إيران
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الاثنين (17 تشرين ثاني/نوفمبر 2025)، بتحليل سلوك الإدارة الأميركية المضطرب والساعي إلى الحروب الدائمة في سياق تحليل سباق التسلح وسرقة مواد الدول الغنية. كما اهتمت بتحليل وضع البلدان الأوروبية القلقة من انتقال الحرب الأوكرانية إلى حدودها وبلادها، وأخيرًا رصدت الصحف المساعي الصهيونية وخططها الجادة لتأزيم الوضع الإيراني الداخلي.
صحيفة رسالت: أميركا والتحريض على الحرب
كتبت صحيفة رسالت "عالمٌ في حالة اضطراب، هي سياسةٌ دأبت الحكومة الأميركية على تطبيقها في الأشهر الأخيرة. واستمرارًا لهذا النهج، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطوةٍ مفاجئةٍ مُدّعيًا قلقه على المسيحيين، عن استعداد وزارة الحرب للتحرك ضدّ نيجيريا. وأضاف ترامب: آمر وزارة الحرب بالاستعداد لأي عملٍ مُحتمل في نيجيريا، وإذا هاجمنا، فسنفعل ذلك بسرعةٍ وقوة. تمامًا كما يُهاجم هؤلاء الإرهابيون مسيحيينا. في الوقت نفسه، كرّر وزير الحرب الأميركي اتهامات ترامب قائلًا: يجب أن يتوقف قتل المسيحيين الأبرياء في نيجيريا وغيرها على الفور، وعلى حكومتها إما دعم المسيحيين أو القضاء على الإرهابيين المسلمين الذين ارتكبوا هذه الجرائم.
تؤكد الصيحفة أن هذا التحريض على الحرب ضدّ نيجيريا يأتي في وقت واجهت فيه بعض الدول الإفريقية الأخرى مثل السودان وتنزانيا والكاميرون وغيرها، والتي تمتلك مثل نيجيريا العديد من الموارد الغنية، صراعات شديدة وحربًا أهلية فجأة. من ناحية أخرى، كثفت الولايات المتحدة التهديدات العسكرية والاقتصادية والسياسية ضدّ دول أميركا اللاتينية، وخاصة فنزويلا، التي تمتلك الكثير من الموارد النفطية. وهي عملية تُظهر صلة بين التطورات في إفريقيا وأميركا اللاتينية وحسابات ترامب الشخصية والعالمية، والتي يمكن الإشارة إليها على أنها إعادة تعريف لصناعة أزمة عالمية جديدة. وتأتي البادرة الإنسانية الظاهرة من ترامب تحت راية حملة صليبية ضدّ دولة نيجيريا المسلمة في وقت تترك فيه نظرة على سجل ترامب الكثير من الغموض حول هذا الادّعاء. على الساحة الداخلية للولايات المتحدة، فرض ترامب قوانين هجرة جديدة تعرض ملايين الأشخاص من مختلف الديانات والأعراق والبلدان لخطر الترحيل والحرمان من حقوق المواطنة.
تتابع الصحيفة: "كما أبقى ترامب الحكومة مغلقة، في حين أن 42 مليون شخص، معظمهم من المسيحيين، بحاجة إلى مساعدات غذائية، منهم 16 مليون طفل. يدّعي ترامب أنه إنساني، في حين أن غزّة تتعرض لنيران الحرب الصهيونية منذ عامين، مخلفةً عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، بينما كان المسيحيون وحتّى الكنائس هدفًا لها. في لبنان، طبق الصهاينة الإجراء نفسه. لقد عرّضت حرب ترامب على روسيا حياة ملايين الناس للخطر، بينما خلّف عدوان الولايات المتحدة والنظام الصهيوني على إيران عددًا لا يُحصى من الشهداء والجرحى. النقطة المهمّة هي أن إرهاب الولايات المتحدة الاقتصادي، والمتمثل بالعقوبات ضدّ دول أخرى، قد عرّض حياة مئات الملايين للخطر، في حين أن هذه العقوبات تستهدف الناس من جميع الأديان والأعراق. بالنظر إلى هذه العوامل- كما تؤكد الصحيفة- يمكن القول إن مبادرات ترامب الخيرية هي كذبة وخداع للتدخلات الجديدة في العالم".
صحيفة وطن امروز: سماء الحرب الأوروبية
"مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتكثيف الطرفين هجماتهما المتبادلة، تجد الدول الأوروبية نفسها على شفا صراع كبير مع روسيا. فقد تكثفت الهجمات الأوكرانية في عمق الأراضي الروسية، وفي الوقت نفسه، تقصف روسيا أهدافًا إستراتيجية في أوكرانيا ردًا على هذه الهجمات. كما أثر تصاعد التوترات في أوكرانيا على الدول الأوروبية، ويُعدّ الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) حاليًّا طرفًا حاسمًا في الحرب في أوكرانيا. وتقول الصحيفة إنه من مؤشرات تصاعد التوترات في أوروبا الشرقية توسّع الهجمات في عمق الأراضي الروسية؛ حيث أعلن الجيش الأوكراني، يوم أمس، أنه هاجم مصفاة نفط في منطقة ريازان الروسية، بالقرب من موسكو. وأضاف الجيش الأوكراني أن الهجوم نُفّذ في محاولة لتقليص قدرة العدوّ على شنّ هجمات صاروخية وعمليات قصف ... على مدار الأشهر القليلة الماضية، ومع اشتداد الحرب في أوكرانيا، أبلغت بعض الدول الأوروبية عن تحليق طائرات من دون طيار مجهولة الهوية في سمائها. كانت ألمانيا والدنمارك من بين الدول التي حذرت من رؤية طائرات من دون طيار ونشاط طائرات من دون طيار مجهولة الهوية. كما حظرت الدنمارك، والتي لم تُسمِّ روسيا صراحةً، جميع رحلات الطائرات المدنية من دون طيار بعد أسبوع من إغلاق المطارات العسكرية والمدنية مؤقتًا بسبب طائرات من دون طيار مجهولة الهوية، واصفةً التهديد بأنه هجوم هجين من أوروبا الشرقية".
صحيفة كيهان: قوة إيران في المنطقة
ركزت صحيفة كيهان في عددها اليوم على تصاعد الدور الإيراني؛ فقالت: "بعد حرب الاثني عشر يومًا ومواجهة إيران للحرب العلنية للكيان الصهيوني والولايات المتحدة على أرض بلادنا، ووفقًا لآراء الخبراء والمحللين السياسيين والأمنيين والعسكريين العالميين، تُعدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية قوةً لا تُضاهى في المنطقة، إذ لم تُرسخ قدرتها العسكرية الرادعة فحسب، بل حيّدت أيضًا الضغط الاقتصادي والحرب النفسية للأعداء من خلال التقدم العلمي والطبي والتكنولوجي. وفي ظل هذه الظروف، تسعى الولايات المتحدة وأوروبا، بصفتهما قادة البلطجة العالمية، والنظام "الإسرائيلي" قاتل الأطفال، مجددًا إلى زعزعة هذا التوازن بنشر أنباء عن حرب جديدة وكاذبة تمامًا، لكن إيران أحبطت خطتهم الجديدة بشفافية إعلامية ودعم شعبي وعسكري، بتوجيهات مستنيرة من قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الحكيم.
تتابع الصحيفة: "منذ النهاية الرسمية لحرب الاثني عشر يومًا (يونيو/حزيران 2025) بين إيران و"إسرائيل"، دخل المناخ الإقليمي مرحلة جديدة بفعل التطورات السياسية والعسكرية والإعلامية، وهي أشبه بالحرب النفسية الإعلامية منها بالحرب الباردة. تحاول "إسرائيل"، إلى جانب داعميها الرئيسيين؛ الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، من خلال التأكيد على ضرورة توجيه ضربة استباقية ضدّ إيران وممارسة ضغوط اقتصادية وإعلامية، تحويل حرب الأيام الاثني عشر إلى كارثة وتغيير المعادلة لصالحها...تهدف جميع هذه الأخبار إلى إثارة حرب نفسية وضغط محلي وعالمي لتخويف إيران، لردعها عن الدفاع المشروع وحقها في استخدام الطاقة النووية السلمية وبرامج الدفاع والصواريخ. ومع ذلك، لو شعروا بقليل من التفوق، كما أثبت التاريخ وشهدنا في الدول المجاورة للنظام الصهيوني، لما تردّدوا في اتّخاذ أي إجراء. ,. ويعتقد المحللون العسكريون أن إيران تواصل إعادة بناء وتطوير قدراتها بسرعة. لم تكتفِ إيران بالرد، بل أظهرت أيضًا ردعًا فعالًا في الأيام الأخيرة من الحرب، أكثر من أي وقت مضى.
تختم الصحيفة: "سعى النظام الصهيوني ووسائل الإعلام الغربية التابعة له إلى خلق جو إعلامي معادٍ للبلاد من خلال تضخيم المشكلات الاقتصادية الإيرانية، وارتفاع التضخم، والعقوبات واسعة النطاق، وعدم الاستقرار الاقتصادي، وأزمة المياه. على سبيل المثال، نُشرت أنباء عن سعي "إسرائيل" إلى خلق فوضى داخلية في إيران في جزء من تكتيك الضغط. لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع توفير الشفافية والمعلومات في الوقت المناسب، ونشر رسائل مباشرة من قائد الثورة، ومعلومات دقيقة غن التطورات، واستخدام القوّة السيبرانية، منعت العدوّ من النجاح في حربه النفسية".