اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش "الإسرائيلي": هناك نقص بالآلاف من الجنود

مقالات

هل يتجرأ أسود العرب على الامتناع عن التآمر على المقاومة؟
مقالات

هل يتجرأ أسود العرب على الامتناع عن التآمر على المقاومة؟

130

في خطابه الأخير، اقترح الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على الدول العربية اقتراحين بمثابة إقامة للحجة، وتمثل أولهما في دعم المقاومة طالما لا تستطيع هذه الدول اتّخاذ قرار المواجهة وحماية سيادتها بعد العدوان على قطر، والتي تصنّف بأنها حليف لأميركا، وثانيهما، كان أضعف الإيمان، بأن تكف هذه الدول يدها عن المقاومة والتآمر عليها والتحريض ضدّها إذا لم تجرؤ حتّى عن إعلان دعمها.

وجاءت تصريحات الأمين العام في سياق الحديث عن جوهر العدوان الصهيوني وتمدده، والذي وضعه الشيخ نعيم في سياقه الدقيق، والمتمثل في مشروع "إسرائيل الكبرى" والتي لا يقف أمامها مانع سوى المقاومة.

والمراقب للوضع الإستراتيجي الراهن وللتاريخ، يلمح تكرارًا للوضع المأساوي للأمة والتي تتعرض دومًا لاقتسام نفوذ القوى الكبرى وللخديعة ولخذلان المقاومات والقوى الحية الشريفة، وهو وضع مشابه لما حدث إبان اتفاقية "سايكس بيكو" والتي تم وفقها تمزيق أوصال الأمة ورسم حدودها وفقًا لتقاسم النفوذ بين بريطانيا وفرنسا، والتي تمت وسط خديعة للعرب بوعود زائفة بالتحرر مقابل ضمان ولائهم ثمّ تم الانقضاض على إرثهم بشكل مثير للشفقة.

ويكفي هنا أن نذكر مثالا صغيرًا، يتمثل في مراسلات الشريف حسين مع مكماهون والترتيب لثورة عربية لمساندة بريطانيا وفرنسا في الحرب العالمية، في ذات الوقت الذي كانت بريطانيا وفرنسا تتفقان سرًّا لتقسيم الأراضي المحررة وخديعة العرب.

وهو وضع نرى ملمحًا له اليوم، مع (الدول العربية المعتدلة) والتي تتحالف مع أميركا وتطبع مع "إسرائيل" وتحارب المقاومة وتتآمر ضدّها تحت طائلة وعود أميركية بأدوار كبرى في "الشرق الأوسط الجديد"، بينما هناك ظلال لمؤامرات لاقتسام أراضيها وثرواتها عبر مشروع "إسرائيل الكبرى" والذي هو بمثابة "سايكس بيكو" جديدة لترسيم حدود جديدة وتغيير دراماتيكي في هيكلة المنطقة.

ولا شك أن الوضع الراهن ربما سيكون اسوأ كثيرًا من الوضع إبان الحربين العالميتين لعدة أسباب يمكن أن نرصد أهمها في سببين رئيسيين:

1 - إبان الحرب العالمية كانت هناك وحدة تحت الاحتلال العثماني وجاء التقسيم من الخارج دون مشكلات بينية بين الاقطار العربية على الحدود والثروات، بينما اليوم هناك فتن داخلية عمقها الاستعمار، وهو وضع ينذر بصراع مزدوج مع الخارج والداخل ومزيد من التفتيت والتقسيم.

2 - جوهر مشروع "إسرائيل الكبرى" ليس الاحتلال المباشر والسيطرة على الأرض بكامل جغرافية المشروع، حيث لا تسمح قوة "إسرائيل" ولا عددها بالهيمنة على هذه المساحة، وإنما يقوم على السيطرة العسكرية المباشرة في مفاصل إستراتيجية بعينها وتتعلق بدول الطوق في سورية ولبنان والأردن ومصر، وبمد نفوذ القوّة والذراع الطويلة على كامل المنطقة، وهو مشروع أميركي بالأساس تتولى أميركا دعمه وادارته وتوفير الدعم العسكري واللوجستي والاستخباراتي له.

وبالتالي فإن الدول التي تعلن تحالفها الإستراتيجي مع أميركا هي أول دول سيتم ابتلاعها حيث لن تجد أميركا كلفة في فرض هذا المشروع، باعتبار انها من تحمي ومن تقوم بالتسليح، وبالتالي وبضغطة زر عندها تستطيع ابتلاع هذه الأنظمة، وقد وجدنا مثالًا صارخًا في ما حدث مع قطر، حيث استهانت أميركا بالعقول وادعت انها لم تكن طرفًا وأنها علمت بالهجوم والطائرات في طريقها للقصف!

من هنا فإن العدوّين "الإسرائيلي" والأميركي يعملان بيد طليقة لا تقيدها سوى المقاومة، فلو لم تكن هناك مقاومة في فلسطين لكان الاحتلال الشامل بالقوّة العسكرية والضم الكامل للضفة هو العنوان الأبرز بعد ما يقرب من عامين من حرب إبادة شاملة.

كما لو لم تكن هناك مقاومة في لبنان، لكان العنوان هناك هو احتلال كامل الجنوب وفرض النفوذ على بيروت والشمال والشرق والضم مع الحدود السورية المحتلة والتي تتوسع شيئًا فشيئًا مع نظام سوري لا يستطيع ولا يحسن المواجهة إلا مع الداخل السوري الاعزل.

ولو لم تكن هناك مقاومة في اليمن لاستطاعت أميركا و"إسرائيل" مد النفوذ على كامل البحر الأحمر وجعله بحيرة أميركية صهيونية داخلية والتحكم الكامل في طرق التجارة والدول المشاطئة.

وكذلك الوضع في العراق وإيران وكلّ من يشكّل دعما للمقاومة ويتخّذ قرار التصدي للهيمنة الشاملة.

والسؤال هنا، هل يعي العرب خطورة الأمر وخطورة الرهان على الأميركي والثقة بوعوده؟ وهل شكل التعامل المهين مع الحليف القطري جرس انذار متقدم لهم؟

والسؤال الذي يليه، هل سيظل العرب متمسكين بسياسة البيانات والمناشدات الفارغة والتي شكلت مزيدًا من التجرؤ الصهيوني والاستهانة والاستخفاف الأميركي، أم أنّهم راغبون في إنهاء المقاومات والبعض منهم لا يزال يثق بوعود بمكانة كبرى على انقاض المقاومة؟

كما أن هناك أسئلة كبرى حول اتفاقيات الدفاع المشترك والتي أصبحت حبرا على ورق منذ زمن، وحول الخلافات البينية حتّى في توصيف التحدّي الخطير الراهن.

ولكن السؤال الفارق في المصداقية هو المقاومة والموقف منها، فإن كان هناك حد أدنى من مصداقية الرفض، ولا نقول المواجهة، فإن المقاومة وفرت الحرج، ولطالما ناشد السيد عبد الملك الحوثي العرب أن يفسحوا فقط الطريق لليمن لتواجه، وكرّر مؤخرًا الشيخ نعيم قاسم هذا الموقف بعد قراءة لمدى ضعف وتهافت النظام الجماعي الرسمي العربي، بالدعوة لعدم التآمر فقط على المقاومة!

الكلمات المفتاحية
مشاركة