اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يبرق معزيًا بوفاة عقيلة السيد السيستاني

عين على العدو

عين على العدو

"إسرائيل هيوم": الذكاء الاصطناعي سلاح لا يجوز لـ"إسرائيل" أن تبقى من دونه

هل يمكن لهذه الشركة أن تحل محل مايكروسوفت في وحدة 8200؟
62

علّقت صحيفة "إسرائيل هيوم" على إعلان شركة مايكروسفت رسميًا قرار قطع خدمات السحابة والذكاء الاصطناعي عن وحدة 8200 التابعة للجيش "الإسرائيلي"، وذلك بسبب استخدام الوحدة ضمن إطار مراقبة الفلسطينيين في غزّة والضفّة الغربية، وهو ما اعتبرت الشركة أنه خرق لشروط الاستخدام.

وكتبت الصحيفة تقول: "منذ بداية حرب "سيوف حديدية"، ازداد استخدام الجيش "الإسرائيلي" لقدرات السحابة والذكاء الاصطناعي للتعامل مع كميات هائلة من المعلومات: تنصت، كاميرات، طائرات مسيّرة، أقمار صناعية، وغيرها. الميزة التي توفرها منصة السحابة Azure من مايكروسفت وأدوات الذكاء الاصطناعي للشركة لم تكن فقط في التخزين، بل في قدرات المعالجة اللحظية واستخدام نماذج متقدمة للتعرف على الأنماط، وتحديد الأهداف، وتحليل البيانات".

أضافت: "بينما أثار قرار مايكروسفت اهتمامًا جماهيريًا كبيرًا، وحتّى مخاوف، كان مستوى الذعر في المؤسسة الأمنية أقل بكثير. فقد أوضح مسؤولون أمنيون أنه لن يكون هناك أي تأثير على العمليات القتالية للجيش "الإسرائيلي"، وأن وحدة 8200 كانت مستعدة مسبقًا لاحتمال حدوث مثل هذا الأمر".

ومع ذلك، تقول الصحيفة "أثار الإجراء الأحادي الجانب لشركة مايكروسفت بالتأكيد أسئلة جوهرية حول اعتماد الجيش "الإسرائيلي" على شركات أجنبية، وعن أهمية الاعتماد على التكنولوجيا المستقلة قدر الإمكان".

وتابعت: "أحد الأسماء المحلية التي طُرحت كبديل لقدرات مايكروسفت في مجال الذكاء الاصطناعي، أو على الأقل جزء منها، كان لشركة "جين" (Jeen.AI) التي تطوّر وتدمج منصة ذكاء اصطناعي توليدي (GenAI) مخصصة لمختلف القطاعات والمنظمات، بما في ذلك شركات حكومية وأمنية".

ونقلت الصحيفة عن مؤسس ومدير شركة "جين" عُدّاد طهوري من "تل أبيب" قوله: "تأسست الشركة قبل عام ونصف، واليوم تُتداول أسهمها في البورصة. نحن نعمل على تطوير منصات ذكاء اصطناعي للمنظمات الكبيرة، ونُمكّنها من إدارة كامل منظومة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها دون الاعتماد على جهات خارجية. في الواقع، نوفر لهم برنامج ذكاء اصطناعي يمكنهم من اختيار السحابة التي يعملون بها، ويمكنهم أيضًا العمل من دون سحابة على الإطلاق، ودون اتّصال بالإنترنت".

ورغم أن طهوري رفض التعليق على أي اتّصالات حالية بين "جين" والجيش "الإسرائيلي"، إلا أنه شدّد على أن الشركة "تعمل حاليًّا مع أنظمة أمنية أخرى، وتقوم باختبار التكنولوجيا بشكل إيجابي وفحص العمليات".

وفقًا لطهوري، تضمن منصة "جين" أن عملاءها سيتمكّنون من العمل بشكل معزول تمامًا. وهذا يوفر مرونة على الصعيد التجاري، وكذلك على الصعيد الأمني. وأضاف: "بياناتهم تبقى لديهم، ولا تنتقل إلى الخارج، وهذا يتيح ثلاثة أشياء: الأمان، الاستقلالية، والقدرة على الصمود. فإذا لم يتوفر الإنترنت في "إسرائيل" غدًا صباحًا - سيستمر ذكاؤهم الاصطناعي بالعمل".

يؤكد طهوري للصحيفة أن "الذكاء الاصطناعي أصبح يشكّل بنية تحتية وموارد أساسية لتشغيل التقنيات. وهذا يشمل بطبيعة الحال أيضًا التقنيات الأمنية، إلى جانب التقنيات المدنية التي تُعتبر جزءًا من بنيتنا التحتية الوطنية. ومع مرور الوقت ستزداد تبعية البنية التحتية الوطنية لأنظمة الذكاء الاصطناعي. ومن هذه الزاوية تكمن أهمية كبيرة لاستقلالية بياناتنا وقدرات "إسرائيل"".

ويضيف: "الذكاء الاصطناعي سيدخل في كلّ خدمة سنتلقاها قريبًا. حتّى في الخدمات التي نحصل عليها اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي مدمجًا فيها بطريقة ما، سواء في الجانب الأمني أو في جانب الخدمات. في العديد من المؤسسات هناك بالفعل تطبيقات للذكاء الاصطناعي في صناعات حيوية، ولم يعد الأمر مجرد "إضافة جميلة". كلما توسع دمج الذكاء الاصطناعي - وهو يتوسع؛ لأن المؤسسات تستثمر - سنجد أنفسنا في وضع التعطُّل، إذا مُنع عنا استخدام خدمة ذكاء اصطناعي معينة؛ أي أن هناك حاجة، وإذا لم يوجد حل فسيكون النقص عامًا على الجميع".

في قرار مايكروسوفت، حاولت الشركة الفصل بين الاستخدامات المدنية والاستخدامات الأمنية، لكن طهوري يوضح أنّه "بين الهيئات المدنية البحتة - على ما يبدو - وبين هيئات الأمن والاستخبارات، هناك صلة معقّدة لا يمكن دائمًا الفصل بينها. كما أنّ الدوائر الثانوية و"الداعمين اللوجستيين" معرّضون هم أيضًا لمشكلات في هذا المجال، قد تُلقي بظلالها على المعلومات الأمنية".

وقالت الصحيفة: "الجيش "الإسرائيلي" هو الهدف الأول والواضح للمشكلات المرتبطة بالبنى التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي - لكن هناك أيضًا الدوائر الثانوية؛ أي كلّ من يُصنَّف داعمًا للعمليات القتالية، مثل شركة رافائيل أو الصناعات الجوية. هناك العديد من الهيئات في البلاد تُعتبر داعمة للعمليات القتالية بشكل مباشر أو غير مباشر، وكثير منها يمتلك معلومات سرية تُعدّ حيوية لـ"إسرائيل"، إضافة إلى معطيات تشغيلية ضرورية للتسيير. كذلك توجد بنى تحتية وطنية، مثل المستشفيات التي تحتوي أيضًا على معلومات سرية ناتجة عن صلتها مع أجهزة الأمن. إنها شبكة علاقات معقّدة، وهناك كثير من الهيئات التي ليست جيشًا ولا أجهزة استخبارات، ومن غير الملائم أن تُدار معلوماتها على الإنترنت بحرية".

بحسب طهوري، ""إسرائيل" الآن في وضع جيوسياسي حساس، والذكاء الاصطناعي أصبح خلال هذه السنوات بنية تحتية أساسية في كلّ شيء تقريبًا — ولذلك عليها أن تهتم بنفسها".

وتخلُص الصحفة إلى القول: "العالم بأسره اليوم في نوع من الحرب المتعلّقة بالذكاء الاصطناعي. إنه ليس مجرد أداة عمل، بل سلاح حقيقي. بإمكانه الاختراق، وإمكانية التأثير على الناس، ويمكنه التنصّت على الأشخاص ودفعهم ليفعلوا أشياء. إنه سلاح بكلّ ما للكلمة من معنى. كلما كان لديك سلاح أقوى، كان لديك ميزة. لا يمكننا أن نبقى بلا سلاح، يجب أن نتذكّر ذلك. دولة بلا ذكاء اصطناعي تشبه دولة بلا إنترنت — هذا ببساطة لا يمكن أن يحدث".

الكلمات المفتاحية
مشاركة