اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي ليبرمان: وقف الحرب يهدد ائتلاف نتنياهو

خاص العهد

التاريخ لا ينسى.. الدور الاستشاري لنواف سلام في اتفاق 17 أيار
خاص العهد

التاريخ لا ينسى.. الدور الاستشاري لنواف سلام في اتفاق 17 أيار

162

قبل أكثر من أربعة عقود، كان نواف سلام اسمًا في "الظلّ" ضمن وفد لبناني فاوض العدوّ "الإسرائيلي" برعاية أميركية على ما عُرف باتفاق 17 أيار عام 1983، ذلك الاتفاق المذلّ الذي كاد يُدخل لبنان في عصر وصاية الاحتلال، لولا أن أسقطته إرادة وطنية صلبة لم تذعن لكلّ الضغوطات.

على الرغم من أنّ اتفاق 17 أيار لم يُنفّذ قط، إلا أنّه ما زال وصمة عار في التاريخ السياسي اللبناني. وبينما تتصدّر اتفاقيتا "كامب ديفيد" و"أوسلو" مشهد اتفاقيات الذلّ الموقعة مع العدوّ الصهيوني، يُطوى اتفاق "17 أيار" في الكواليس، لا لأنّه أقلّ خطورة، بل لأنه كان أفشلها.

الاتفاق وصفه المؤرخ الكندي نيل كابلان في كتابه "مفاوضات السلام العربيةالإسرائيلية" الصادر عام 1997، بأنّه كان "فشلًا ذريعًا"، وهو كذلك فعلًا.

اليوم، يعود نواف سلام إلى الواجهة، هذه المرة ليس كـ"مستشار"، بل كرئيس لحكومة تُتهم علنًا بالسير على خطى ذلك المشروع المشؤوم، تحت عناوين "السيادة" و"نزع سلاح المقاومة". ولأنّ التاريخ يحفظ جيدًا أدوار كلّ شخصية في تلك المفاوضات، يُسجّل كيف أن الرجل الذي كان شريكًا في تحضير اتفاق "التطبيع"، يستكمل اليوم -بغطاء دولي وسعودي واضح- محاولة فرض واقع جديد في لبنان، قوامه ضرب المقاومة وسحب سلاحها وتسليم تام لشروط "إسرائيل" بالحرب والسياسة.

نواف سلام يكرّر تجربته في تفاوض 17 أيار

مؤسّس حركة الشعب النائب السابق نجاح واكيم، وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، أكد أنّ نواف سلام كان جزءًا من الفريق الذي أعدّ ذلك الاتفاق المشؤوم، اتفاق 17 أيار، إذ شارك ضمن الوفد اللبناني بصفة "المستشار" الأكثر سوءًا للمفاوض الرئيسي آنذاك أنطوان فتال، مضيفًا أنّ الوفد اللبناني كان شكليًا وأقرب إلى أن يكون وفدًا أميركيًا بالكامل، يخضع للتوجيهات الآتية من فيليب حبيب، المبعوث الأميركي الشهير آنذاك، كما توم برّاك اليوم.

وشدّد واكيم على أنّ الحكومة الحالية، برئاسة نواف سلام، ليست سوى أداة تنفيذ للقرار الأميركي - "الإسرائيلي"، تُستخدم اليوم كـ"مخلب قط" وكأداة ضغط لتهديد السلم الأهلي ودفع لبنان نحو فتنة دموية وجرّه إلى حرب أهلية، في محاولة مكشوفة لاستكمال ما فشلوا في تمريره عام 1983.

ورأى واكيم أنّ ما يُخطط له الآن هو نسخة محدثة من 17 أيار، غير أنّ الفارق الجوهري اليوم يتمثل في وجود مقاومة قوية وراسخة، وقادرة على إحباط أي مشروع مشابه، خلافًا لما كان عليه الوضع في مطلع الثمانينيات، مؤكدًا أنّ أميركا و"إسرائيل" عاجزتان عن نزع سلاح المقاومة.

سلام.. أكثر من مستشار 

بدوره، كشف الكاتب السياسي في صحيفة النهار إبراهيم بيرم لـ"العهد"، معطيات لافتة عن الدور الذي لعبه سلام خلال مفاوضات اتفاق "17 أيار" عام 1983، الذي لم يقتصر أمره على كونه "مستشارًا" قانونيًّا عابرًا، بل تعدّاه ليكون جزءًا من فريق استشاري شاب تمّ التعويل عليه لتركيب معادلة سياسية تُنهي مرحلة الصراع مع العدوّ "الإسرائيلي" وتفتح الباب أمام "لبنان مختلف".

وأكد بيرم أنّ سلام كان إلى جانب أنطوان فتال، ضمن مجموعة مستشارين جرى إعدادهم وإحضارهم، للمساهمة في إنتاج تسوية مشبوهة تطوي صفحة المقاومة وتُطبّع العلاقة مع العدو، في انسجام تام مع السياق الأميركي آنذاك. 

وعلى الرغم من أنّ الاتفاق سقط بفعل الضغط الشعبي والوطني، يرى بيرم أنّ ما يجري اليوم محاولة "كربونية" لاستنساخ ذلك المسار، إذ تتحرك قوى داخلية وخارجية في محاولة لرسم خارطة جديدة للبنان، عنوانها الظاهري "إصلاح" و"سيادة"، وحقيقتها تفكيك عناصر القوّة الوطنية وفي مقدمتها المقاومة، وهو المشروع نفسه الذي حمله سلام بالأمس.. ويحمله اليوم.

الكلمات المفتاحية
مشاركة