لبنان
حزب الله يقيم احتفالًا تكريميًّا للشهيد الشيخ قاووق في مدينة صور
الشيخ بركات: هذه الدماء أمانة في أعناقنا يجب حفظها وتبليغها والسعي لتوريثها للأجيال القادمة
أقام حزب الله الاحتفال التكريمي لعضو المجلس المركزي؛ الشهيد القائد الشيخ نبيل قاووق، الخميس 2 تشرين الأول/أكتوبر 2025، في قاعة الاستشهادي أحمد قصير في مدينة صور، وذلك في إطار فعاليات إحياء الذكرى السنوية لشهادة الأمينين العامَّين لحزب الله؛ السيّد حسن نصر الله، وصفيّه السيّد هاشم صفيّ الدين.
هذا، وحضر الاحتفال عضو كتلة الوفاء للمقاومة؛ النائب حسين جشي، مسؤول منطقة جبل عامل الأولى؛ عبد الله ناصر، الدكتور الشيخ أكرم بركات، مسؤول التبليغ والأنشطة الثقافية؛ السيّد علي فحص، إلى جانب عائلة الشهيد، وحشد من الفعاليات والشخصيات، وعلماء الدين، ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية واختيارية، وممثلين عن أحزاب وقوى لبنانية وفلسطينية، ومدعوّين.
وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم وأداء النشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، ألقى الشيخ أكرم بركات كلمة حزب الله، فتطرّق إلى محطات عدّة من حياة الشهيد الشيخ نبيل قاووق، ومراحل من جهاد وانتصارات المقاومة الإسلامية في لبنان.
وقال الشيخ بركات: "نحن نعرف أنّه حينما احتلّت "إسرائيل" بلادنا، ألقى بعضهم على دبابات العدو الأرز، وبعض علماء الدين كان يعتبر أنّ هناك إشكالية في العمل المقاوم؛ لاعتباره أنّ المقاومة لا يمكن لها أن تقابل العدو من حيث العديد والعتاد، ولكن الإمام الخميني في حينها، وبعد أن قدّمت المقاومة نموذجًا في التضحية والشهادة والاستشهاد، وأعطت المصداقية العالية لهذه التجربة، قال في بيان الحج عام 1987، إنّ جهاد شباب حزب الله في لبنان حُجّة على العلماء".
وأضاف: "في العام 2000 حققت المقاومة فتحًا، تجسّد في أنّ الأرض يمكن أن تُسترد من غير صلح وسِلم مُذل، وكذا في العام 2006 حينما أتى العالم لكي يهزمها وثبتت".
وأوضح الشيخ بركات، أنّه بسبب ذلك "علت صور سماحة السيّد في العواصم العربية والإسلامية، وانتشر اسمه هناك. فالمقاومة استطاعت أن تقدم النموذج الذي مثّل الحصان الأبيض المتحرر، والذي قد يمثّل عدوى بالنسبة إلى شعوب المنطقة، وهذا ما أخاف العدو".
وتابع: "لم يقفوا فقط على المستوى الأمني والعسكري، بل كان همّهم أن يشوّهوا المقاومة؛ لخوفهم من أن تنتشر هذه القضية في العالم، وحتى الملوك والأمراء والرؤساء كانوا يخافون من ذلك. وجاءت قضية الحرب ضد التكفيريين لكي تشوّه صورة المقاومة، ثم جاءت سنة 2023 لتنقل لنا مشهدًا مختلفًا".
ولفت الشيخ بركات إلى أنّ العالم تخلى عن قضية فلسطين، "ولم يقف معها إلا أصحاب القضية الأوفياء، ورغم التشويه، رأى العالم هذه الجماعة صادقة بعملها وسلوكها، مختلفة عمَّا أشاعته تلك الدعايات والإشاعات التي حاولت أن تشوّه صورتها، فأعطت هذه المصداقية العالية، في الوقت الذي كانوا يحاولون التفريق بين من يحمل هذه القضية، لا سيما في ما يتعلّق بالجمهورية الإسلامية".
وأشار إلى أنّ "معركة الاثني عشر يومًا بين الجمهورية الإسلامية وكيان الاحتلال جاءت لتمثّل مصداقية، بأنّ أصحاب هذه القضية في إيران أيضًا هم في المواجهة المباشرة مع أميركا و"إسرائيل"، فبرزت مصداقية عالية، ولكن المصداقية تعطي أثرها أكثر ما تعطيه لا من خلال الكلمات والمواعظ والكتب، وإنّما من خلال التضحية بالأعز".
ولفت الشيخ بركات، إلى أنّ "التضحية بالأعز هي التي تعطي أعلى مصداقية لصدق القضية، وما حصل معنا أنّ مجتمعنا ضحّى بالأعز، وقدّم الأعز وأعطى مصداقية قضيته من خلال هذه التضحية، قدّم سيّد شهداء الأمة، وقدم السيّد الهاشمي، وقدم سماحة الشيخ نبيل، وقدم القادة الشهداء وآلاف المجاهدين، قدّم الأعز ليعطي هذه المصداقية التي علينا مسؤولية أن نكمل المسار فيها، لننشرها في العالم تمهيدًا للإمام سلام الله تعالى عليه".
وشدّد على أنّ "ما حصل في نتيجته سيؤكّد للعدو في المستقبل كما في الحاضر، أنّ دماء سماحة سيّد شهداء الأمة ودماء السيّد الهاشمي ودماء نبيل المقاومة ستكون في بدايتها منارات مضيئة أقوى من الكلمات والخطب والمواقف والمشاهد، وأنّ هذه الدماء أمانة في أعناقنا يجب حفظها وتبليغها والسعي لتوريثها للأجيال القادمة، لتكون الموقظ لهم في حياة العزّة".
وتخلّل الحفل التكريمي وصلات من الشعر المُهدى للشيخ الشهيد، فيما قدّم حزب الله درعًا تقديريًا لعائلته، كعهد وفاء وتقدير للدماء التي أعزّت الوطن والأمة.