اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي رئيسة سلوفينيا: العالم حاكَم مرتكبي مجزرة سربرنيتسا لكن نجد مدافعين عن الإبادة في غزة

لبنان

وقفة تضامنية من وسط بيروت مع الإعلاميين الفلسطينيين في غزة
لبنان

وقفة تضامنية من وسط بيروت مع الإعلاميين الفلسطينيين في غزة

32

نظّم عدد من الصحافيين والناشطين اللبنانيين والفلسطينيين، الاثنين 1 أيلول/سبتمبر 2025، أمام نصب الشهداء في وسط بيروت، وقفة تضامنية مع الإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة، رفضًا للقمع "الإسرائيلي" ضد المؤسسات الإعلامية، تحت شعار "لن يهزم الاحتلال نور الحقيقة"، بمشاركة نقيبَي الصحافة عوني الكعكي والمحررين جوزيف القصيفي، وعدد من الإعلاميين والصحافيين من المؤسسات الإعلامية اللبنانية والفلسطينية.

وحمل المشاركون الأعلام اللبنانية والفلسطينية، ورُفعت صورتان كبيرتان لشهيدَي قناة الميادين فرح عمر وربيع معماري، وصور شهداء الصحافة في لبنان وغزة، إلى جانب رايتين باللغتين العربية والإنكليزية كتب عليهما: "قتل الصحافيين الفلسطينيين جريمة حرب تستوجب الملاحقة الدولية".

كما تم وضع كاميرتَي فيديو وعدد من الميكروفونات وخوذة مكتوب عليها كلمة "صحافة" على نقَّالة، إضافة إلى سترة صحافية واقية، كتعبير عن الاستهدافات الصهيونية التي طاولت الإعلاميين في لبنان وغزة.

بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء الصحافة في لبنان وغزة، تحدث الكعكي فقال: "يومًا بعد يوم، يزداد إيماني بالشعب الفلسطيني؛ هذا الشعب العظيم، الشعب الذي لا يُقهر. سنتان و"إسرائيل" وجبروتها، والمزودة بأحدث الأسلحة والطائرات الأميركية والمسيرات والقذائف، خصوصًا الـ"B2" التي أودت بحياة شهيد فلسطين السيّد حسن نصر الله ومعه قادة الصف الأول، وعزيمة الفلسطينيين لا تلين".

وأضاف: "عندما نتحدث عن فلسطين، لا بد أن نتذكر زميلتنا شيرين أبو عاقلة التي اغتالتها اليد "الإسرائيلية" المجرمة، وهي تعلم أنها صحافية، إذ كانت تضع على صدرها علامة PRESS بشكل واضح جدًّا".

وتابع الكعكي: "هذا الجيش المجرم الذي قتل أكثر من 70 ألف مواطن فلسطيني بدم بارد، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، وجرح أكثر من 200 ألف بريء فلسطيني، وهدم كل المدارس والمستشفيات ودوَر العبادة من كنائس ومساجد وبنى تحتية، لا يهمه أن يقتل أي صحافي أمام أنظار العالم، ولا يخشى لومة لائم".

وأكد أنّ "استهداف الصحافيين ليس صدفة، بل هو مقصود؛ لأنّ "إسرائيل" تخاف من أن يشهد العالم على صورتها المجرمة والحقيقية"، وقال: "نظن أن العالم بعد 7 أكتوبر غير العالم اليوم، إذ عمت التظاهرات في كل جامعات أميركا، والتغيير الحاصل في أكثرية بلدان العالم سببه أن العالم أصبح يدرك حقيقة إسرائيل الإجرامية، فيكفي أن دماء الشهيد يحيى السنوار، وكل شهيد، كانت الشعلة التي أيقظت قضية فلسطين بعد وضعها في الثلاجة سنوات".

وألقى القصيفي كلمة قال فيها: "مل الكلام من الكلام، وغصت الدماء بالدماء، وعصب جبين الإنسانية بالخزي والعار. فأين أنت أيتها الأمم التي لا تتحدين، إلا على التصفيق للذابحين، والتي لا تشايعين، إلا من يتقن فنون الإبادة. أين أنتم أيها العرب الذين لا يرف لكم جفن ولا يذلل دمع، ولا تستبد بكم سورة غضب وأنتم تشهدون ما تشهدون في غزة من مجازر؟".

وأضاف: ""إسرائيل" تنفذ مخططها على مرأى من العالم: تنظيف ساحة الإبادة التي تقترف من الشهود الذين يوثقون إجرامها، ومن غير الصحافيين يقوم بهذه المهمة، فحللت قتلهم وقتل عائلاتهم، وهدم منازلهم، وقصف مقارهم ومكاتبهم. وعندما لجؤوا إلى خيام في جوار المشافي، أحرقت داخلها بقصف متعمد، ولا مجال فيه للبس: قصفت خيامهم، وسياراتهم، وستراتهم التي تحمل كلمة "صحافة" بأحرف واضحة".

وتابع القصيفي: "245 شهيدًا ارتقوا في غزة حتى الساعة. وفي لبنان، ارتقى 19 والحبل على الجرار إذا لم تتوقف المذبحة الصهيونية. أيها النائمون نومة أهل الكهف، أيها الصامتون صمت ساكني القبور، أتدرون أن مجموع من قتلتهم "إسرائيل" من الصحافيين في هذه الحرب، يوازي عدد من قتل من زملائهم طوال الحرب الكونية الثانية".

وأردف: "القلم ليس مدفعًا، والعدسة ليست طائرة، والقلم ليس صاروخًا، والمذياع ليس مسيَّرة، لكنها معًا أكثر فعالية من المدفع والطائرة والصاروخ والمسيرة، لأنها تؤرخ للمرحلة الأكثر وحشية ودموية في تاريخ "إسرائيل"، وتدين نتنياهو الذي اختصر في شخصه نيرون وأتيلا وهولاكو، وأحمد باشا الجزار. إنه بلا منازع سيد هذه المرحلة المعيبة في تاريخ الإنسانية".

وختم القصيفي: "نجتمع اليوم لنصرخ ونصرخ، ونرفع الصوت عاليًا، قائلين: "يا صوتي يللي طاير، زوبع بهالضماير، خبرهم عاللي صاير بلكي بيوعى الضمير"، وسيأتي يوم، نأمل أن يكون غير بعيد، يستفيق فيه الضمير".

من جهته، قال الإعلامي الفلسطيني وليد كيلاني: "نلتقي اليوم على كلمة واحدة وموقف واحد، تضامنًا مع الزملاء الصحافيين في قطاع غزة الذين يدفعون أرواحهم ثمنًا لنقل الحقيقة. لم يشهد التاريخ البشري حربًا يُستهدف فيها شهود العيان ورواة الحقيقة، كما يفعل المحتل في غزة؛ إذ يقتل الصحافيين فقط؛ لأنهم ينقلون إلى العالم ما يرونه بأعينهم".

وأضاف: "نلتقي اليوم في هذه الفعالية التضامنية في وسط بيروت، عاصمة المقاومة وقلب لبنان النابض بالحرية والكرامة، نلتقي وقد أثقلتنا جميعا مشاهد العدوان المستمر على أهلنا في غزة، وما يرافقها من استهداف مباشر ومتكرر للصحافيين والصحافيات؛ أولئك الذين لم يحملوا سوى الكاميرا والميكروفون، وكانوا صوت الناس وعيون العالم. نقف اليوم في بيروت وقفة وفاء وتقدير لأرواح 245 صحافيًّا وإعلاميًّا استشهدوا، وهم يؤدون واجبهم المهني، حاملين الحقيقة في وجه آلة القتل والظلم".

وسأل كيلاني: "ما السلاح الذي قُتل من أجله أنس الشريف ومحمد قريقع وشرين أبو عاقله وفرح عمر وغيرهم الكثير، هذا هو... وما السلاح الذي قُتلت من أجله مريم أبو دقة ومحمد سلامة وربيع المعماري وغيرهم الكثير، هذا هو... وما السلاح الذي كان يحمله مصطفى الصواف ومحمد عفيف النابلسي والكثير الكثير غيرهم، هذا هو...".

 وقال: "نعبر عن تضامننا العميق ووقوفنا مع من لا يزالون على الأرض، يعملون بلا حماية، وينقلون إلى العالم ما يجري لحظة في لحظة، رغم الخطر وقلة الإمكانات".

وأشار كيلاني إلى أن "استهداف الصحافيين في غزة، ليس مجرد أضرار جانبية، بل هو سياسة ممنهجة لكتم الصوت الفلسطيني، ولمنع الحقيقة من الوصول إلى العالم، وهو جريمة تتطلب موقفًا موحدًا منا كإعلاميين وكمؤسسات إعلامية وكنقابات وهيئات مهنية".

ودعا "كل وسائل الإعلام الحرة في العالم إلى تصعيد الضغط من أجل حماية الصحافيين، ومحاسبة من يعتدي عليهم؛ لأن الصحافة ليست جريمة، والحقيقة لا تقتل"، مطالبًا "المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بتحمل مسؤولياتها في حماية الصحافيين، ومحاسبة كل من يتورط في استهدافهم".

وثمّن كيلاني "دور الحملة العالمية التي أطلقتها منظمة (مراسلون بلا حدود)، احتجاجًا على استهداف الاحتلال الفاشي للصحافيين الفلسطينين في غزة، ودعت وسائل الإعلام كافة إلى بث رسالة موحدة تطالب بوقف استهداف الصحافيين في غزة وتأمين وصول حر للصحافة الدولية إلى القطاع".

وقال: "أيها الزملاء، وجودكم اليوم هنا ليس مجرد حضور رمزي، بل هو موقف أخلاقي ومهني، ونحن كوسائل إعلام وصحافيين فلسطينيين نعتز ونؤمن بكم وبقدراتكم على إحداث فرق كبير، ورفع الصوت عاليًا ضد محاولات تكميم الأفواه، وإسكات العدسة، وكسر القلم".

وختم قائلًا: "نحن بدورنا نعاهدكم بأن لن يسقط الميكرفون من أيدينا"، ولن تكفَّ الكاميرا عن "نقل الحقيقة، ولن تتوقف التغطية، رغم كل الجراح والآلام، ونقولها للمحتل الغاصب بأعلى أصواتنا... مستمرون في التغطية".

الكلمات المفتاحية
مشاركة