لبنان
في بلدة سحمر، لا تزال الذاكرة حيّة تنبض بدماء الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن كرامة الوطن، حيث أحيت عائلة الشهيدين مهدي منعم ونجله علي ذكراهما السنوية في المكان ذاته الذي ارتقى فيه الأخير، على أنقاض المنزل الذي دمّره العدوان "الإسرائيلي".
الذكرى التي جمعت الأهالي والأحبّة، افتُتحت بعد القرآن الكريم بتلاوة مجلس عزاء حسيني ألقاه الشيخ حسين قمر عن روحَي الشهيدين وأرواح جميع الشهداء، تلتها لطمية حسينية حركت القلوب وأعادت إلى الأذهان مشهد التضحية والفداء. بعدها كانت كلمات مؤثّرة لعائلة الشهيدين، حملت في طياتها الصبر والإيمان والوفاء لدماء الأحبة، وأكدت أن طريق المقاومة والتضحية هو نهج تتوارثه الأجيال.
في أجواء مؤثرة، ارتسمت صور مهدي وعلي في الذاكرة الجماعية لأبناء البلدة، فكانت المناسبة أكثر من إحياء؛ كانت تجديدًا للعهد بأن الدماء الزكية لن تذهب سدى، وأن التضحية ستظل منارةً تهدي الدروب نحو الحرية والعزة.
على أنقاض البيت المهدّم، وقف الأهالي وأقارب الشهيدين يقرؤون الفاتحة، كأن المكان كلّه يتحول إلى شاهد حيّ على جريمة العدو من جهة، وعلى بطولة المقاومين وعظمة الشهداء من جهة أخرى.