إيران

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الأربعاء (17 أيلول 2025)، بنتائج قمة الدوحة حيث كان الموقف سلبيًا من هذه القمة التي لم تقدم على أي خطوة عملية غير الإدانة. كما اهتمت أيضًا بنيل فريق المصارعة الحرة الإيراني بطولة العالم، والذي ترافق مع تهنئة من قائد الثورة، ورأت أن هذا يثبت أن الجمهورية الإسلامية ما تزال تخوض التحديات على الجبهات كلها وتتقدّم، كذلك اهتمت بتحليل أساليب الحرب القادمة والمتوقعة من النظام الصهيوني على إيران في ضوء الفشل في الخطط السابقة لإسقاط النظام الإيراني.
الرد على الصواريخ بالكلام
كتبت صحيفة كيهان: "بعد العدوان "الإسرائيلي" الأخير على الدوحة، والذي أعلنت وكالة أكسيوس أنه نُفذ بعلم وتنسيق كاملين من الولايات المتحدة، اجتمعت الدول العربية والإسلامية في الدوحة. لكن نتيجة هذا الاجتماع الصاخب كانت إدانات لفظية، وهو أمر يبدو أن الصهاينة كانوا على دراية به عندما قرروا شن هذا العدوان". وأشارت إلى أنّه: "بعد العدوان "الإسرائيلي" على فلسطين ولبنان وسورية واليمن وإيران، لجأ النظام "الإسرائيلي" إلى أحد أهم حلفاء أميركا، ودولة تربطه بها علاقات عميقة، علنية وسرية: قطر. قطر من تلك الدول الصغيرة التي اشترت أمنها من الولايات المتحدة، وأتاحت لها مجالها الجوي، لديها علاقات مع الصهاينة، وتمتلك أحدث وأرقى الدفاعات في العالم"، لافتةً إلى أنّه: "خلال حرب الاثني عشر يومًا بين إيران والنظام الصهيوني، هبّت لنجدة الصهاينة، واعترضت الصواريخ الإيرانية قدر استطاعتها، لكن بعد حوالي 3 أشهر، اعتدى عليها النظام الصهيوني نفسه والولايات المتحدة، من دون أن يُسمح لها باستخدام دفاعاتها".
أردفت الصحيفة: "باختصار، اعتدت الولايات المتحدة والنظام الصهيوني على أراضي أحد حلفائهما، في حين أن هذا الحليف قدم كثيرًا من الخدمات لهذين النظامين، على الفور، أدانت دول إسلامية وعربية أخرى هذا الاعتداء وعقدت اجتماعًا في الدوحة. وكان من المتوقع أن تتّخذ بعض هذه الدول إجراءً عمليًا واحدًا على الأقل، مثل العقوبات، لوقف النظام الأكثر كراهية في العالم، لكن نتيجة هذا الاجتماع الصاخب كانت مجرد خطابات وبيان لم يتضمن سوى الإدانة".
معادلة وقف إطلاق النار
من جانبها لفتت صحيفة وطن أمروز إلى أنّه: "بعد توقف الحرب التي استمرت 12 يومًا، وبخلاف توقعات معظم الخبراء بأن هجومًا جديدًا من النظام الصهيوني والولايات المتحدة على إيران كان وشيكًا، فقد مر 85 يومًا منذ توقف الحرب"، مشيرةً إلى أنّه: "قد يكون لهذا ثلاثة أسباب:
1. لم تكن طبيعة الهجوم العسكري المباشر على إيران كما يعتقد الخبراء السياسيون والعسكريون.
2. بخلاف مواقف ومطالبات النظام الصهيوني والمسؤولين الأميركيين المعلنة، كان هدفهم أو أهدافهم في مهاجمة إيران مختلفًا.
3. أتت نتائج الحرب بخلاف توقعات أجهزة النظام الصهيوني والولايات المتحدة الأمنية والعسكرية، ولم تؤد إلى تحقيق الأهداف المحدّدة كما اعتقدوا".
أضافت الصحيفة: "من بينها، الفرضية الثالثة هي الأكثر ترجيحًا، تسببت ثلاثة عوامل في فشل التوقعات وتحقيق أهداف النظام الصهيوني والولايات المتحدة: أولًا، رد فعل الشعب الإيراني على الحرب المفروضة فقد خلق تماسكًا وتضامنًا وطنيًا غير مسبوق في إيران، وثانيًا، القوّة الدفاعية الإيرانية ونجاح العمليات الصاروخية وفشل دفاع العدو الصاروخي المتعدد الطبقات. وثالثًا، قوة النظام السياسي الإيراني؛ وقدرته على إصلاح بنيته، بالإضافة إلى إرادة النظام في كيفية التعامل مع قضية الحرب".
تابعت صحيفة وطن أمروز: "يُظهر إطالة أمد وقف إطلاق النار بوضوح أن النظام الصهيوني والولايات المتحدة قد تبنيا إستراتيجيات جديدة لحرب جديدة ضدّ إيران. فور انتهاء الحرب، أُرسلت شحنات ضخمة من الأسلحة، وخاصة الصواريخ الدفاعية، إلى النظام الصهيوني من الولايات المتحدة وأوروبا، لكن وقف إطلاق النار المطول أظهر أن "تل أبيب" وواشنطن لا ترغبان في محاربة إيران كما فعلتا في حرب الاثني عشر يومًا".
أما عن الاستراتيجية الجديدة لشنّ هجوم عسكري آخر على إيران قالت الصحيفة: "من المتوقع أن يُولي النظام الصهيوني والولايات المتحدة اهتمامًا خاصًا بالرأي العام والجو الاجتماعي في إيران عند شن أي حرب عسكرية ضدّها، فهما يسعيان إلى استغلال الإمكانات الاجتماعية داخل إيران". وأوضحت أنّه: "في هذا الصدد، يسعيان إلى زيادة الضغط الاقتصادي والسياسي على الشعب الإيراني، لا سيما من خلال تشديد العقوبات. من ناحية أخرى، يُدرجان على جدول أعمالهما الاستثمار في الانقسامات الاجتماعية، مثل النزاع العرقي والديني، وخاصةً قضية المرأة، بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية المزعزعة، مثل الإرهاب والتخريب وانعدام الأمن. كما تُبذل جهود لتعميق الخلافات السياسية، لا سيما على مستوى صنع القرار".
ورأت الصحيفة: أنّ "الإستراتيجية الأولى للنظام الصهيوني والولايات المتحدة لشن هجوم عسكري آخر على إيران هي بالتأكيد تدمير اللحمة والتضامن الوطنيين القائمين، وخلق خلافات وانقسامات وانقسامات بين الفصائل السياسية، وكذلك بين الشعب والنظام السياسي"، مشيرةً إلى أنّه/ "يمكن القول إن توقيت الهجوم المحتمل القادم للنظام الصهيوني، وربما الولايات المتحدة، على إيران، يعتمد على مدى تحقيق هذه الأهداف الاجتماعية في إيران".
الاقتدار تحت مظلة الاستقامة
بدورها كتبت صحيفة رسالت إنّ: "إيران واجهت ظروفًا غير متكافئة منذ سنوات، وتواجه ضغوطًا وعقوبات شديدة؛ ضغوطًا كادت أن تُجبر العديد من الدول على الركوع. لكنّ التاريخ المعاصر دليل على أننا لم نتراجع، بل حققنا قممًا جديدة في العديد من المجالات، من الرياضة والعلوم إلى التكنولوجيا والدبلوماسية. لم تكن هذه الإنجازات عرضية، بل كانت ثمرة مزيج من الإيمان والحماس الوطني والاعتماد على القدرات الداخلية".
وأضافت: "إن بطولات ونجاحات الإيرانيين، في الساحة العالمية، هي تجسيد واضح لهذا الواقع: أمة رفعت علمها وأجبرت العالم على احترامها حتّى في مواجهة موارد محدودة وأصعب العقبات وأشد العقوبات"، مؤكّدةً أنّ: "الرسالة التي يحملها هذا المسار لليوم والغد واضحة: يمكن للعقوبات أن تجعل المسار صعبًا، لكنّها لا تستطيع كسر الإرادة".
وشدّدت الصحيفة على أنّ: "ما حافظ على مكانة إيران المرموقة والعظيمة هو هذه المقاومة الذكية والأمل الذي يولد من رحم المعاناة، المستقبل لأمة صامدة حتّى في وجه العاصفة"، مشيرةً إلى أنّه: "ومع ذلك، لا ينبغي أن يقتصر هذا التمكين على لحظات عابرة وإن استمراره يتطلب إستراتيجية: الاستثمار في جيل الشباب ومواهبه الفريدة، وتعزيز اقتصاد المقاومة والإنتاج المحلي والدبلوماسية النشطة والذكية على الساحة العالمية، والأهم من ذلك هو التماسك والوحدة الوطنية".