خاص العهد

في أجواء أسبوع الوحدة الإسلامية وذكرى ولادة الرسول الأكرم محمد (ص)، أكد رئيس مجلس الأمناء في تجمع علماء المسلمين في لبنان؛ الشيخ غازي حنينة في حديث لموقع العهد الإخباري، أنّ المناسبة المباركة تحمل رسائل عميقة بضرورة توحيد صفوف الأمة وتجديد الالتزام برسالة الرسول الأعظم (ص) الذي أرسله الله "رحمة للعالمين".
الرسول رحمة للعالمين وأساس الوحدة
استهلَّ الشيخ حنينة حديثه بتوجيه التهنئة للأمة الإسلامية، مؤكدًا أنّ رسول الله (ص) جاء برسالة جامعة للإنسانية كلها، وقال إن: "تعاليم الإسلام التي غرسها الرسول الأكرم "ص" فينا تقوم على اليقين والعقيدة الصحيحة، وتؤكد أننا أمة واحدة".
وأشار إلى أن العدو يسعى دائمًا لإثارة الفتن الداخلية وتمزيق الصفوف، مستغلًا بعض الثغرات الفكرية عند من انحرفوا عن جادة الصواب، لكنه شدّد على أنّ الطريق الذي رسمه الرسول (ص) هو طريق مستقيم قوامه البصيرة والوحدة.
المقاومة جسَّدت وحدة الأمة
وانتقل الشيخ حنينة للحديث عن الواقع الراهن، معتبرًا أنّ معارك المقاومة، لا سيما معركة "طوفان الأقصى"، عكست وحدة الأمة عمليًّا. وقال: "رأينا كيف التقت قوى المقاومة من فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران في مواجهة واحدة مع العدو الصهيوني، وكيف تحولت معارك الإسناد والتضامن إلى نموذج حي لوحدة الأمة في الميدان".
وأضاف: "لقد عجز هذا العدو طوال ما يقارب العامين، رغم تفوقه العسكري والتكنولوجي، عن تحقيق انتصار حقيقي على الشعب الفلسطيني في غزة. المقاومة بدمائها وتضحياتها كسرت شوكة هذا العدو، وأسقطت هيبته التي طالما تباهى بها عبر أسلحته وصواريخه ودباباته ومنظوماته المتطورة. اليوم لم يعد الجيش "الإسرائيلي" يُوصف بأنه لا يُقهر، بل صار ضعيفًا أمام إرادة المقاومين".
إنجازات المقاومة وتضحياتها
وأكد الشيخ حنينة أنّ الانتصارات التي حققتها المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان واليمن والعراق، بدعم من الجمهورية الإسلامية في إيران، تشكل إنجازًا تاريخيًّا كبيرًا، وردًّا واضحًا على كل المشككين الذين يتساءلون عن جدوى المقاومة. وقال: "نعم، التضحيات كانت جسيمة، لكنْ هذه سنَّة الصراع، وهذا قدر الأمة كما قال الله تعالى: (كُتب عليكم القتال وهو كره لكم... وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم)".
وحذّر الشيخ حنينة من المساعي الأمريكية والصهيونية الرامية إلى نزع سلاح المقاومة، قائلًا: "الولايات المتحدة اليوم، إلى جانب العدو الصهيوني، تعمل بكل قوتها على تجريد المقاومة من سلاحها في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وحتى إيران؛ لأنها تدرك أن هذا السلاح هو الذي حمى الأمة وأسقط هيبة العدو. لكنَّ إرادة الأمة لن تسمح بتمرير هذه المؤامرة".
وختم الشيخ حنينة بالقول: "إن ذكرى المولد النبوي الشريف لا ينبغي أن تكون مجرد مناسبة للاحتفال، بل فرصة لتجديد العهد مع رسول الله (ص) بأن نبقى أمة واحدة متماسكة، تواجه مشاريع التمزيق والتبعية، وتواصل طريق المقاومة حتى تحرير فلسطين وكل أرض محتلة".