتبرير استهداف الصحافيين الفلسطينيين وقتلهم.
ونقلت المجلة عن ثلاثة مصادر استخباراتية صهيونية قولها، إنّ "الوحدة أُنشئت بعد 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، وهدفها تشويه صورة (حركة) حماس، وأُسندت إليها أيضًا مهمة تحديد هوية الصحافيين في غزة الذين يمكن تصويرهم على أنّهم عناصر سرّيون لحماس، بهدف تهدئة الغضب الدولي على مقتلهم، وآخرهم أنس الشريف الذي قُتل في غارة "إسرائيلية" الأسبوع الماضي".
وفي حين أكد أحد المصادر الثلاثة أنّ "دافع عمل هذه الوحدة لم يكن أمنيًّا بل دعائيًّا"، أوضح أنّه "إذا كانت وسائل الإعلام العالمية تتحدّث عن قيام "إسرائيل" بقتل صحافيين أبرياء، فهناك على الفور جهود للعثور على صحافي واحد قد لا يكون بريئًا تمامًا، كما لو أنَّ ذلك يجعل قتل الـ20 الآخرين "مقبولًا"".
وتحدث مصدر آخر للمجلة نفسها عن أنّ "القيادة السياسية "الإسرائيلية" كانت تملي على "الجيش" مجالات العمل الاستخباراتي التي يجب أنْ تركّز عليها الوحدة"، كاشفًا عن أنّ "المعلومات التي تجمعها الوحدة كانت تُنقل بانتظام إلى الولايات المتحدة عبر قنوات مباشرة".
وبحسب مصدرين أورد التحقيق حديثَيهما، "قامت الوحدة بتحريف معلومات استخبارية لتصوير صحافي على أنّه عضو في الجناح العسكري لحماس، قبل أنْ يتضح لاحقًا أنّه ليس كذلك".
كما ذكرت المجلة أنّ "الوثائق التي نشرها "الجيش" بشأن أنس الشريف، والتي لم يتمّ التحقّق منها بشكل مستقل، أظهرت أنّه انخرط في حماس بين عامَيْ 2013 و2017، ما يعني أنّه لم يكن مشاركًا في الحرب الحالية حتى لو صحَّت المزاعم".
وفي حالة الصحافي إسماعيل الغول الذي استُشهد في غزة خلال تموز/يوليو 2024، زعم "الجيش" أنّه "عنصر من حماس استنادًا إلى وثيقة من عام 2021 تزعم منحه رتبة عسكرية، في عام 2007، حين كان في العاشرة من عمره".
وكشف التحقيق عن أنّ "الهدف من هذه العمليات هو إطالة أمد الحرب عبر تعزيز ما يُسمَّى "الشرعية الدولية" للعمليات العسكرية وضمان استمرار الدعم الأميركي، بما في ذلك إمدادات السلاح"، في إطار حرب إعلامية يقوم بها الاحتلال موازية للمعركة الميدانية.
وذكَرت المجلة أنّه "بعد نشر التحقيق، أكدت مصادر أمنية رسمية أنّ الغاية كانت تشويه سمعة الصحافيين الذين يغطُّون الحرب على شبكات البثّ".
ومنذ 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، كثّف الاحتلال من استهدافه الصحافيين في غزة، ممّا أدّى إلى استشهاد أكثر من 238 صحافيًّا وعاملًا إعلاميًّا في القطاع، وأُصيب المئات بجراح، وتَعرَّض آخرون للاعتقال والاختفاء القسري، فيما تشير تقديرات إلى أنّ حصيلة الشهداء قد تصل إلى 270، في أعلى مُعدَّل منذ بدء "لجنة حماية الصحافيين" الدولية جمع بياناتها في عام 1992.