عين على العدو

شهدت الأسابيع الماضية تصعيدًا ملحوظًا في مواقف هولندا ضد "إسرائيل"، على خلفية استمرار عدوانها على غزة، ومنعها دخول المساعدات للقطاع، بينما أدرجت الوكالة الوطنية للأمن في هولندا، "إسرائيل" لأول مرة على قائمة "الدول" التي تشكل تهديدًا أمنيًا للبلاد.
وفي هذا السياق، لم يسمح منظّمو المعرض العسكري الهولندي الكبير "NEDS" هذا العام لشركات أمنية "إسرائيلية" بالمشاركة، على خلفية الحرب في غزة، وفقًا لموقع "غلوبس الإسرائيلي"، الذي أكد أن "المعرض يقام سنويًا، وشاركت فيه بشكل ثابت في السنوات الأخيرة أكبر الشركات الأمنية "الإسرائيلية"، من بينها الصناعات الجوية، "إلبيت" و"رفائيل"".
وقال: "مع ذلك، في المعرض القريب الذي سيُقام في تشرين الثاني/نوفمبر 2025، مُنعت مشاركة شركات "إسرائيلية"، وذلك بحسب رسالة أُرسلت من قِبل المنظمين في الأيام الأخيرة".
ولفت الموقع إلى أن حكومة هولندا غيّرت سياستها تجاه "إسرائيل" في الأشهر الأخيرة، وتقود خطوة تهدف إلى فرض عقوبات اقتصادية وتجارية على "إسرائيل"، قائلًا إن "وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب أعلن في أيار/مايو الماضي عن دعم مفاجئ لفحص قانوني لاتفاقية الشراكة مع "إسرائيل" -التي تُعتبر الأساس للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي - بينما وجد الفحص "مؤشرات" على أن "إسرائيل" تخرق القانون الدولي، وبالتالي لا تلتزم بالاتفاقية".
وأضاف: "منذ ذلك الحين، تحاول هولندا دفع العقوبات على "إسرائيل" على هذا الأساس، بما في ذلك تعليق مشاركة شركات "إسرائيلية" في "هورايزن أوروبا" البحثي (برنامج يهدف لرفع مستويات الإنفاق على العلوم في الاتحاد الأوروبي)، وأيضًا تقليص علاقات التجارة".
وأكد أن "هولندا نفسها أوقفت تصدير السلاح إلى "إسرائيل" منذ عدة أشهر بعد بداية الحرب في غزة، بعد هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وذلك عقب حكم قضائي في الموضوع، لكنها ما زالت تواصل تزويد "إسرائيل" بشكل غير مباشر بقطع وقطع غيار لمقاتلة "F-35"، عبر دول ثالثة".
وأشار إلى أن الحديث يدور عن خطوة إضافية تحدّ من جهود التسويق والحضور للصناعات الأمنية "الإسرائيلية" في أوروبا، بعد أن مُنعت بعض الشركات "الإسرائيلية" من العرض في أجنحة في معرض السلاح الفرنسي "Eurosatory" قرب باريس، في حزيران/يونيو الماضي.
ونقل الموقع عن الدكتور رون تومر، رئيس اتحاد الصناعيين في كيان العدو، قوله إن "إقصاء شركات أمنية "إسرائيلية" من معارض دولية هو خطوة مقلقة، تزعزع مكانة وشرعية "إسرائيل"، ولا يجوز القبول بذلك، ونحن نخشى جدًا من تأثير العدوى، حيث دولة ثانية الآن تقاطع (بعد فرنسا)، وهناك مؤشرات أنه ستكون هناك أخرى".