خاص العهد
في مشهد يُجسّد نبض الشارع العربي الحر، شهدت سبع مدن تونسية انخراطًا فاعلًا في إضراب جوع رمزي تضامني مع قطاع غزة المحاصر، وذلك ضمن حراك عالمي تنظّمه الشبكة الدولية "كلنا غزة، كلنا فلسطين"، ويشمل 100 مدينة حول العالم، تزامنًا مع الذكرى الـ43 لمجزرة صبرا وشاتيلا.
المدن التونسية المشاركة — تونس العاصمة، سوسة، صفاقس، قفصة، القيروان، بنزرت والكاف — التحقت بهذا الحراك الأممي احتجاجًا على سياسة التجويع الممنهجة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، ولتوجيه رسالة تضامن مفادها: "غزة ليست وحدها... وجوعكم جوعنا."
"معركة الأمعاء الخاوية" تتجدد عالميًّا
وفي حديث لموقع العهد الإخباري، أوضحت الناشطة خديجة النوري، عن التيار الشعبي، أن هذا الإضراب يندرج ضمن سلسلة من التحركات الرمزية التضامنية التي انطلقت في الأشهر الماضية.
وأضافت: "إضراب الجوع الرمزي هو صرخة من 100 مدينة في وجه الاحتلال. من تونس، الجزائر، المغرب، فرنسا، فلسطين وسواها، نشارك اليوم في هذه الوقفة دعمًا لغزة، ولنجدد التأكيد على أننا لن ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا، ولا جرائم العدو، مهما طال الزمن."
وتابعت النوري: "بعد المسيرات في العواصم الأوروبية والعربية، يأتي هذا الشكل الجديد من التضامن، ليؤكد أننا سنواصل المعركة بأجسادنا وأمعائنا الخاوية؛ لأننا لا نملك سلاحًا أقوى من إرادتنا."
من صبرا وشاتيلا إلى غزة.. القضية واحدة
اختيار توقيت الإضراب لم يكن عشوائيًّا، إذ شدّدت النوري على أن إحياء ذكرى صبرا وشاتيلا هذا العام يأخذ بُعدًا خاصًّا، في ظل المجازر اليومية في غزة. وقالت:"رسالتنا واضحة: لا ننسى، ولا نغفر، ونواصل النضال بكل السبل، حتى إسقاط الاحتلال."
كما لفتت إلى أن تونس كانت محطة أساسية في انطلاق أسطول الحرية، وأن بعض سفنه وصلت إلى المياه الإقليمية الإيطالية، في طريقها نحو كسر الحصار عن غزة.
رسائل من الميدان: نحن نرابط من أجلكم
من مدينة سوسة، قال الناشط محمد العوني لموقع العهد: "نحن نشارك اليوم في معركة الكرامة هذه، لنقول لأهل غزة: أنتم لستم وحدكم. نحن نرابط من أجلكم، كما كنا في قافلة الصمود الأولى، وكما شاركنا في أسطول الصمود، سنبقى على هذا الدرب، حتى لو اضطررنا إلى حمل السلاح."
وفي السياق ذاته، أكد عادل القبصي، عن الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، أن هذا التحرك يأتي امتدادًا لمسار نضالي طويل يخوضه الشعب التونسي من أجل فلسطين.
وقال القصبي:"قدّمنا الشهداء، وآخرهم المهندس الشهيد محمد الزواري، وسنواصل هذا الدرب. منذ أول أيام الطوفان، أعلنّا وقوفنا إلى جانب غزة، وشاركنا في القوافل البرية والبحرية، والنصر قادم".