عين على العدو

رأى الرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال الصهيوني اللواء احتياط "إسرائيل زيف" في تقرير نشرته القناة الـ12 الصهيونية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو "وقع في فوضى كبيرة صنعها بيده". وقال: "نحن في حالة لا يفهم فيها أحد ما تريده "إسرائيل" حقًا، أو بالأحرى ما يريده رئيس الوزراء.. الخوف الأكبر هو أنه هو نفسه غير متأكد تمامًا مما سيفعله، على الرغم من أن اللحظة التي حاربنا من أجلها لما يقارب السنتين قد وصلت الآن، والشروط لاتفاق ناضجة تمامًا".
أضاف: "الفترة الطويلة من تمديد الحرب من أجل التمديد، بما في ذلك "عربات جدعون" التي تتحول الآن من عملية واحدة إلى سلسلة عمليات وتنضم إلى كلّ الصفقات التي فشلت على الطريق، مع إلقاء اللوم على حماس، انتهت باستجابة مفاجئة من حماس لصفقة جزئية طالما طالب بها نتنياهو لأكثر من عام. استجابة حماس أثارت ذعره، وليس هناك طريقة للهرب إلا من خلال التحول إلى صفقة كاملة، والتي وضع عليها شروطًا مستحيلة على قدرة حماس على الاستجابة، وخاصة البند الرابع الذي يترك السيطرة الأمنية على غزّة مستقبلًا بيد "إسرائيل"".
ولفت الكاتب إلى تزايد الضغط من الوزير بتسلئيل سموتريتش لمواصلة الحرب ورفض الصفقة على أعلى مستوى. ومع ذلك، يشعر نتنياهو أن الجمهور في "إسرائيل" لم يعد معه، الجيش لا يثق بالعملية، وهناك خوف كبير من انخفاض تجنيد الاحتياط، والجيش النظامي مرهق".
وتابع: "رأينا حدث خان يونس الأسبوع الماضي (عملية كتائب القسام التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال)، الذي أظهر التعب والإرهاق. الجمهور، خصوصًا الأمهات، بدأ يخرج إلى الشوارع ضدّ استمرار الحرب. نتنياهو في مأزق. لم يعد الجمهور يشتري قصص النصر والحسم، والشعار أصبح متهالكًا على الأرض".
ووفقًا لزيف فإن "المخرج الوحيد لنتنياهو من الفخ الذي وضعته "دولة" بأكملها هو الرئيس ترامب، الشخص الوحيد الذي لا يزال يدعمه ولكنه أيضًا يفقد صبره بسبب غياب أي إنجاز من طرف نتنياهو — لا إعادة للأسرى ولا حسم. يعرف نتنياهو أن وقته محدود نسبيًا، ويحتاج إلى إجراءات مناورة قصيرة تمنحه ربما مخرجًا أفضل للانتخابات".
وخلص الكاتب إلى أن "الإستراتيجية الوحيدة لرئيس الوزراء هي شراء الوقت من أجل بقاء حكمه. حتّى شهر أو أسابيع يساوي كلّ الثمن. يتجاهل تمامًا إرهاق عناصر الاحتياط، وإرهاق الجنود النظاميين، واستياء معظم الجمهور من الوضع الصعب. هذا ليس مهمًا حقًا بالنسبة له. السؤال يعود بشكل كبير إلى الجمهور: هل هو مستعد لمواصلة المناورات السياسية لرئيس الوزراء على ظهره، واستمرار الأكاذيب والوعود الفارغة؟ إذا لم يكن كذلك، فقد حان الوقت للجمهور ليقول كلمته بوضوح".