اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي العدوان على غزة: إمداد المدينة ومستشفياتها يتوقّف رسميًا

إيران

الصحف الإيرانية تحذّر من الحرب النفسية والإعلامية ضد طهران
إيران

الصحف الإيرانية تحذّر من الحرب النفسية والإعلامية ضد طهران

50

اهتمّت الصحف الإيرانية، اليوم الخميس، بالمستجدات التي أتت بعد إقرار مجلس الأمن إعادة العقوبات على الجمهورية الإسلامية في إيران، خاصة في مجال كشف سوء النوايا الأميركية والاوروبية منذ بداية المفاوضات، بالاضافة إلى التحذير من الحرب النفسية والاقتصادية المتركزة في الاعلام والتصريحات وضرورة مواجهتها، فيما أسمته بعض الصحف المنعطف الأخطر في تاريخ إيران.

المنعطف التاريخي الأهم

بداية مع صحيفة "رسالت": "أعاد تفعيل آلية الزناد إيران إلى دائرة الضوء في مجلس الأمن ووسائل الإعلام العالمية. لكن واقع المشهد الدبلوماسي أكثر تعقيدًا ما يوحي به السرد الغربي. فبينما تسعى الولايات المتحدة وأوروبا إلى استسلام إيران التام بمطالب قصوى، اختارت طهران مسارًا مختلفًا؛ مسارًا يعتمد على الدبلوماسية النشطة والتعددية والاعتماد على القدرات المحلية والإقليمية. وقد أظهرت تجربة العقدين الماضيين أن الغرب نكث مرارًا بالاتفاقيات، وجعل إيران تبدو مذنبة من خلال لعبة إلقاء اللوم، بينما كان فشل المفاوضات نتيجةً لنكث الطرف الآخر بوعوده ومبالغته. والآن، حالت الصين وروسيا، بمواقفهما الداعمة وقدرة مجموعة البريكس، من دون التوصل إلى إجماع كامل ضد إيران، وهذا بحد ذاته يُمثل فرصةً لتخفيف وطأة العقوبات. وإلى جانب هذه المعادلات الدولية، يكتسب المشهد الداخلي الإيراني أهميةً حاسمةً أيضًا؛ من الإدارة الرشيدة لمعيشة الشعب إلى تعزيز التماسك الوطني. يعلم العدو جيدًا أن نقطة ضعف إيران تكمن في مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية، ولذلك استبدل التهديدات العسكرية بالحرب النفسية والضغط الاقتصادي. في مثل هذه الظروف، ما سيحدد مصير المواجهة هو الوحدة الوطنية واليقظة الاستراتيجية للإيرانيين؛ نفس الدرع القادر على تحييد المؤامرات".

وبحسب الصحيفة، يُظهر الوضع الراهن أن الولايات المتحدة وأوروبا لا تسعيان إلى اتفاق عادل، بل إن هدفهما الحقيقي هو إجبار إيران على الاستسلام. وتؤكد هذه الحقيقة الشروط الصارمة التي طرحتها الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة لمنع تفعيل آلية الزناد. ووفقًا لما سُمع خلال المشاورات الأخيرة مع وزير الخارجية الإيراني عراقتشي، فقد وضعوا خفض التخصيب إلى الصفر شرطًا مسبقًا لتمديد القرار 2231. بل يُقال إن الجانب الأمريكي طالب بسحب جميع مخزونات اليورانيوم المخصب من إيران والحد من مدى الصواريخ الباليستية إلى أقل من 500 كيلومتر. وتعني هذه المطالب عمليًا نزع السلاح النووي والصاروخي الإيراني بالكامل، والتخلي عن قدراتها الدفاعية ضد الأعداء الإقليميين. ومن الواضح أن طهران اعتبرت هذه المطالب القصوى غير منطقية وغير عملية، فرفضتها.

باختصار، تتابع الصحيفة، تواجه إيران مزيجًا من التهديدات الخارجية والتحديات الداخلية، كلٌّ منها بمفرده قد يُشكّل أزمةً للبلد، فضلا عن حدوثها في آنٍ. إن آلية الزناد وعودة عقوبات الأمم المتحدة، إن لم تُدار بشكل صحيح من الحكومة، قد تُشكّل ضغطًا غير مسبوق على اقتصاد إيران ودبلوماسيتها في الأشهر المقبلة. ومع ذلك، فإن ما سيُحدّد مصير هذه المواجهة سيتحدّد بالدرجة الأولى داخل حدود إيران. يُظهر النهج الأمريكي، خلال العام الماضي، أنهم يأملون في شلّ الاقتصاد الإيراني من خلال أقصى ضغط من العقوبات، وتحقيق هدفهم بانهياره من الداخل، دون تقديم تنازلات أو حتى حرب مباشرة. بعبارة أخرى، تنتظر واشنطن أن ترتكب إيران خطأً استراتيجيًا؛ خطأً قد ينشأ عن قرار اقتصادي غير مدروس أو خلاف سياسي أو سوء إدارة لهذه الظروف، فيُشعل فتيل الأزمة.

وأشارت الى أن الجمهورية الإسلامية أثبتت رغم كل الضغوط، أنها تمتلك مقومات الصمود والبقاء. من رأس المال الاجتماعي والإيمان الشعبي إلى القوة العسكرية الرادعة والعمق الاستراتيجي الإقليمي. المهم هو أن جميع هذه الروافع تتجلى في سياق الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي. إذا حافظ الشعب الإيراني وحكومته على وحدتهما، فلن تتمكن العقوبات ولا التهديدات العسكرية من تدمير هذا البلد. وكما أدرك العدو في مغامرته الأخيرة أن إيران لا يمكن إخضاعها بالترهيب والفرض. لذا، فإن سبيل النصر في هذه المعركة المعقدة هو الصبر الاستراتيجي، والإدارة الرشيدة للأزمات، والحفاظ على التحالفات بين جميع القوى الصديقة، حينها فقط ستُحبط مخططات المنافقين، وستعبر إيران العزيزة هذا المضيق التاريخي الخطير".


لماذا لم يأت ويتكوف؟

بدورها، صحيفة "وطن أمروز"  كتبت "صرحت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني، أمس الأربعاء، على هامش اجتماع الحكومة أن الممثل الأمريكي لم يأت إلى لقاء على هامش قمة الأمم المتحدة خلافًا لوعده وأن المفاوضات وجهاً لوجه بين إيران والولايات المتحدة قد انهارت. وفي مجال الدبلوماسية، حيث تُبنى الثقة على الالتزامات، أظهرت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا أنها لا ترى المفاوضات أداة للسلام، بل سلاحًا للهيمنة واللعب مع الخصوم. 

وفقًا للصحيفة، مدّت حكومة مسعود بزشكيان إيران، بنهج واقعي لحل القضايا سلميًا، يد الصداقة مرارًا وتكرارًا، لكن رد واشنطن لم يكن رفضًا قاطعًا للمقترحات فحسب، بل كان أيضًا إضافة طبقات جديدة من الضغط. يشير هذا النمط، الذي تكرر في 5 جولات من المفاوضات غير المباشرة، إلى النية الحقيقية للولايات المتحدة: جر إيران إلى لعبة مفاوضات لا نهاية لها؛ من دون أي إرادة للتوصل إلى اتفاق دائم. لا يُفسر هذا الرفض الأميركي على أساس أسباب منطقية، بل هو جزء من استراتيجية الضغط الأقصى الأمريكية التي تهدف إلى إضعاف الاقتصاد الإيراني وخلق ضغط اجتماعي داخل البلاد. بالإضافة إلى ذلك، عقدت إيران حتى الآن خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في مدن مثل روما ومسقط. 

وأضافت: "في كل جولة، عندما تم إحراز تقدم محدود، أثار الوفد الأمريكي قضايا جديدة: من التخصيب الصفري إلى المتطلبات العسكرية ضد برنامج الصواريخ الإيراني. يشير هذا النمط إلى نوايا واشنطن الحقيقية؛ ليس حلا للمشكلة، بل جر إيران إلى مستنقع من المفاوضات التي لا نهاية لها. النتيجة؟ إنه يجعل اقتصاد إيران معتمدًا على تقلبات هذه اللعبة، على التضخم والعقوبات. وأشار وزير الخارجية سيد عباس عراقتشي إلى هذا الخرق للوعد في مقابلة مع شبكة CNN وقال إنه كلما توصلنا إلى تفاهمات مع الأوروبيين، في الجولة القادمة، بناءً على إرادة الولايات المتحدة، فقد تصرفوا على عكس التزاماتهم". 

تؤكد هذه التصريحات، تتابع الصحيفة، أن أوروبا ليست شريكًا مستقلاً، بل أداة في يد الولايات المتحدة. نتيجة هذه اللعبة هي جعل اقتصاد إيران معتمدًا على التقلبات الدبلوماسية؛ حيث يتم تحويل التركيز الوطني من التقدم المحلي إلى توقعات عقيمة من الغرب ... الترويكا الأوروبية، التي تعمل على ما يبدو بشكل مستقل، هي في الواقع بيدق في اللعبة الأمريكية الأكبر.

ضرورة مواجهة الحرب النفسية

أمّا صحيفة "إيران" فقد كتبت: "خلال الأشهر الثلاثة الماضية منذ انتهاء الحرب المفروضة من إسرائيل على إيران، تناولت بعض وسائل الإعلام، ومعظمها شبكات وقنوات إخبارية أجنبية ناطقة بالفارسية خارج إيران، بشكل مستمر ويوميًا قضايا مثل احتمال وقوع هجوم عسكري آخر على إيران، وضعف دفاعها، والتفوق العسكري للنظام الصهيوني. ومن خلال نشر أخبار كاذبة، وتضخيم أخبار غير مهمة، وتحريف الحقائق، حاولت هذه الوسيلة الإعلامية تصوير اقتراب هجوم عسكري آخر على إيران". 

من منظور واقعي، تقول الصحيفة، تُعد جميع هذه الأفعال جزءًا من عملية نفسية مُصممة للتأثير على أفكار ومشاعر وسلوك الإيرانيين، وتُنفَّذ أو تُضخَّم من خلال نشر معلومات انتقائية أو مُحرَّفة أو مُضلِّلة. هذه العملية النفسية، تسعى إلى دفع عقلية المجتمع نحو توقع أسوأ السيناريوهات، مثل حرب شاملة، وتقويض ثقة الجمهور في قدرات إيران الدفاعية وإدارة الأزمات، وفي نهاية المطاف تغرس شعورًا دائمًا بانعدام الأمن والقلق الدائم وعدم الاستقرار النفسي بين الناس. إذا استمر هذا الضغط النفسي، فقد يؤثر على التماسك الاجتماعي، والإنتاجية الاقتصادية، والعلاقات الشخصية، وحتى على الصحة النفسية للمجتمع، بحيث ينشغل الناس بالقلق الناجم عن توقع تهديد محتمل، بدلاً من التركيز على الحياة اليومية.

بحسب الصحيفة، كشفت الحرب الأخيرة، رغم شدتها، نقاط ضعف وقوة منظومة الدفاع في البلاد، وأتاحت فرصًا لتحسين استراتيجياتها وتكتيكاتها وتقنياتها الدفاعية. ولذلك، لم يتراجع وعي القوات المسلحة الإيرانية وخبرتها في مواجهة إسرائيل مقارنةً بما قبل الحرب، بل تعززتا بشكل ملحوظ استنادًا إلى دروس الحرب الشاملة التي استمرت 12 يومًا. 

وختمت الصحيفة: "رغم هذا الاستعداد العسكري، لا بد من اتخاذ تدابير متعددة الأطراف لمواجهة هذه العملية النفسية المستمرة منذ ثلاثة أشهر والحد من آثارها. ومن التدابير الفعالة في هذا الصدد، توعية الجمهور، بما في ذلك وسائل الإعلام والهيئات التنظيمية، تجاه نشر الأخبار الكاذبة، وتحديد التهديدات الحقيقية وتمييزها عن التهديدات الوهمية، وشرح القدرات الدفاعية للبلاد بواقعية، وفي نهاية المطاف تعزيز اللحمة الوطنية".

الكلمات المفتاحية
مشاركة