خاص العهد

منذ أن باشرت الحكومة اللبنانية مهامها في شهر شباط/فبراير 2025، لم نلحظ أي جهد لها في فرض سيادة الدولة على كامل أراضيها المُنتهكة يوميًّا من الاحتلال "الإسرائيلي"، بل أكثر من ذلك، رضخت لضغوطات الخارج، وطلبت من الجيش اللبناني إعداد خطة لسحب السلاح الذي يشكّل تهديدًا للعدو، وأملًا في تحرير الأرض والأسرى، ودون أي ضمانة من مفاوض أميركي غير نزيه يمارس وصاية ويُملي قرارات لصالح العدو الغاشم.
وأمام هذا الواقع، رأى رئيس حزب التيار العربي شاكر البرجاوي في حديثٍ لموقع العهد الإخباري أنَّ هذا العهد بأكمله جاء بضغط أميركي عربي لتنفيذ الأجندة التي ينفذها، ولهذا لا يُتوقع منه أي إجراءات تحفظ سيادة لبنان، مؤكدًا أن السلطة هي المسؤولة عن "الواقع الذي وصلنا إليه اليوم من استمرار العدوان "الإسرائيلي" على لبنان وفرض الإملاءات الخارجية".
كما لفت إلى أنَّ "المقاومة تركت مجالًا للدبلوماسية وللسلطة اللبنانية"، وأضاف: "تجاوبنا حتى لا يقال؛ نحن من يعطل، ولكن وصلنا إلى مكان استنفدت الحكومة كل الفرص، وعجزت عن تقديم أي إنجاز، واليوم صار دورها، تآمري، وعليها أن لا تتوقع منا أن نكمل بالطريقة التي مرَّرنا بها المرحلة الماضية".
وشدَّد البرجاوي على أنَّ "على العهد أن يرى مصلحة البلد أين، وليس مصلحة الأميركي و"الإسرائيلي"؛ لأنه سيرحل معهما"، مشيرًا إلى أنَّ "المطلوب اليوم تغليب مصلحة لبنان، وأن نكون سياديين لبنانيين، وأن نتمسك بعوامل القوة التي بين يدينا، وأن لا نرميها مقابل وعود"، وأوضح أنَّ "ما نراه اليوم هو تعالٍ أميركي علينا بشكل غير طبيعي؛ علمًا أن الأمور ليست بهذا الشكل الذي يُسوّق له على صعيد موازين القوى".
وذكر أنّه "في العام 1984 أُخرج الحلف الأطلسي كله، والعدو "الإسرائيلي" وصل عام 1982 إلى بيروت وأخرجناه"، مضيفًا: "من غير المقبول أن يهوّل أحدٌ علينا، فنحن أصحاب حق"، وطالب الحكومة بالعودة لوطنيتها على الرغم من شكّه بذلك، مردفًا: "خلال الأشهر المتبقية للحكومة قبل الانتخابات لن نكون شهود زورٍ على قراراتها".
كما أكَّد البرجاوي أنه "على الرغم من كل ما حصل، فإن المقاومة جاهزة للدفاع عن الوطن إلى جانب الجيش وكل الشرفاء اللبنانيين"، وختم قائلًا: "لن نقبل بما يرتضيه بعضهم من خنوع ورضوخ للأميركي، واسستسلام للعدو "الإسرائيلي" وقبول استباحته لأجوائنا وبرنا وبحرنا".