اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي "غلوبس": "اسرائيل" تدفع ثمنًا مضاعفًا على جهلها باليمن

مقالات

سلاح المقاومة دونه معركةٌ كربلائيةٌ
مقالات

سلاح المقاومة دونه معركةٌ كربلائيةٌ

90

" سلاح المقاومة دونه معركة كربلائية"، هذا ما صرح به أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير بمناسبة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام.  أطرافٌ دولية وعربية تعتقد أن الفرصة سانحة للقضاء على المقاومة في لبنان ليس فقط عسكريًا، إنما سياسيًا أيضًا. وهذا ما يفسر الضغط الكبير الذي مورس على السلطة السياسية في لبنان لإدراج بند حصر السلاح بيد الدولة وبمهلة زمنية أقصاها نهاية العام الحالي وإقراره وإقرار ورقة مبعوث الإدارة الأميركية السيد توم براك. وتم تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة للتنفيذ بمهلة أقصاها نهاية الشهر الحالي. 

أمين عام حزب الله خرج ليقول للسلطة السياسية أنتم تجرون البلد إلى الفتنة لأنكم خالفتم ما ورد في خطاب القسم وفي البيان الوزاري اللذين أكدا على واجبات الحكومة وضع إستراتيجية أمن وطني من ضمنها إستراتيجية دفاعية للدفاع عن الوطن ولتحرير أرضه، فإذا بكم تقررون نزع سلاح المقاومة دون وضع إستراتيجية دفاعية وبقرار غير ميثاقي بغياب مكون أساسي من مكونات مجلس الوزراء. 

أُطلِقت الأبواقُ تتهم أمين عام حزب الله بأنه يهدّد بالحرب الأهلية وأنه يريد ان يقايض سلاح المقاومة بالسلم الاهلي. 

أولًا، من هدّد ولا زال يهدّد بالحرب الأهلية ومنذ سنوات ودون خجل، هو من أعلن أنه أصبح لديه ١٥ ألف مقاتل لمواجهة حزب الله، والذي في حينه خرج أمين عام حزب الله السابق الشهيد حسن نصر الله وقال له إن المقاومة لديها ١٠٠ ألف مقاتل و(قعدوا عاقلين وتأدبوا). وما التذكير بهذه المقولة من الشهيد إلا لإثبات أنه منذ ذلك التاريخ وهذا الفريق يهدّد بالحرب الأهلية. 

ثانيًا، إن أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم لم يهدّد بالحرب الأهلية، إنما كان يحذر من الفتنة وكان يُحَمِّل مسؤولية ما سينتج عن هذا القرار من تداعيات للحكومة لأنها لم تدرسه جيدًا وخضعت لإملاءات الخارج. 

من الواضح أن هناك من يعمل في الخارج على جر لبنان إلى حربٍ أهلية مع تطمينات أن "إسرائيل" ستتدخل على غرار ما حصل في السويداء في سورية وأن هناك مسعىً غربيًّا لجعل النازح السوري في لبنان وقودًا لهذه الحرب. 

المخاطر كبيرة والغيوم السوداء ملبدة في سماء لبنان والوضع السياسي والأمني معقّد جدًا وكرة النار أُلقيت بين يدي قائد الجيش اللبناني. 

لدينا حكومة اتّخذت قرارًا بحصر السلاح بيد الدولة بما فيه سلاح المقاومة وبمهلة أقصاها نهاية العام الجاري. 
وفي المقابل لدينا مقاومة تعتبر أن هذا القرار كأنه لم يكن وستقاتل قتالًا كربلائيًا لحماية هذا السلاح. 

 كما لدينا جيشٌ وطنيٌ تم تكليفه بتنفيذ هذا القرار. 

فهل سنصل إلى مواجهة بين الجيش اللبناني والمقاومة؟ 

فريقٌ لبناني يريد توريط فخامة رئيس الجمهورية وقائد الجيش بجعل الجيش اللبناني بمواجهة المقاومة وجمهورها، وهذا الفريق رغم علمه بتداعيات هكذا أمر، فهو اتخذ من نفسه حصان طروادة أمام مشغليه الخارجيين القريبين والبعيدين لدفع لبنان إلى حربٍ أهلية. 

هذا الفريق لم يتعلم من الحرب الأهلية وما قام به من إجرام ومجازر، بل يصف المقاومة بالميليشيا الإرهابية، بينما إرهابه لا زال مزروعًا في الذاكرة وآثاره لا زالت على جدران العاصمة بيروت حتّى يومنا هذا. 

اتصالات مكثفة بين دولة الرئيس نبيه بري والأطراف السياسية وقائد الجيش لتجنيب لبنان هذه الكأس المرة. 

كل هذا في ظل تصريح نتنياهو الأخير عن مشروعه "الحلم الإلهي" (إسرائيل الكبرى)، بينما لا يزال فرقاء في لبنان في حالة إنكار يردّدون أن ليس لـ"إسرائيل" أي أطماع في لبنان، بينما لبنان هو من اعتدى عليها، وذلك لتبرير كيدي منهم لاستمرار "إسرائيل" باعتدائها علينا. 

لم يمر في التاريخ أن يكون وطن فيه فئة من الشعب تبرر لعدو، اعتداءاته على وطنهم لا بل يطالبون هذا العدوّ بالقضاء على شريكهم في الوطن. 

أيام حاسمة من الآن وحتّى نهاية الشهر الحالي لحين تقديم قائد الجيش خطة تنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة، تتخللها زيارة للسيد براك ترافقه السيدة مرجانة إلى لبنان ليجولا على الرؤساء الثلاثة قادمين بتعليمات صارمة لتنفيذ قرار الحكومة ضمن المهلة المحدّدة. 

أيام قليلة وتتضح الصورة، إلى أين يتّجه لبنان... إلى الفوضى العارمة أم إلى التعقل ومراجعة الحسابات.

الكلمات المفتاحية
مشاركة