لبنان

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فيّاض، أنّ المرحلة التي يمر بها لبنان اليوم، هي مرحلة حرجة وخطيرة ومعقّدة، ينظر إليها اللبنانيون بكثير من القلق، مشددًا على أنّ السبب في ذلك يعود إلى حجم الاستهدافات التي يتعرض لها لبنان بإدارة أميركية - "إسرائيلية"، وبالتعاون مع قوى أخرى تبذل كلّ إمكاناتها وقدراتها للضغط في الاتّجاه نفسه.
وخلال الاحتفال التأبيني الذي أقيم لفقيد الجهاد والمقاومة الحاج محمد مدلج في مجمع الإمام المجتبى (ع) في السان تيريز، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وجمع من الأهالي، رأى فيّاض أنّ ما زاد الوضع سوءًا هو سياسات السلطة اللبنانية وقراراتها في موضوع حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة، والتي اتّخذت بخلفية استهداف المقاومة وسلاحها، أي بما يخدم عمليًا المشروع الأميركي - "الإسرائيلي".
وأوضج فيّاض أنّ السلطة اللبنانية ارتكبت خطأ جسيمًا، وأوقعت البلد في حالة أكثر خطورة وتعقيدًا، عندما تراجعت عن أولوية الانسحاب "الإسرائيلي" ووقف الأعمال العدائية، علمًا أنّ هذا المطلب هو حق للبنان بحسب القرار 1701 وتفاهم وقف إطلاق النار. وأضاف: "هذا الشرط هو الضمانة الأساسية والجوهرية في ظل غياب أي ضمانات أخرى وانهيار مصداقية التعهدات الدولية".
وأشار إلى أنّ قرارات الحكومة اللبنانية كشفت لبنان وجعلته يقف في العراء، ونسفت الأساس الذي يستند إليه الموقف التفاوضي اللبناني، قائلًا: "إستراتيجية التفاوض للسلطة اللبنانية باتت فارغة وهزيلة، وقدمت أداءً غبيًا عندما رمت أوراقها بالمجان ودون أي مقابل، سوى الوعود الفارغة والرهانات البائسة، وبالمحصلة، أراحت قرارات الحكومة "الإسرائيلي" ووسّعت هامش ذرائعه لتصعيد الاعتداءات والاغتيالات اليومية"، مؤكدًا أنّ هذا يعني عمليًا إعطاء شرعية للاحتلال بقرارات لبنانية وإلى أمدٍ غير معلوم.
وشدد فيّاض على أنّ العدوّ "الإسرائيلي" لا يُظهر أي استعداد للانسحاب أو لوقف الأعمال العدائية لا راهنًا ولا مستقبلًا، بل يتحدث مسؤولوه عن المناطق التي دخلوا إليها في جنوب لبنان وجنوب سورية كـ"أحزمة أمنية" غير مستعدين للتخلي عنها. وأضاف: "حديث نتنياهو عن "إسرائيل" الكبرى يضع لبنان، كما باقي دول المنطقة، أمام تحديات خطيرة للغاية، ويقلب المعادلات رأسًا على عقب".
ولفت إلى أنّ العدوّ يعلن صراحةً أنه يريد أن يجعل من لبنان وفلسطين وسورية ومناطق أخرى مسرحًا دائمًا لعملياته الأمنية تحت عنوان "إزالة تهديد محتمل"، وهي ذريعة فضفاضة تتجاوز أي حدود أو ضوابط، وتحوّل حياة شعوب المنطقة إلى جحيم دائم.
وختم فيّاض مؤكدًا أنّه ليس أمام اللبنانيين سوى التمسك بأولوية الانسحاب "الإسرائيلي" وإيقاف الاعتداءات، وعدم التفريط بحق الدفاع عن النفس، لافتًا إلى أنّ حزب الله حرص منذ تفاهم وقف إطلاق النار على تقديم أداء مرن وإيجابي، آخذًا بالاعتبار خصوصية الوضع اللبناني وضروراته، ومفسحًا المجال أمام السلطة اللبنانية لتكون في موقع المعالجة، إلا أنّ هذه السلطة اختارت الرضوخ لمسار الإملاءات الخارجية والإذعان للشروط "الإسرائيلية"، وهو مسار مكلف وخطير على المستويات كافة.