عين على العدو

أكَّد المحرر في صحيفة "معاريف" الصهيونية، كارميت سابير فايتس، أنَّ "ما يحدث في الأسابيع الأخيرة خارج "الكنيست" يُشير إلى ما يحدث في "إسرائيل" المُنهَكة".
وأوضح فايتس، في مقالة نشرتها الصحيفة، أنّه "قَبْل بضعة أسابيع، نُصِب مخيم احتجاجي آخر، وهذه المرة من قِبَل الجنود الذين يعانون من صدمات ما بعد الحرب (على غزة)، فكانت محطتهم السابقة قسم التأهيل في "بتاح تكفا"، وبعد أنْ صُرِفوا من هناك، استقرّوا بيأسهم أمام "الكنيست"".
وقال: "لا يوجد ناطق رسمي باسم الاحتجاج، ولكنْ إذا فهمتُ الأمر بشكل صحيح، فله هدفان رئيسان: الأول هو إنقاذ المنتحر القادم. والثاني، هو الدفع نحو "تشريع" يتعلَّق بالجنود المصابين بصدمات نفسية بعد المعارك".
وأضاف: "من المعروف بالفعل، أنّ آلاف المقاتلين يطرقون أبواب قسم التأهيل الذي يعاني من انهيار مستمر، وإجراءات بطيئة، ناهيك عن أنّ كثيرين لا يتلقّون العلاج، لأنّ عدد المتخصّصين الاجتماعيين والنفسيين غير كافٍ. بالإضافة إلى ذلك، من يُعترَف به كجندي يعاني من صدمة نفسية يُصنَّف كمعوَّق من قِبل "الجيش" بنسبة 50 في المئة فقط، وليس 100 في المئة".
وأشار إلى أنّ "أعضاء "الكنيست" بالكاد يزورون هذه الخيمة، فلديهم عطلة "بالغة الأهمية" يجب أنْ يستغلّوها حتى آخرها، أمّا الحرب وكل ما عداها فلتنتظر".
وتابع قائلًا: "في مخيم الجنود المصابين بصدمات نفسية، تتحوّل الليالي إلى نهار والنهار إلى ليل، وحين تأتي نوبات الهلع أو الانهيار، فإنّها تأتي بعنف. حتى رجال الشرطة لا يرغبون كثيرًا في الدخول في مواجهة معهم، فغدًا قد يجدون أنفسهم مكانهم مرميّين، مُهمَلين، فيما الجدار الفاصل بينهم وبين مبنى "الكنيست" يزداد "سُمْكًا" يومًا بعد يوم. ومن سيعدهم بغير ذلك؟ لقد رأوا بأعينهم ما حدث لسكان هذه الخيمة".
وشبَّه فايتس الوضع بـ"معضلة قارب النجاة"، وهو "سيناريو "أخلاقي" تخيُّلي، وفي هذا السيناريو هناك سفينة تغرق، والعديد من الناجين يحاولون الصعود إلى قارب نجاة صغير، ولكنَّ المكان محدود ولا يوجد مقاعد كافية، وفي المياه هناك ناجون كثيرون آخرون يطلبون الصعود، إذا صعد الجميع، سيغرق القارب ويموت الجميع، وإذا صعد فقط بعضهم، فمن؟"، وفق تعبيره.
وواصل قوله: "كما في معضلة قارب النجاة، يُطرَح عندنا أيضًا السؤال نفسه: من يبقى ليغرق ومن يُسمح له بالصعود؟ والإجابة تتكرَّر بالطريقة نفسها: الحكومة تختار أنْ تترك الضعفاء في الماء، وتضيف إليهم المزيد من المجموعات. واليوم، ينضمّ إلى هؤلاء: الجنود المصابون بصدمات نفسية، والمُعوَّقون، والجرحى، وعائلات القتلى، وعائلات الأسرى، وكبار السن، والمرضى، والنازحون، وعائلات الاحتياط، والطلاب، وسكان المناطق النائية".
وتساءل الكاتب: "من بقي على القارب؟"، معتبرًا أنّ "الجواب واضح"، وهو "إلى أنْ يبدأوا برمي بعضهم بعضًا في الماء"، بحسب فايتس.
ورجّح فايتس، في ختام مقالته، أنَّ "الأمر مسألة وقت فقط"، فـ"ليس هنا حقًّا معضلة "أخلاقية"، بل يحتاج الأمر إلى أخلاق، حتى ولو كانت بسيطة. فقط علينا أنْ نصمد في الوقت الحالي"، برأي الكاتب.