لبنان

تَحلّ الذكرى السنوية الأولى لتصاعد العدوان الصهيوني الغاشم على لبنان خصوصًا على البلدات الجنوبية التي تعرضت لأكثر من ألف غارة منذ ساعات الصباح الأولى ليوم 23 أيلول 2024، حيث بدأ العدو سلسلة كبيرة من الغارات والتي سقط فيها مئات الشهداء والجرحى من المدنيين بينهم الأطفال والنساء والشيوخ أمام مرأى العالم.
في هذه المناسبة، يستذكر أبناء مناطق الشمال اللبناني احتضانهم الأخوي لعشرات الآلاف من أبناء الجنوب الذين تم استقبالهم على مداخل كافة البلدات الشمالية من طرابلس الى الكورة وزغرتا والمنية وعكار، بمشهد وطني يعكس الصورة الحقيقية للموقف الموحد الرافض لكافة أنواع الفتن التي تُحاك لوطننا، ويُثبت أن الشعب اللبناني بكافة أطيافه يقف جنبًا الى جنب مع أبناء الجنوب بمواجهة الغطرسة الصهيونية.
منذ اللحظات الأولى لبداية العدوان الكبير على الجنوب وبدء موجة النزوح نحو الشمال، بدأت المبادرات الشعبية الفردية باستقبال العوائل و توزيع وجبات الطعام و المياه و توزيع العوائل على المنازل التي فَتحت أبوابها لتحتضن من يتعرضون للعدوان نتيجة وقوفهم مع الشعب الفلسطيني و دعمهم لأهلنا المظلومين في قطاع غزة الذين يواجهون حرب إبادة ممنهجة.
أما مدينة المنية، فكان لها الحصة الأكبر من استقبال الآلاف من العوائل التي لجأت اليها، إذ كان الاستقبال من مدخل مدينة المنية من أمام النصب التذكاري للأسير يحيى سكاف حيث وضعت يافطات الترحيب بأبناء الجنوب و البقاع و الضاحية، تأكيدًا على وحدة الموقف في مواجهة العدوان الغاشم.
مئات المنازل فتحت أبوابها في المنية أمام العوائل التي يقف أبنائها المقاومون في الصفوف الأمامية على الجبهات للتصدي لجيش العدو، فتقاسم أبناء المنية مع النازحين كل الاحتياجات الأساسية، مع تنظيم مطبخ للوجبات الساخنة بالتعاون بين لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذين تعاونوا على توزيع الوجبات على المنازل والمدارس ليشعر الضيوف كأنهم لا زالوا في مناطقهم وهم بين اهلهم واخوانهم.
أمّا عند وقف العدوان فما كان من العديد من أبناء المناطق الشمالية إلّا أن اصطّفوا على جوانب الطرقات لوداع وتوجيه التحية لمن قدموا فلذات أكبادهم في سبيل الدفاع عن وطننا، إضافة الى العديد من المواطنين الذين واكبوا ضيوفهم الجنوبيين حتى وصلوا الى بلداتهم ومنازلهم رغم الازدحام والبقاء داخل السيارات لساعات على الطرقات.
أثبت أبناء الشمال في أيام العدوان على لبنان، أن العدوّ واحد من الشمال الى الجنوب، وأن معركتنا المفتوحة مع الكيان الصهيوني الذي يعمل لضم وطننا الى ما يسمى "اسرائيل الكبرى" هي معركة كل اللبنانيين بكافة مذاهبهم وطوائفهم، وهو ما يُحتم على الجميع أن يتوحدوا خلف ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لردع الخطر الصهيوني عن بلدنا، بعدما أثبتت التجارب أن العدو لا يفهم إلا لغة القوة المتمثلة بخيار المقاومة والكفاح المسلح.