اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي وقفات ومسيرات وإضراب طلابي احتجاجًا على الاحتجاز الصهيوني لأسطول الصمود

تكنولوجيا

صورك الخاصة ليست لعبة: كيف تحمي نفسك من الابتزاز الرقمي؟
تكنولوجيا

صورك الخاصة ليست لعبة: كيف تحمي نفسك من الابتزاز الرقمي؟

نشر الصور الحميمة دون موافقة صاحبها يُعدّ جريمة خطيرة تهدد الخصوصية والكرامة، وتضع الضحايا أمام ابتزاز وضغط نفسي واجتماعي كبير. أداة StopNCII.org إلى جانب القوانين اللبنانية ومكتب مكافحة الجرائم المعل
57

في عصرٍ لم تعد فيه الخصوصية أمرًا مضمونًا، يواجه الكثير من الناس تهديدًا خطيرًا يتمثل في نشر صورهم أو مقاطعهم الحميمة دون إذن مسبق. هذا الفعل، المعروف عالميًا باسم الصور الحميمة غير التوافقية (NCII) ، لا يقتصر ضرره على الإحراج أو فقدان السمعة، بل يتعداه ليترك جروحًا نفسية عميقة، ويُستعمل أحيانًا كأداة ابتزاز أو وسيلة تهديد.

في لبنان كما في أي مكان آخر، قد يجد الضحية نفسه فجأة أمام مأزق: صورة شخصية له تُستخدم ضده أو تُهدد بفضحه على منصات التواصل. كيف يمكن التصرف في هذه اللحظة؟ وهل هناك أدوات حديثة تحمي الأفراد من هذا الخطر؟ هنا يبرز دور موقع StopNCII.org كمبادرة عالمية رائدة.


StopNCII.org  هو موقع مجاني أُطلق لمساعدة الأفراد على منع انتشار صورهم أو فيديوهاتهم الخاصة على منصات الإنترنت. الفكرة بسيطة:

    المستخدم يرفع الصورة أو الفيديو الذي يريد حمايته.
    الموقع لا يحتفظ بالملف نفسه، بل يُنشئ بصمة رقمية (hash) خاصة به.
    هذه البصمة تُرسل إلى منصات الإنترنت المتعاونة مع الموقع.
    إذا حاول أي شخص نشر صورة مطابقة على تلك المنصات، يتم رصدها فورًا ومنع نشرها أو إزالتها.

بهذه الطريقة، لا تُغادر الصور جهاز صاحبها، وتبقى خصوصيته مصونة.

فقد تعاونت مجموعة من كبرى المنصات العالمية مع مبادرة StopNCII.org لضمان حماية أفضل للمستخدمين من خطر نشر الصور الحميمة دون موافقة. وتشمل هذه المنصات شبكات التواصل الاجتماعي الأكثر استخدامًا مثل فيسبوك،  إنستغرام ، تكتوك وثريد، إلى جانب منصات تفاعلية كبرى مثل سنابشات،  كما انضمت أيضًا شركات تقنية ومحركات بحث مثل مايكروسوفت بنغ.  هذا التعاون الواسع يعكس إدراكًا عالميًا بخطورة هذه الجرائم الرقمية، وسعيًا جماعيًا لحماية الأفراد وصون خصوصيتهم، وبالتالي يجعل من الصعب إعادة نشر الصور الحميمة التي تمت حمايتها عبر StopNCII.org على هذه الشبكات.

من المهم أن نعرف أن هذه الأداة لا تغطي الإنترنت بأكمله. فالمنصات غير المشاركة لا تستفيد من البصمات الرقمية، كما أن الرسائل الخاصة المشفّرة (مثل واتساب) تبقى خارج نطاق هذه الخدمة. لذلك، يظل الحذر والوعي الرقمي خط الدفاع الأول.


 كيف تقي نفسك من الوقوع بالمشكلة؟

    لا تشارك صورًا حساسة حتى مع أشخاص تثق بهم.
    قم بتأمين أجهزتك وحساباتك بكلمات مرور قوية.
    لا تحتفظ بنسخ غير ضرورية من الصور على السحابة أو الأجهزة المشتركة.
    تعلّم كيفية حذف البيانات نهائيًا عند الحاجة.

تجنّب التقاط صور قد تسبّب لك الإحراج أصلًا: حتى لو حذفت الصور من هاتفك، يمكن استرجاعها بطرق تقنية إذا بعت الجهاز أو فُقد أو سُرق. كذلك، في حال تعرّض الهاتف أو الحاسوب للاختراق، يستطيع المهاجم الوصول إلى هذه الصور واستخدامها للابتزاز. الوقاية الأضمن هي عدم إنتاج هذا النوع من الصور من البداية.


إذا تعرضت لنشر صورك أو التهديد بنشرها:

    لا تفقد السيطرة: احتفظ بالأدلة مثل الرسائل والروابط وصور الشاشة.
    استخدم StopNCII.org فورًا لإنشاء بصمة رقمية لصورتك ومنع إعادة نشرها على المنصات المشاركة.
    اطلب الدعم من صديق أو أحد أفراد العائلة، ولا تواجه الأمر وحدك.
    الجأ للسلطات في حال استمر التهديد أو تم النشر بالفعل.


القانون اللبناني يُجرّم الاعتداء على الخصوصية ونشر الصور الخاصة دون إذن. ويُعتبر ذلك جريمة إلكترونية قد تؤدي إلى السجن والغرامة. فالمادة 650 من قانون العقوبات واضحة في اعتبار تسجيل أو نشر أي محتوى خاص دون إذن تعديًا على الحياة الشخصية.

في لبنان، الجهة المختصة بمتابعة هذه الحالات هي مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية التابع لقوى الأمن الداخلي، وهو يستقبل شكاوى المواطنين حول الابتزاز الإلكتروني أو نشر الصور الخاصة، ويعمل على  تلقي الأدلة الرقمية (روابط، صور شاشة، محادثات)، وملاحقة الحسابات أو الأشخاص المسؤولين ثم  التعاون مع القضاء لاتخاذ الإجراءات اللازمة، بما في ذلك التوقيف أو الملاحقة. فوجود هذا المكتب يمنح المواطنين قناة رسمية لحماية حقوقهم الرقمية ومواجهة هذه الجرائم بجدية.

لا أحد يستحق أن تُستخدم حياته الخاصة كسلاح ضده. نشر الصور الحميمة دون موافقة هو انتهاك صريح للكرامة الإنسانية، ويجب مواجهته قانونيًا واجتماعيًا، لذلك كانت مبادرة StopNCII.org التي تمنح الأفراد وسيلة تقنية سريعة لحماية أنفسهم، فيما يوفّر القانون اللبناني ومكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية مظلة قانونية للتصرف عند الحاجة.

لكن الوقاية تبقى الأساس: الوعي الرقمي، الحذر، والتصرّف السريع عند وقوع أي تهديد. نشر هذه الثقافة في المجتمع هو خط الدفاع الأول ضد أخطر الجرائم الإلكترونية في عصرنا.

الكلمات المفتاحية
مشاركة