لبنان

أكد وزير العمل السابق؛ الدكتور مصطفى بيرم، أنّ ما يجري في غزّة يمثل انهيارًا تامًا للمنظومة الأخلاقية والإنسانية في العالم، بعدما بلغ الإجرام الصهيوني حدّ التصوير العلني للقتل وبثّ الجرائم عبر الكاميرات، في تحدٍّ سافرٍ للقانون الدولي والمحاكم الجنائية، معلنًا سقوط أقنعة الغرب الذي يتشدّق بحقوق الإنسان والطفل والمرأة، فيما يصمت عن المجازر اليومية بحق المدنيين.
وخلال كلمة ألقاها في العشاء الانتخابي السنوي الذي أقامته التعبئة التربوية في الجامعة اللبنانية الأميركية، تحت شعار "بكم سنغيّر الدنيا"، شدّد بيرم على أنّ ما نعيشه اليوم هو زمن التفاهة كما وصفه المفكر آلان دونو، حيث تُختزل القيم في الربح السريع والمصلحة الفردية والأنانية، مؤكدًا أنّ تجاوز هذا الانحدار الحضاري يقتضي دمج العلم بالحلم؛ أي المعرفة بالأخلاق، والعقلانية بالرحمة؛ لأنّ "العلم بلا أخلاق يتحوّل إلى أداة قتل ودمار".
وأشار بيرم إلى أنّ الغرب، وإن تقدّم علميًا، إلا أنّه تراجع أخلاقيًا وإنسانيًا، داعيًا النخب الشبابية إلى تقديم نموذج حضاري جديد يجمع المعرفة بالضمير، ويرتقي بالإنسان والمجتمع.
وتوقف عند مفهوم المواطنة والسيادة، معتبرًا أنّ الوطن لا يُبنى إلا بالعطاء والتضحيات، وأنّ من يصنع السيادة هو الذي يقدّم للأرض، لا من ينسحب من الميدان. وأضاف: "قد يقتل العدو الجسد، لكن الفكرة لا تموت،؛ لأن هناك من سيحملها ويواصل الطريق".
وفي حديثه عن اللقاء التاريخي مع السيد القائد، وصف بيرم سماحته، بأنّه أيقونة إنسانية تمتلك كاريزما فريدة تجمع بين الهيبة والتواضع، مشيرًا إلى أنّه قدّم وصايا ثمينة، أبرزها:
خيارنا الدولة ومؤسساتها والجيش اللبناني، ولو بقي رغيف خبز واحد لتقاسمنّاه مع الجيش.
لبنان لا يُحكم إلا بالتوافق بين جميع أبنائه، وهو وطن التعددية التي تُشكّل سلاحًا في مواجهة الكيان الغاصب.
المقاومة موجّهة نحو العدو لا إلى الداخل، وهي حريصة على حماية الكنيسة كما تحمي المسجد.
وأكد بيرم أنّ هذه الوصايا تشكّل أسس بناء الوطن القوي العزيز المهاب الذي لا يتنازل أمام الإجرام ولا يفرّط بكرامته؛ لأنّ أي تراجع هو تشجيع للمعتدي.
وختم بالقول: "نحن نحمل دماء الشهداء وآلامهم وتضحياتهم، ونسير في طريق ذات الشوكة نحو القمة. قد نصاب بالجراح، لكننا لا نسقط. وإن قتلوا القائد حسن نصر الله، فكلّ واحد منا سيصبح حسن نصر الله. وإن قتلوا السيد هاشم صفي الدين، فكلّ واحد سيصبح هاشم صفي الدين؛ لأن الفكرة لا تموت، والكرامة لا تُذلّ".