اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي  أبو الغزلان لـ "العهد": وقف إطلاق النار محطة جديدة تثبت فشل مخططات الإبادة والتهجير

لبنان

لبنان

"قولنا والعمل" تُحيي الذكرى السنوية لاستشهاد السيدين بمهرجان حاشد في بر الياس

62

نظّمت جمعية "قولنا والعمل" مهرجانًا تأبينيًا حاشدًا في بلدة بر الياس في البقاع الأوسط بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والأمين العام السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله عليهما)، تزامنًا مع الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى. 

المهرجان شكّل مناسبة وطنية جامعة حضرها حشد من الشخصيات الرسمية والروحية والحزبية، إضافةً إلى فاعليات تربوية واجتماعية وثقافية وأهالي المنطقة.

الشيخ القطان

وفي كلمة له، قال رئيس جمعية "قولنا والعمل" الشيخ الدكتور أحمد القطان: "نحن في الذكرى السنوية لاستشهاد السيدين القائدين، وفي الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، نستحضر رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ونفتخر أننا عشنا في زمن سماحة السيد حسن نصر الله، وسنبقى على نهجه المقاوم ضد أعداء الدين والإنسانية".

وأشار إلى أنّ المقاومة لم تكن يومًا مشروع حزب أو طائفة، بل مشروع وطن بأسره، قدّم قادته ووزراؤه أنموذجًا في النزاهة والتضحية، مؤكدًا أن لا دليل على فساد أو هدر في مسيرة وزراء حزب الله، بل هم من أنقى العاملين في الشأن العام.

وأضاف القطان: "استشهاد السيد حسن نصر الله لم يكن دفاعًا عن حيّ أو قرية، بل دفاعًا عن فلسطين ولبنان معًا، وكل مؤمن يعلم أن الشهادة في سبيل الله هي الحياة الحقيقية".

ودعا الشيخ القطان إلى الحوار الداخلي، قائلًا: "تعالوا أيها اللبنانيون إلى كلمة سواء، إلى حوار وطني نضع فيه مصلحة لبنان فوق المصالح الأميركية والصهيونية، فلنحمِ وطننا بوحدتنا، لا بالقرارات الدولية ولا بالسباب الإعلامي".

كما شدّد على أنّ "إيران لم تبخل يومًا بدعم المقاومة في لبنان وفلسطين، بخلاف بعض الأنظمة التي تربط دعمها بنزع سلاح المقاومة".

ووجه التحية للمؤسسات الأمنية والعسكرية، قائلًا: "الجيش والأجهزة الأمنية شركاء في حماية الوطن، وهناك تكامل بينهم وبين المقاومة، وقائد الجيش أثبت أنه حريص على الوحدة الوطنية".

وفي ختام كلمته، توجّه بالتحية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، مؤكدًا أنّ الثنائي الوطني يحمل عبء الحفاظ على الاستقرار، قائلًا: "نم قرير العين يا سيد حسن، فالمقاومة باقية، وسندخل المسجد الأقصى قريبًا فاتحين منتصرين بإذن الله".

أماني

من جهته، أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد مجتبى أماني أنّ العدو باغتياله السيدين الشهيدين نصر الله وصفي الدين أراد أن يطفئ نور الحق، فإذا بهذا النور يزداد سطوعًا. 

وأضاف: "الشهادة في عقيدتنا ليست النهاية، بل البداية، فهي سنة الله في المجاهدين، إذ تتحول دماؤهم إلى بذورٍ لنهضةٍ جديدة. أراد الأعداء أن يضعفوا المقاومة، لكنها ازدادت تماسكًا وانتشارًا".

وأشار إلى أنّ "البعض حاول إلباس المقاومة ثوبًا طائفيًا أو مذهبيًا لضرب الالتفاف الشعبي حولها، لكن دماء القادة الشهداء في لبنان وفلسطين قالت كلمتها: دمٌ واحدٌ وقضيةٌ واحدة".

وتوقف عند الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، قائلًا: "لقد كانت عملية طوفان الأقصى زلزالًا سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا أربك الكيان الصهيوني وكشف هشاشته، وأثبت أن هذا الكيان لا يقوم إلا بالدعم الأميركي والغربي، واليوم بات الخط الفاصل بين الحق والباطل أكثر وضوحًا من أي وقتٍ مضى".

شكر

بدوره، قال نائب مسؤول حزب الله في البقاع السيد فيصل شكر: "عندما يُستشهد سيد شهداء الأمة وقائد المقاومة، فهذا دليل أننا على الحق المبين، لقد أراد الأعداء قتل روح المقاومة، لكنهم لا يعلمون أن كل قطرة دم من السيد حسن نصر الله أنبتت آلاف المجاهدين على امتداد العالم"، مضيفًا: "أنتم، أيها الصهاينة، تظنون أنكم قتلتم المقاومة بقتل قائدها، لكنكم قتلتم أنفسكم، فالمجتمع الذي يقتل القادة الأحياء هو مجتمع ميت، فيما مجتمع المقاومة حيٌّ لا يموت".

بركة

كلمة حركة حماس ألقاها الحاج محمود بركة وتوجّه فيها بالتحية إلى أبناء المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق واليمن وإيران، قائلًا: "نجتمع اليوم في ذكرى استشهاد قائدٍ ليس ككل القادة، قائدٍ شكّل علامةً فارقةً في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني، قائدٍ تجاوز حدود الجغرافيا والطائفة والمذهب، إنه القائد الشهيد السيد حسن نصر الله".

وأضاف أن السيد نصر الله "مثّل في وعي الأمة نموذج القائد الجامع بين الفكر والعقيدة، بين السياسة والاستراتيجية، وبين الإيمان والعمل"، مؤكّدًا أنه كان قائدًا وطنيًا بامتياز.

وأوضح أن السيد نصر الله "كان يعرف أن المعركة مع الكيان الصهيوني ليست معركة حدود، إنما معركة وجود"، وقال: "نقول بكل ثقة، ومن موقعنا كإخوة لكم فلسطينيين، إن السيد حسن نصر الله كان أحد أعمدة توازن الردع مع العدو الصهيوني، وإن حضوره السياسي والعقائدي ساهم في منع سقوط المنطقة في مشروع التطبيع والخضوع".

وأشار ممثل الفصائل الفلسطينية إلى أن المقاومة في فكر السيد الشهيد لم تكن مجرد بندقية، بل كانت منظومة وعي وثقافة ومشروع حياة، مضيفًا: "كان السيد يؤمن أن النصر الحقيقي يبدأ من الوعي، من فهم طبيعة العدو وأدواته وأساليبه، ومن بناء جبهةٍ صلبةٍ من الشعوب والأحرار لا تخضع لإملاءات الخارج".

وتابع: "لقد كان يقرأ الواقع بعيون المفكر الاستراتيجي، يرى ما وراء الحدث، ويحوّل التحديات إلى فرص. ولذلك، لم تكن المقاومة عنده مجرد ردة فعل، إنما فعلًا واعيًا ومتقنًا، محكومًا بعقلٍ استراتيجيٍ منضبطٍ يعرف متى يواجه وكيف ينتصر".

وختم ممثل الفصائل الفلسطينية كلمته مؤكّدًا أن دماء السيد حسن نصر الله لن تذهب هدرًا، وأن نهجه سيبقى مشعلًا ينير درب المقاومين حتى زوال الكيان الصهيوني.

معلوف

ممثل المطران الصوري، الأرشمندريت جورج معلوف، أكّد في كلمته أن الشهداء يصعدون إلى المجد الذي أعدّه الله لمحبيه، مشيرًا إلى أن السيد حسن نصر الله كان شجاعًا مؤمنًا، لم يهب الموت لأنه كان صاحب قضية مقدسة.

وقال: "قدّم ابنه الشهيد هادي قبل أن يقدّم نفسه، وكان نزيهًا مجردًا من حطام الدنيا، يرى المجد في الشهادة لا في الحياة. كان رجلًا صادقًا ملهِمًا، ألهم المقاومة والشعب في مطالبة المظلومين بحقوقهم ورفع الغبن عنهم، وسار السيد هاشم صفي الدين على خطاه كما سار السيد حسن على نهج السيد عباس الموسوي".

الداوود

من جانبه، شدد نائب أمين عام حركة النضال اللبناني العربي طارق الداوود على أن السيد حسن نصر الله أكبر من قائد، كان ضمير أمةٍ ترفض الانكسار، وصوت المظلومين في وجه الطغيان، وبوصلةً لم تضل طريقها يومًا. 

وأضاف: "منذ بدايته وهو يمشي بين الناس بعينٍ ترى الحقيقة وبقلبٍ يسكنه الوطن. لم يكن خطابه كلمات على منبر، بل وعدًا صادقًا من رجلٍ جعل من نفسه جسرًا تعبر عليه الأجيال نحو الكرامة".

وختم بالقول: "اغتالوه جسدًا، لكنهم لم يدركوا أن الشهادة لا تسكت الصوت بل تخلّد الرجال، فالسيد حيٌّ في ضمائر الأحرار ووجدان المقاومين، وفي وجوه الأطفال الذين وُلدوا على حكايات صموده. كان قائدًا ملهمًا ومجاهدًا شجاعًا قدّم فلذة كبده فداءً للوطن والأمة".

وتخلل المهرجان عرض لفيلم وثائقي يحكي بعضًا من سيرة ومواقف وشجاعة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه.

الكلمات المفتاحية
مشاركة