لبنان

استثمرت وسائل إعلام لبنانية وجهات عدّة، الخميس 21 آب/أغسطس 2025، ما حصل في مخيم برج البراجنة اليوم بالترويج على أنّه بداية لعملية تسليم السلاح الفلسطيني في المخيمات، على الرغم من تأكيد مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني صبحي أبو عرب، على أنّ السلاح الذي سيسلّم للجيش اللبناني ليس سلاح الفصائل، بل هو سلاح "غير شرعي" أُدخل في الساعات الـ48 الماضية إلى المخيم، في حين أكّدت الفصائل الفلسطينية في لبنان، في بيان، أنّ "سلاحنا باقٍ ما بقي الاحتلال جاثمًا على أرض فلسطين".
وفي ظهور إعلامي مباشر على الهواء لمسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في المخيمات، أصرّت مراسلة قناة الجديد على إظهار ما يحصل بأنّه عملية تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية من خلال معاودة السؤال في هذا الاتجاه وفرض هذه الرواية، وهو ما كرّرته وسائل إعلامية أخرى في محاولة لتضخيم الصورة وتسويقها خارجيًا كخطوة تقدّم على صعيد ضبط السلاح الفلسطيني، وذلك ضمن توجهات لإرضاء الجانب الأميركي وإظهار التزام الدولة أمام الخارج بهذا الملف.
والجدير بالذكر، أنّ السلاح الذي تم العمل على تسليمه في مخيم برج البراجنة للجيش اللبناني، تبيّن أنه أُدخل حديثًا بشكل غير شرعي من قبل المدعو شادي الفار، الذي تم توقيفه يوم أمس من قبل مخابرات الجيش في فندق فينيسيا- بيروت.
وفي تصريحه عبر قناة الجديد، شدد مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في المخيمات على أنّ "هذا ليس سلاحنا، بل هو سلاح دخل إلى مخيم برج البراجنة بطريقة غير شرعية، وقد تم ضبطه من قبل قوات الأمن الوطني الفلسطيني"، مضيفًا: "الدولة طلبت تسليم هذا السلاح لأنه غير شرعي، وكان هناك تنيسق بيننا وبين الدولة منذ أن استولينا على هذا السلاح غير الشرعي والذي دخل منذ 48 ساعة".
وتوجه للبنانيين بالقول: "اطمئنوا، فنحن والشعب اللبناني واحد، ونحن والدولة اللبنانية نسعى لكي يكون الأمن مستقرًا في جميع المخيمات الفلسطينية".
وجدد التوضيح أنّ السلاح الذي دخل إلى المخيم عبر التهريب تم ضبطه وتوقيف الفاعلين، مشيرًا إلى أنّ الدولة اللبنانية ستتواجد لمتابعة الملف، كما أكّد ردًا على سؤال حول مصير سلاح الفصائل الفلسطينية في لبنان: "نحن مع أي قرار تتخذه القيادة العليا".
وفي السياق، أصدرت الفصائل الفلسطينية في لبنان بيانًا، أشارت فيه إلى أنّ "بعض الجهات الإعلامية تداولت أخبارًا عن نوايا لتسليم السلاح داخل المخيمات الفلسطينية، وخاصة في مخيم برج البراجنة. يهمّنا نحن الفصائل الفلسطينية في لبنان أن نؤكد بشكل قاطع أنّ هذه الأخبار عارية تمامًا عن الصحة ولا تمتّ إلى الواقع بصلة".
وقالت إنّ "ما يجري داخل مخيم برج البراجنة هو شأن تنظيمي داخلي يخصّ حركة فتح، ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بمسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات".
وأضافت: "نحن الفصائل الفلسطينية في لبنان، إذ نؤكد حرصنا الدائم على أمن واستقرار مخيماتنا وجوارها، فإننا نعيد التشديد على التزامنا الكامل بالقوانين اللبنانية واحترامنا لسيادة الدولة ومؤسساتها، مع الحرص على تعزيز العلاقات الأخوية بين شعبنا الفلسطيني وأهلنا في لبنان".
وأكّدت الفصائل أنّ "سلاحنا لم ولن يكون إلا سلاحًا مرتبطًا بحق العودة وبالقضية الفلسطينية العادلة، وهو باقٍ ما بقي الاحتلال جاثمًا على أرض فلسطين، ولن يُستخدم إلا في إطار مواجهة العدو الصهيوني حتى يتحقق لشعبنا حقه في العودة والحرية وإقامة دولته المستقلة على أرضه".