لبنان

أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسن فضل الله، أنّ "الاعتداءات "الإسرائيلية" المتمادية على الجنوب هي محاولة مستمرّة للضغط على الأهالي لمنعهم من الاستقرار ودفعهم إلى مغادرة قراهم بهدف إقامة منطقة عازلة وفرض سيطرة "إسرائيلية" على جنوب الليطاني، وهو الهدف الذي سعت إلى تحقيقه خلال الحرب الأخيرة".
وأكّد النائب فضل الله، خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في الذكرى السنوية لشهداء بلدة شقراء في الحديقة العامة للبلدة، بحضور علماء وعوائل الشهداء وحشد من الأهالي، الأحد 12 تشرين أول/أكتوبر 2025، أكّد أنّ "صمود المقاومين في المواجهة البرية وتضحياتهم حمت هذه الأرض، وبقاء المقاومة واستعداد شعبنا للدفاع عن الجنوب، هو الذي يمنع احتلاله"، قائلًا: "لذلك، لا خيار لنا إلّا أنْ نبقى أقوياء ومستعدّين للدفاع عن أرضنا، وقَدَرُنا في هذا الجنوب أنّنا نجاور هذا العدو وله أطماع في أرضنا وخيراتها، وعندما تسنح له الفرصة أو يمتلك القدرة على احتلالها والاستقرار فيها لن يتوانى عن ذلك".
وأشار إلى أنّ "المقاومة قبلت بالصيغة التي نصّ عليها وقف النار بأنْ تكون الدولة هي المسؤولة عن حماية الجنوب وأهله، والتزمت بالكامل من موقع الحرص على نجاح هذه الصيغة، ولكنّ العدو واصل اعتداءاته والدولة لم تَقُمْ بما عليها". وأضاف: "نحن جزءٌ من هذه الدولة وسنواصل مطالبتها بتحمُّل مسؤولياتها لأنّها في هذه المرحلة هي المعنية بالتصدّي لهذا الواقع الجديد".
وفيما اعتبر أنّ "ما قام به العدو مؤخّرًا من استهداف البُنية الاقتصادية والأعيان المدنية واستمرار الاغتيالات هو لضرب استقرار أهل الجنوب ومنعهم من الاعمار"، جزم بأنّ "الجنوبيين متمسّكون بأرضهم برغم غياب الحماية الرسمية والرعاية من خلال تجاهل هذه الحكومة لما يحصل وعدم تَحمُّل مسؤولياتها بإعادة الإعمار".
وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في الذكرى السنوية الأولى لشهداء بلدة عيناثا في خيمة عاشوراء في البلدة، أّكّد النائب فضل الله أنّ "لدى الحكومة الكثير من الخيارات يمكنها اللجوء إليها للضغط بهدف وقف الاعتداءات وضمان انسحاب العدو وعودة الأسرى، بما في ذلك اتّخاذ موقف جدي من عمل لجنة مراقبة وقف النار (ميكانيزم) التي باتت تنفّذ ما يطلبه العدو وتتجاهل الاعتداءات على بلدنا".
وفي حين بيّن أنّ "التمسُّك بالأرض وإعادة إعمارها هو فعل مقاومة بحد ذاته" وأنّ "وجود الأهالي في بلداتهم يشكّل جزءً من التصدّي لمخطّطات العدو"، قال النائب فضل الله: "لا نجد اهتمامًا من الحكومة بدعم هذا الصمود، وبعض الوزراء يتصرّفون وكأنّهم من عالم آخر، بينما يجب أنْ يكون وقف الاعتداءات وإعادة الإعمار أولوية وطنية، وهو ما لا نراه في أداء هذه الحكومة"، مستدلًا على ذلك بأنّ "الحكومة لم تخصّص أيّ اعتماد في الموازنة العامة لإعادة الإعمار، مع أنّ هناك حلولًا مرحلية مثل الترميم الجزئي أو الترميم الإنشائي، لكنها لم تُنفَّذ".
وأضاف: "لذلك، فإنّ صوتنا مع صوت الرئيس نبيه بري، فمثل هذه الموازنة لن تمرّ في المجلس النيابي من دون اعتمادات واضحة لإعادة الإعمار".
كما جدّد النائب فضل الله تأكيده أنّ "حزب الله ملتزم بإنهاء ما بدأه في ملف الإيواء والترميم"، كاشفًا عن أنّ "80 في المئة من المرحلة الأولى أُنجِز، فيما سيجري استكمال المتبقّي من هذه المرحلة خصوصًا في القرى الحدودية، برغم الضغوط والعقوبات الأميركية ومحاولات الحصار المالي". وقال: "كل هذه الإجراءات والضغوط لم تمنع شعبنا في السابق من إعادة الإعمار، ولن تؤثّر على خياراتنا اليوم".
ولفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة الانتباه إلى أنّ "هناك من يريد استثمار نتائج الحرب لتغيير موازين القوى الداخلية من خلال الانتخابات المقبلة"، مستدركًا بقوله: "نحن نصرُّ على إجرائها في موعدها، وشعبنا الذي قدّم خيرة أبنائه لحماية أرضه سيُثبت مجدّدًا وفاءه لتضحيات أبنائه، وسنمضي إلى الانتخابات لنحفظ دماء شهدائنا ونصون تضحيات شعبنا، لا من أجل مقاعد في المجلس النيابي، بل من أجل تكوين سلطة تعبّر عن إرادة هذا الشعب، ولا تخضع لإملاءات الخارج".